على مَن سيعلّق مبتدعة التيمية انهزامية أئمتهم قبل سقوط بغداد ؟!


كشف الأستاذ المحقق الصرخي الحسني خلال محاضرته الـ 47 من بحثه ( وقفات مع… توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) والتي ألقاها مساء السبت 27 شوال 1438 هـ – 22-7-2017 م ، جانباً آخر من تدليسات التيمية من خلال تساؤله لمبتدعة التيمية المدلسين حول هذه الحقائق التاريخية التي ينقلها ابن الأثير في الكامل من أحداث ومصائب وويلات وخراب ودمار ونهب وسلب وقتل وقع بالمسلمين وبلدانهم نتيجة لانهزامية وفشل أئمة التيمية وسلاطينهم الذين يقدّسونهم ويعدّونهم حملة للواء الإسلام والتوحيد والجهاد كما في دول الأيوبيين والزنكيين والسلاجقة والعباسيين والأمويين بالرغم من الانحراف والشذوذ الأخلاقي والمجون والغدر والخيانة والصراعات السلطوية الدنيوية التي كان يتصف بها هؤلاء الأئمة والخلفاء والقادة والزعماء
ونتيجة لذلك طمع بهم الغزاة المحتلون مثل التتار والمغول بينما يحاول مدلسة التيمية البحث عن مفلس وشخصية لا تأثير و لاعلاقة لها بمواقف أئمتهم ليحملونها مسؤولية الهزيمة والخيانة كما حملوا هزيمة وانهيار وسقوط بغداد بوجود خليفتهم المستعصم المنشغل بالخمر والنساء وعدم اتخاذه اي تدابير احترازية للتصدي للمغول مع علمه وعلم الجميع بما فيهم مؤرخو التيمية وهم يؤرخون الأحداث قبل سقوط بغداد بأربعين عامًا حول تحرك المغول وسيطرتهم على البلدان الاسلامية ووصولهم لنواحي العراق
وهاهو ابن الاثير ينقل لنا احداث بلد خوارزم وما تعرض له المسلمون آنذاك بقوله :

(‎وَلَمْ‎ ‎يَسْلَمْ‎ ‎مِنْ‎ ‎أَهْلِهِ‎ ‎أَحَدٌ‎ ‎الْبَتَّةَ،‎ ‎فَإِنَّ‎ ‎غَيْرَهُ‎ ‎مِنَ‎ ‎الْبِلَادِ‎ ‎قَدْ‎ ‎كَانَ‎ ‎يَسْلَمُ‎ ‎بَعْضُ‎ ‎أَهْلِهِ،‎ ‎مِنْهُمْ‎ ‎مَنْ‎ ‎يَخْتَفِي،‎ ‎وَمِنْهُمْ‎ ‎مَنْ‎ ‎يَهْرُبُ،‎ ‎وَمِنْهُمْ‎ ‎مَنْ‎ ‎يَخْرُجُ‎ ‎ثُمَّ‎ ‎يَسْلَمُ،‎ ‎وَمِنْهُمْ‎ ‎مَنْ‎ ‎يُلْقِي‎ ‎نَفْسَهُ‎ ‎بَيْنَ‎ ‎الْقَتْلَى‎ ‎فَيَنْجُو،‎ ‎وَأَمَّا‎ ‎أَهْلُ‎ ‎خُوَارَزْمَ‎ ‎فَمَنِ‎ ‎اخْتَفَى‎ ‎مِنَ‎ ‎التَّتَرِ‎ ‎غَرَّقَهُ‎ ‎الْمَاءُ‎ ‎أَوْ‎ ‎قَتَلَهُ‎ ‎الْهَدْمُ،‎ ‎فَأَصْبَحَتْ‎ ‎خَرَابًا‎ ‎يَبَابًا‎ ‎وَهَذَا‎ ‎لَمْ‎ ‎يُسْمَعْ‎ ‎بِمِثْلِهِ‎ ‎فِي‎ ‎قَدِيمِ‎ ‎الزَّمَانِ‎ ‎وَحَدِيثِهِ،‎ ‎فَلَقَدْ‎ ‎عَمَّتْ‎ ‎هَذِهِ‎ ‎الْمُصِيبَةُ‎ ‎الْإِسْلَامَ‎ ‎وَأَهْلَهُ،‎ ‎فَكَمْ‎ ‎مِنْ‎ ‎قَتِيلٍ‎ ‎مِنْ‎ ‎أَهْلِ‎ ‎خُرَاسَانَ‎ ‎وَغَيْرِهَا،‎ ‎لِأَنَّ‎ ‎الْقَاصِدِينَ‎ ‎مِنَ‎ ‎التُّجَّارِ‎ ‎وَغَيْرِهِمْ‎ ‎كَانُوا‎ ‎كَثِيرًا،‎ ‎مَضَى‎ ‎الْجَمِيعُ‎ ‎تَحْتَ‎ ‎السَّيْفِ )

ووجه السيد المحقق الصرخي تساؤله قائلًا : ‎أين‎ ‎
التيمية‎ ‎مِن‎ ‎هذه‎ ‎المصيبة‎ ‎الكبرى‎ ‎والفادحة‎ ‎العظمى‎ ‎التي‎ ‎حلّتْ‎ ‎بالمسلمين‎ ‎وهي‎ ‎أضعاف‎ ‎ما‎ ‎حصل‎ ‎في‎ ‎بغداد؟‎!! ‎وكيف‎ ‎حصلتْ‎ ‎ولا‎ ‎يوجد‎ ‎ابن‎ ‎علقمي؟‎!! ‎وهل‎ ‎سيبتدع‎ ‎لنا‎ ‎المدلِّسة‎ ‎ابن‎ ‎علقمي‎ ‎في‎ ‎أحداث‎ ‎خوارَزم؟‎!! ‎وأين‎ ‎خليفة‎ ‎بغداد‎ ‎السلفي‎ ‎وابن‎ ‎الجوزي‎ ‎التكفيري‎ ‎مِن‎ ‎هذه‎ ‎الأحداث،‎ ‎فلم‎ ‎يتَّخذوا‎ ‎أي‎ ‎إجراء‎ ‎احترازي‎ ‎ضد‎ ‎المغول‎ ‎قُبَيل‎ ‎سقوط‎ ‎بغداد‎ ‎وخلافتها؟‎!!.‎

كان ذلك الكلام ضمن :
الأسطورة الخامسة والثلاثين الموسومة: الفتنة… رأس الكفر… قرن ‏الشيطان!!! ‏وفي ‏هذه الأسطورة عدة جهات، الجهة الأولى‎…‎
ووصل البحث إلى الجهة السابعة التي هي: الجَهمي ‏والمجسّم هل يتّفقان؟!! ‏وفي ‏هذه الجهة عدة أمور، الأمر الأوّل هو: الملك العادل ‏الأيّوبي ‏
امتدحَهُ الرازي وأيّدَ ابن تيمية ذلك بل زاد في مدحه، أي أنهما اتّفقا ‏بالرغم ‏مِن ‏الاختلاف المذهبي والعقدي بينهما
والأمر السادس هو: رَوْزَخونيّاتُ التيمية ومجالسُهم الحسينية‎…‎
والأمر السابع هو: الطوسي والعلقمي والخليفة وهولاكو والمؤامرة، وفي ‏هذا ‏الأمر ‏عدة نقاط، النقطة الأولى هي: الطوسي، والنقطة الثانية هي: ابن ‏العلقمي، ‏والنقطة ‏الثالثة هي: الخليفة ومماليكه وحاشيته‎ ‎
‏النقطة ‏الرابعة التي هي: هولاكو وجنكيز خان والمغول والتتار، والبحث ‏مستمر إن ‏شاء الله ‏‏(تعالى). ‏

النقطة الرابعة: هولاكو وجنكيز خان والمغول والتتار
في رسالة الذهبي وتقريعه لابن تيمية وكشفه حقيقة ابن تيمية وممّا أكّده هو ‏نفاق ‏وزندقة ابن تيمية، قال الذهبي: ((كره نبيك صلى الله عليه وسلم المسائل ‏وعابها ونهى ‏عن كثرة السؤال وقال: “إنّ أخوف ما أخاف على أمّتي كلّ منافق ‏عليم اللسان”… والله ‏في القلوب شكوك إن سَلِمَ لكَ إيمانك بالشهادتين فأنت ‏سعيد)). ‏
ولازال الكلام في المورد السابع، ووصلنا إلى النقطة الرابعة المتعلّقة بذكر ‏حركة ‏التتار والمغول وحال المسلمين وحكّام الإسلام، إذ قال ابن الأثير: ‏
‏25ـ قال [ابن الأثير]: {{[ذِكْرُ مُلْكِهِمْ خُوَارَزْمَ وَتَخْرِيبِهَا]:‏
أـ أَمَّا الطَّائِفَةُ مِنَ الْجَيْشِ الَّتِي سَيَّرَهَا جِنْكِيز خَانْ إِلَى خُوَارَزْمَ، فَإِنَّهَا كَانَتْ أَكْثَرُ ‏السَّرَايَا جَمِيعِهَا لِعِظَمِ الْبَلَدِ، فَسَارُوا حَتَّى وَصَلُوا إِلَى خُوَارَزْمَ وَفِيهَا عَسْكَرٌ كَبِيرٌ، وَأَهْلُ ‏الْبَلَدِ مَعْرُوفُونَ بِالشَّجَاعَةِ وَالْكَثْرَةِ، فَقَاتَلُوهُمْ أَشَدَّ قِتَالٍ سَمِعَ بِهِ النَّاسُ، وَدَامَ الْحَصْرُ لَهُمْ ‏خَمْسَةَ أَشْهُرٍ، فَقُتِلَ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ خَلْقٌ كَثِيرٌ، إِلَّا أَنَّ الْقَتْلَى مِنَ التَّتَرِ كَانُوا أَكْثَرَ لِأَنَّ ‏الْمُسْلِمِينَ كَانَ يَحْمِيهُمُ السُّورُ.‏
ب ـ فَأَرْسَلَ التَّتَرُ إِلَى مَلِكِهِمْ جِنْكِيز خَانْ يَطْلُبُونَ الْمَدَدَ، فَأَمَدَّهُمْ بِخَلْقٍ كَثِيرٍ، فَلَمَّا ‏وَصَلُوا إِلَى الْبَلَدِ زَحَفُوا زَحْفًا مُتَتَابِعًا، فَمَلَكُوا طَرَفًا مِنْهُ، فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْبَلَدِ وَقَاتَلُوهُمْ فِي ‏طَرَفِ الْمَوْضِعِ الَّذِي مَلَكُوا، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى إِخْرَاجِهِمْ، وَلَمْ يَزَالُوا يُقَاتِلُونَهُمْ، وَالتَّتَرُ ‏يَمْلِكُونَ مِنْهُمْ مَحَلَّةً بَعْدَ مَحَلَّةٍ، وَكُلَّمَا مَلَكُوا مَحَلَّةً قَاتَلَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِي الْمَحَلَّةِ الَّتِي تَلِيهِمْ، ‏فَكَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ يُقَاتِلُونَ. ‏
جـ ـ فَلَمْ يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى مَلَكُوا الْبَلَدَ جَمِيعَهُ، وَقَتَلُوا كُلَّ مَنْ فِيهِ، وَنَهَبُوا كُلَّ مَا ‏فِيهِ ثُمَّ إِنَّهُمْ فَتَحُوا السَّكْرَ الَّذِي يَمْنَعُ مَاءَ جَيْحُونَ عَنِ الْبَلَدِ، فَدَخَلَهُ الْمَاءُ، فَغَرِقَ الْبَلَدُ، ‏جَمِيعُهُ وَتَهَدَّمَتِ الْأَبْنِيَةُ وَبَقِيَ مَوْضِعُهُ مَاءٌ. ‏
د ـ وَلَمْ يَسْلَمْ مِنْ أَهْلِهِ أَحَدٌ الْبَتَّةَ، فَإِنَّ غَيْرَهُ مِنَ الْبِلَادِ قَدْ كَانَ يَسْلَمُ بَعْضُ أَهْلِهِ، ‏مِنْهُمْ مَنْ يَخْتَفِي، وَمِنْهُمْ مَنْ يَهْرُبُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخْرُجُ ثُمَّ يَسْلَمُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْقِي نَفْسَهُ ‏بَيْنَ الْقَتْلَى فَيَنْجُو، وَأَمَّا أَهْلُ خُوَارَزْمَ فَمَنِ اخْتَفَى مِنَ التَّتَرِ غَرَّقَهُ الْمَاءُ أَوْ قَتَلَهُ الْهَدْمُ، ‏فَأَصْبَحَتْ خَرَابًا يَبَابًا وَهَذَا لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ وَحَدِيثِهِ، فَلَقَدْ عَمَّتْ هَذِهِ ‏الْمُصِيبَةُ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ، فَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَغَيْرِهَا، لِأَنَّ الْقَاصِدِينَ مِنَ ‏التُّجَّارِ وَغَيْرِهِمْ كَانُوا كَثِيرًا، مَضَى الْجَمِيعُ تَحْتَ السَّيْفِ}}(‏ ‏). ‏
‏(‏ 1‏) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج10: ص361. ‏

للاستماع إلى المحاضرة وتحميلها || اضغط هنا ||