لا معيار للإمامة
لا معيار للإمامة

لا فكر و لا عقيدة و لا إيمان عند أئمة المارقة

أكّد المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) ان تاريخ ائمة المارقة عبارة عن صراعات وتقاتل بين الاخوة من اجل المناصب والأموال والسمعة والواجهة والسلطة!! كما ذكر ذلك ابن الاثير في كتابه (الكامل) , حيث اشار المحقق الصرخي الحسني تعليقا ً على ما ورد في كتاب ابن الاثير في ذكر احوال ائمة المارقة الى أنّ (الأخ يصارع الأخ , يحارب ويتقاتل مع الأخ
ويسفك الدماء من أجل أن يوسع الملك، ويقولون: تحرير وتحرير وقتال وقتال، الأخ يقاتل الأخ من أجل المنصب والأرض والمال والمكاسب، الأخ يقاتل الأخ والأب يقاتل الأبناء، والأخ يقاتل العم …)
كما وألفت المرجع الصرخي ان هذه الصراعات تعكس حقيقة ((عدم وجود بناء للفكر وللعقيدة وللإيمان وهذا يعني عدم وجود معيار إمامة ولتحديد الإمامة ولتثبيت الإمامة ولتشخيص الإمامة؟)).
و أورد سماحته التفاصيل التي ذكرها ابن الأثير عن حصار عثمان بن صلاح الدين لدمشق التي فيها أخوه علي بن صلاح الدين! إذ يتصارع الأخوان و يبيدون عساكر المسلمين لتوسيع ملكهم:

[ذِكْرُ حَصْرِ الْعَزِيزِ مَدِينَةَ دِمَشْقَ]: قال ابن الأثير:

{{1ـ فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَصَلَ الْمَلِكُ الْعَزِيزُ عُثْمَانُ بْنُ صَلَاحِ الدِّينِ، وَهُوَ صَاحِبُ مِصْرَ، إِلَى مَدِينَةِ دِمَشْقَ، فَحَصَرَهَا وَبِهَا أَخُوهُ الْأَكْبَرُ الْمَلِكُ الْأَفْضَلُ عَلِيُّ بْنُ صَلَاحِ الدِّينِ. وَكُنْتُ حِينَئِذٍ بِدِمَشْقَ، فَنَزَلَ بِنَوَاحِي مَيْدَانِ الْحَصَى..
وقد علق المرجع الصرخي الحسني مشيرا ً الى ان الصراع وسفك الدماء بين الاخوة من اجل ان يوسع الملك من اجل المنصب والارض والمال والمكاسب الشخصية:

((الأخ يقاتل الأخ، الأخ يصارع الأخ، لم يكتفِ بمصر، فيريد أن يستحوذ على الشام، يحارب ويتقاتل مع الأخ ويسفك الدماء من أجل أن يوسع الملك، ويقولون: تحرير وتحرير وقتال وقتال، الأخ يقاتل الأخ من أجل المنصب والأرض والمال والمكاسب، الأخ يقاتل الأخ والأب يقاتل الأبناء، والأخ يقاتل العم، وهكذا صراعات من أجل المناصب والأموال والسمعة والواجهة والسلطة، ويقول: يزيد قاتل وحارب وشارك في غزوة ضد الفرنج أو الصليبيين أو ضد المشركين أو ضد الملحدين أو ضد الإسماعيليين أو ضد الخوارج أو ضد الروافض أو ضد السبئية، الكل يطلب المنصب والواجهة والمال والسلطة، وهذه الصراعات بينهم، كثرة القتال وكثرة الغزو، وكثرة التحرير أو الاحتلال والسيطرة على البلدان!!!))

وأضاف المحقق الصرخي قائلا ً:
((هل هذه معيار إمامة ولتحديد الإمامة ولتثبيت الإمامة ولتشخيص الإمامة؟ أين الدين؟ أين الأخلاق؟ أين الالتزام؟ أين الجهاد الأكبر جهاد النفس وبناؤها؟ ماذا جنى المسلمون من تحرير بيت المقدس عندما حرره صلاح الدين؟ كم خسر المسلمون من الأنفس والدماء والأعراض والنساء والأراضي والأموال؟ لا يوجد بناء ولا إعمار، لا يوجد بناء للبيوت ولا للمنشآت، لا يوجد بناء للفكر وللعقيدة وللإيمان)).

ـ فَأَرْسَلَ الْأَفْضَلُ إِلَى عَمِّهِ الْمَلِكِ الْعَادِلِ. أَبِي بَكْرِ بْنِ أَيُّوبَ، وَهُوَ صَاحِبُ الدِّيَارِ الْجَزَرِيَّةِ، يَسْتَنْجِدُهُ، وَكَانَ الْأَفْضَلُ غَايَةَ الْوَاثِقِ بِهِ وَالْمُعْتَمِدِ عَلَيْهِ، وَقَدْ سَبَقَ مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ،

ـ فَسَارَ الْمَلِكُ الْعَادِلُ إِلَى دِمَشْقَ هُوَ وَالْمَلِكُ الظَّاهِرُ غَازِي بْنُ صَلَاحِ الدِّينِ (صَاحِبُ حَلَبَ)، وَنَاصِرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ تَقِيِّ الدِّينِ (صَاحِبُ حَمَاةَ)، وَأَسَدُ الدِّينِ شِيرْكُوه بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرْكُوهْ (صَاحِبُ حِمْصَ)، وَعَسْكَرُ الْمَوْصِلِ وَغَيْرِهَا، كُلُّ هَؤُلَاءِ اجْتَمَعُوا بِدِمَشْقَ، وَاتَّفَقُوا عَلَى حِفْظِهَا. عِلْمًا مِنْهُمْ أَنَّ الْعَزِيزَ إِنْ مَلَكَهَا أَخَذَ بِلَادَهُمْ.

ـ فَلَمَّا رَأَى الْعَزِيزُ اجْتِمَاعَهُمْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا قُدْرَةَ لَهُ عَلَى الْبَلَدِ، فَتَرَدَّدَتِ الرُّسُلُ حِينَئِذٍ فِي الصُّلْحِ، فَاسْتَقَرَّتِ الْقَاعِدَةُ عَلَى أَنْ يَكُونَ الْبَيْتُ الْمُقَدَّسُ وَمَا جَاوَرَهُ مِنْ أَعْمَالِ فِلَسْطِينَ لِلْعَزِيزِ، وَتَبْقَى دِمَشْقُ وَطَبَرِيَّةُ وَأَعْمَالُهَا وَالْغَوْرُ لِلْأَفْضَلِ، عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، وَأَنْ يُعْطِيَ الْأَفْضَلُ أَخَاهُ الْمَلِكَ الظَّاهِرَ جَبَلَةَ وَلَاذِقِيَّةَ بِالسَّاحِلِ الشَّامِيِّ، وَأَنْ يَكُونَ لِلْعَادِلِ بِمِصْرَ إِقْطَاعُهُ الْأَوَّلُ، وَاتَّفَقُوا عَلَى ذَلِكَ، وَعَادَ الْعَزِيزُ إِلَى مِصْرَ، وَرَجَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُلُوكِ إِلَى بَلَدِهِ

وقد علق المرجع الصرخي مشيرا ً الى صراع السلطة والمصالح من اجل تحقيق مكاسب على حسبا تقسيم البلاد الى اقطاعات!! ((مورد آخر يجسّد صراع مصالح ومكاسب وتقسيم البلاد إقطاعات، هذا حال ملوك وسلاطين بلاد الإسلام، ومع ذلك فهل الى هنا سيستقر الحال ويتوقف الغدر والخداع وسفك الدماء والمتاجرة بأرواح الناس؟))
وأضاف المحقق الصرخي: ((وسنعرف إلى أين يريد أن يصل الملك العادل؟ يعني ثمن تحرك الملك العادل يريد إقطاعات بمصر، وثمن تحرك الملك الظاهر أخذ جبل ولاذقية بالساحل الشامي، وثمن تهديد العزيز أخذ البيت المقدس وما جاوره من أعمال فلسطين، وهكذا كلها مصالح وإقطاعات)).

جاء ذلك خلال المحاضرة الثامنة والعشرين من بحثه (وقفات مع … توحيد التيمية الجسمي الاسطوري) بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي والتي القاها يوم الجمعة 25 جمادي الاخرة 1438 هــ الموافق 24 -3-2017مـ، و التي يمكنكم الاستماع اليها و تحميلها من الروابط التالية:

تحميل.