سلوكيات السفراء الأربعة قطعت التراث 7

سلوكيات السفراء الأربعة” قطعت التراث وحرفت منهج أئمة الهدى(عليهم السلام) البحث (7)

{مَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}[الكهف٢٩]
مُوسَى…عِيسَى…مُحَمَّد(عَلَيهِم السَّلام) عِلْـم…تَوْحِيـد…أخْلَاق || نُصْـح…اعْتِـدَال…سَــلَام
{{ لِـمَ تَعِـظُـونَ قَوْمًا….. قَالُوا مَعْـذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَـلَّـهُمْ يَـتَّـقُـونَ}}
{٧}[ الـقَـبْـر…وَصِـيَّـةُ إخْفَـاءٍ وَإعْفَـاء…هَـارُونُ وَالظِّـبَـاء ]
٤- [سِلْسِلَةُ عَفَارِيت الجِنّ الأزْرَق]: نَبقَى مَعَ “فَرْحَة الغَرِيّ” حيثُ قَالَ ابْنُ طَاوُوس: {ذَكَرَ صَفِيُّ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مَعَدّ نَحْوَ هَذا المَتْن، فِي رِوَايَةٍ رَوَاهَا فِي بَعْضِ الكُتُبِ الحَدِيثِيَّة القَدِيمَة، وَأسْنَدَهُ مَا صُورَتُه قَالَ(صَفِيُّ الدِّين): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْل، قَالَ: [حَدَثَّنَا عَبْدُ العَزِيز بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْنُ دِينَار العَتبِي][۳]، قَالَ(..): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّد بْنُ عَائِشَة، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بْنُ حَازِم بْنِ خُزَيْمَة، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ الرَّشِيد مِن الكُوفَة نَتَصَيَّد..}، لنا تعليقات:

أ- صَفِيُّ الدِّين بْنُ مَعَدّ تُوُفِّيَ سَنَة(٦٢٠هـ)، وَبَعْدَ ثَلَاثِين عَامًا تَقْرِيبًا وُلِدَ ابْنُ طَاوُوس سَنَة(٦٤٧ أوْ ٦٤٨هـ)، وَبَعْدَهَا بِسِنِين يَكْبَرُ ابْنُ طَاوُوس وَيَبْدَأ بِطَلَبِ العِلْم، فَلَا يُمْكِنُ أنْ يَرْوِيَ ابْنُ طَاوُوس عَن صَفِيِّ الدِّين إلّا بِوَاسِطَةٍ أوْ أكْثَر، فَأيْنَ الوَاسِطَة؟!

 

بـ – مِمَّا رَوَاهُ ابْنُ طَاوُوس فِي “فَرْحَة الغَرِيّ” عَن صَفِيّ الدِّين بِوَاسِطَةٍ أوْ أكْثَر، قَالَ(ابْنُ طَاوُوس):{أخْبَرَنِي [وَالِدِي] عَن [الفَقِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ أبِي غَالِب] عَن [الفَقِيهِ السَّيِّد الصَّفِيّ مُحَمَّدِ بْنِ مَعَدّ المُوسَوِي]}…{وَأخْبَرَنِي [عَمِّي(رَضِيُّ الدِّين) عَلِيُّ بْنُ طَاوُوس]، عَن [السَّيِّدِ صَفِيِّ الدِّين(مُحَمَّدِ بْنِ مَعَدّ المُوسَوِيّ)]}
 

جـ – إذَا كَانَ ابْنُ طَاوُوس قَد رَوَى عَنْ كِتَابٍ لِصَفِيِّ الدِّين عَن كِتَابٍ قَدِيمٍ، فَمَا هُوَ طَرِيقُهُ لِكِتَابِ صَفِيِّ الدِّين فَضْلًا عَن الكِتَابِ القَدِيم؟؟ وَمِن أيْنَ حَصَلَ ابْنُ طَاوُوس عَلَى إجَازَةٍ لِلرِّوَايَةِ عَن كِتَابِ صَفِيِّ الدِّين؟؟ وَمِنْ أيْنَ لَهُم أنْ يُثْبِتُوا أنَّ النُّسْخَة الّتِي يَرْوِي عَنْهَا هِيَ نُسْخَةُ صَفِيّ الدِّين نَفْسِهِ أوْ صُورَةُ نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ عَنْهَا وَلَيْسَت نُسْخَةً مَوضُوعَةً أوْ مُحَرَّفَة؟!!

 

د – قَالَ:{فِي رِوَايَةٍ رَوَاهَا فِي بَعْضِ الكُتُبِ الحَدِيثِيَّة القَدِيمَة}!! استتفهامات:
– هَلْ دَسَّ صَفِيُّ الدِّين الرِّوَايَةَ فِي الكِتَاب الحَدِيثِيّ القَدِيم؟ وَهَل تَمَّ دَسُّهَا فِي مَتْنِ الكِتَابِ القَدِيم أوْ فِي الهَامِش؟!!

– إذَا كَانَ صَفِيُّ الدِّين قَد نَقَلَ الرِّوَايَة مِن الكِتَابِ القَدِيم، فَمَا هُوَ عُنْوَانُ الكِتَاب؟! وَمَن هُوَ مُؤَلِّفُ الكِتَاب؟! وَكَيْفَ وَصَلَتْ نُسْخَةُ الكِتَابِ لِصَفِيِّ الدِّين؟! وَمَا هُو طَرِيقُ صَفِيِّ الدِّين لِلْكِتَابِ القَدِيم وَصَاحِبِ الكِتَابِ القَدِيم؟!!

 

هـ – قَالَ: {وَأسْنَدَهُ، مَا صُورَتُه قَالَ(صَفِيُّ الدِّين): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْل…}، وأقول:

– مَن الّذِي أسْنَدَ الخَبَرَ(الرِّوَايَة)؟!

 

– هَل الكِتَابُ القَدِيم تَضَمَّنَ الرِّوَايَةَ بِدُونِ سَنَدٍ فَجَاءَ صَفِيُّ الدِّين فَتَبَرَّعَ وَوَضَعَ لَهَا سَنَدًا؟!!

– الاضْطِرَابُ وَاضِحٌ فِي هَذَا المَوْرِد بِخِلَافِ غَيْرِه، حَيْث يَتمّ نَقْلُ الرِّوَايَة مَعَ سَنَدِهَا مِن الكِتَابِ القَدِيم، قَالَ(ابْنُ طَاوُوس): {قَالَ صَفِيُّ الدِّين مُحَمَّدُ بْنُ مَعَدّ المُوسَوِيّ: [رَأيْتُ فِي بَعْضِ الكُتُبِ القَدِيمَةِ الحَدِيثِيَّة، حَدَّثَنَا أبُو العَبَّاس بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمن..]}…{ذَكَرَ الفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَعَدّ المُوسَوِي: [رَأيْتُ فِي بَعْضِ الكُتُبِ الحَدِيثِيَّةِ القَدِيمَةِ مَا صُورَتُه: حَدَّثَنَا أبُو جَعْفَر مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عَامِر الدَّهّان، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأنْبَارِيّ..]}

 

و – قال: {وَأسْنَدَهُ مَا صُورَتُهُ قَالَ(صَفِيُّ الدِّين): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْل}، أقُولُ:
– فِي مُعْجَمِ الخُوئِي ۱۷ قَالَ: {[مُحَمَّدُ بْنُ سَهْل]: رَوَى عَن الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلَام) … هَذَا هُوَ [مُحَمَّدُ بْنُ سَهْل الأشْعَرِيّ].. وَهَذَا(الأشْعَرِيّ) مُتَّحِدٌ مَعَ [مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ بْنِ اليَسَع(الأشْعَرِيّ)]…وَهَذَا(ابْنُ اليَسَع) رَوَى عَن الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلَام)[المُتَوَفّى سَنَة(۲۰۳هـ)]، وَالجَوَاد(عَلَيْهِ السَّلَام)[المُتَوَفّى سَنَة( ۲۲۰هـ)]}،
– ذَلِكَ يَعْني أنَّ [مُحَمَّدَ بْنَ سَهْل] قَد تُوُفِّيَ فِي حدُودِ سَنَة (۲۲۰هـ)، فَكَيْف يَرْوِي عَنْهُ صَفِيُّ الدِّين بْنُ مَعَدّ المُتَوَفّى سَنَة(٦۲۰هـ)؟!!

– هَلْ يَقْبَلُ العَاقِلُ بِقَوْلِ مَن يَقُولُ: [حَدَّثَنِي ابْنُ سَهْل المَوْلُودُ قَبْلَ(٤۰۰) عَام]؟! هَلْ هَذِه سِلْسِلَةُ رُوَاة أوْ جَلْسَةُ جِنٍّ وَتَحْضِيرِ أرْوَاح؟!!

 

ز – التّدْلِيس جِيلٌ عَن جِيل!! وَهُنَا يَأتِي مُدَلِّسٌ آخَر يَعْمَلُ نُسْخَةً لِلكِتَابِ يَدُسّ فِيهَا عِدَّةَ أسْمَاء فِي سِلسِلَة الرُّوَاة لِتَقْلِيلِ الفَارِقِ الزَّمَنِي بَيْنَ صَفِيِّ الدِّين وَالرَّاوِي الأوَّل فِي سِلسِلَة السَّند!!
 

٥ – [تَخْرِيفَات وَأرَاجِيف..السّبّاب الفَاحِشَة]: قَالَ(صَفِيُّ الدِّين):{قَالَ(مُحَمَّدُ بْنُ سَهْل): حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ يَحْيَى}، وَأقُول:

 

أ- فِي مُعْجَم الرِّجَال۱۱ قَالَ الخُوئِي: {[عَبْد العَزِيز] بِنْ [يَحْیَی] بِن [أحمَد] بِن [عِيسَى الجلُودِي]…..وَكان [عِيسَى الجلُودِي] مِن أصْحَابِ أبِي جَعْفَر(الجَوَاد عَلَيْهِ السَّلَام)}

 

– أي: إنَّ عِيسَى الجلُودِي هُوَ وَالِدُ جَدِّ عَبْدِ العَزِيز
– أي: إنَّ عَبْدَ العَزِيز هُوَ ابْنُ حَفِيدِ عِيسَى الجلُودِي
– أي: إنَّ عَبْدَ العَزِيز لَيْسَ مِن أصْحَابِ الإمَام الجَوَاد(عَلَيْهِ السَّلَام)، وَلَيْسَ مِن أبْنَاءِ عَصْرِه
بـ – وَقَالَ الخُوئِي أيْضًا: {عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ يَحْيَى:…يُؤيِّدُ مَا ذَكَرْنَاهُ…مِن أنَّ عَبْدَ العَزِيزِ مَاتَ بَعْدَ الثَّلَاثِينَ وَالثَّلَاثِمِئَة(۳۳۰هـ)}:
– أي: إنَّ عَبْدَ العَزِيزِ لَم يَكُنْ مَولُودًا فِي حَيَاةِ الإمَامِ الجَوَاد(عَلَيْهِ السَّلَام) المُتَوَفّى سَنَة(۲۲۰هـ)، بَلْ جَاءَ بَعْدَ الجَوَادِ(عَلَيْهِ السَّلَام) بِعَشَرَاتِ السِّنِين!!
– أي: إنَّ عَبْدَ العَزِيزِ بَعِيدٌ جِدًّا عَن عَصْر [مُحَمَّدِ بْنِ سَهْل] المُعَاصِر لِلإمَامِ الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلَام)، وَالمُحْتَمَل أيْضًا أنَّهُ مِن أصْحَابِ الإمَامِ الجَوَاد(عَلَيْهِ السَّلَام)

جـ – هنا سُؤَال: كَيْفَ يَرْوِي [السَّابِقُ] عَن [اللَّاحِقِ]، وَقَد مَاتَ السَّابِقُ قَبْلَ وِلَادَةِ اللَّاحِقِ بِعَشَرَاتِ السِّنِين؟!!

 

– أي: كَيْفَ يَرْوِي [مُحَمَّدُ بْنُ سَهْل](تُوُفِّيَ حَوَالَي سَنَة۲۲۰هـ) عَن [عَبْدِ العَزِيزِ](المُتَوَفّى بَعْدَ سَنَة ۳۳۰هـ)

 

د – يَتَحَصَّل(مِمّا سَبَق): {قَالَ(مُحَمَّدُ بْنُ سَهْل): حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ [الّذِي سَيُولَدُ بَعْدَ مِئَةِ عَام أوْ سَيُولَدُ بَعْدَ جِيلَيْنِ أوْ أجْيَال]}!!!!!

 

هـ – لَكُم مُطْلَقُ الحُرِّيَّة فِي اخْتِيَارِ وَقَبُولِ تَخْرِيفَاتِ وَأرَاجِيفِ المُدَلِّسَةِ تُجّارِ الدِّين كَالشِّيرَازِيّ الفَاحِشَة وَجَلَاوِزَتِهِ القَصَّاصِين!!!
 

٦- [مُحَاوَلَةٌ لِتَرمِيمِ التَّدْلِيس]: مَا زَالَ الكَلَامُ مَعَ “فَرْحَة الغَرِيّ”:

 

أ- قَالَ:{قَالَ(صَفِيُّ الدِّين): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْل، قَالَ: [حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيز بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْنُ دِينَار العَتبِي][۳]}

 

بـ – قَالَت لجنة التحقيق في الهامش:{[۳] سَقَطَت مِن(ط)}!!

 

جـ – أي: إنَّ النُّسْخَة(ط) لَيْسَ فِيهَا [حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيز بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْنُ دِينَار العَتبِي]

 

د – اسْتِفْهَام: هَل سَقَطَت، تِلْكَ العِبَارَة، سَهْوًا؟ أوْ أنَّ صَاحِبَ النّسْخَة(ط) قَد أسْقَطَهَا عَمْدًا لِلْتَخَلُّصِ مِن فَضِيحَةِ التَّدْلِيس الفَاحِش الّذِي بَيَّنَّاهُ فِيمَا سَبَق؟!! رُبَّمَا تَجِدونَ الجَوَاب عِنْدَ الفَاحِشَة وَأبْوَاقِه!!

 

۷- [“فَرْحَة الغَرِيّ” سَاقِطٌ سَنَدًا وَدَلَالَة]: نَتَعَرّفُ هُنَا عَلَى أصْلِ كِتَابِ فَرْحَةِ الغَرِيّ، وَمِن أيْنَ جَاءَ، وَمَا هِي المَخْطُوطَاتُ المُعْتَمَدَة فِي تَحْقِيقِهِ وَوُجُودِهِ؟!

أ- مَخْطُوطَتَان(ح، ق) بِلَا سَنَدٍ وَبِلَا نَاسِخٍ وَبَعِيدَتَانِ عَن عَصْرِ ابْنِ طَاوُوس(ت: ٦۹۳هـ) بِمِئَات السّنِينَ!!!

 

– قَالُوا: {الجُهْدُ التَّحْقِيقِيّ جَاءَ فِي إطَارِ مُرَاجَعَةِ مَخْطُوطَتَيْنِ}…{يَبْدُو أنَّ المَخْطُوطَةَ الأولَى(ح) تَعُودُ فِي تَارِيخِها إلَى القَرْنِ الثّالِثِ عَشَر)…{أمَّا المَخْطُوطَة الثّانِيَة(ق) فَيَعُودُ تَارِيخُهَا إلَى سَنَة(۹٤۷هـ)}[فَرْحَة الغَرِيّ: تَحْقِيق تَحْسِين المُوسَوِي]

 

– قَالَ: {نُسَخ الكِتَاب: لَقَد تَمَّت مُرَاجَعَةُ النُّسَخ الخَطِيَّة، وَمُقَابَلَتُهُمَا مَع النّسْخَة المَطْبُوعَة}..{النّسْخَة الأولَى(ح): لَمْ يُذْكَرِ الشَّخْص الّذِي قَامَ بِاسْتِنْسَاخِهَا، وَيَظْهَرُ أنَّ اسْتِنْسَاخَهَا كَانَ فِي القَرْنِ الثّالِث عَشَر}..{النّسْخَة الثّانِيَة(ق): كَتَبَ نَاسِخُهَا [نَجَزَ الكِتَاب سَنَة(۹٤۷هـ)]}[فَرْحَة الغَرِيّ: تَحْقِيق تَحْسِين المُوسَوِي]

 

بـ – نُسْخَة مَطْبُوعَة حَدِيثَة(١٣٦٨هـ) اعْتَبَرُوهَا نُسْخَةً ثَالِثَة تَتِمُّ المُقَابَلَةُ وَالتَّصْحِيحُ عَلَيْهَا!! لَكِنْ، مِن أيْنَ جاءت هَذِهِ النّسْخَة(المَطْبُوعَة)، وَمَن كَتَبَهَا وَعَلَى أيِّ مَخْطُوطَاتٍ اعْتُمِدَت؟!! لَا جَوَاب!! وَتَبْقَى الغَلَبَةُ لِلْتَجْهِيلِ وَالخُرَافَةِ وَالشَّعْوَذَة!!

 

– قَالَ: {النُّسْخَةُ المَطْبُوعَة فِي النّجَفِ الأشْرَف سَنَة(١٣٦٨هـ)، رَمَزْنَا لَهَا بِالحَرف (ط)}…{مُرَاجَعَةُ مَخْطُوطَتَيْنِ(ح، ق)…وَمُقَابَلَتُهَا مَعَ نُسْخَةٍ مَطْبُوعَة(ط) بِتَارِيخ (١٣٦٨هـ)}[فرحة الغري: تحقيق تحسين الموسوي]

 

جـ – يُشْتَرَطُ بِالنّاسِخِ الوَثَاقَةُ وَالضَّبْطُ بِالكِتَابَةِ وَالنّسْخِ:
– هُنَا لَجْنَةُ التَّحْقِيقِ أقَرَّت بِوُجُودِ أخْطَاءٍ كَثِيرَةٍ فِي النّسخَتَيْنِ(ح، ق) وَحَمَّلَت النّاسِخِينَ مَسؤُولِيَّةَ الأخْطَاء!!
– قَالَ: {وَجَدْنَا كَثِيرًا مِن الأخْطَاءِ فِي النّسخَتَيْنِ(ح، ق)، وَمَرَدُّ ذَلِكَ هُم القَائِمِينَ بِالنّسْخِ لَيْسَ إلّا}!!
– الأخْطَاءُ الكَثِيرَة تَشْمَلُ الأسَانِيدَ وَالمَتْنَ!! قَالَ: {كَمَا سَقَطَ بَعْضٌ مِن سَنَدِ الحَدِيثِ وَكَذَلِكَ مِن المَتْن}
– لَكِن، هَل تُوجَدُ مَخْطُوطَةٌ أقْدَم وَأضْبَط يَرْجِعُونَ إلَيْهَا فِي التَّصْحِيحِ؟! أو أنّ التَّصْحِيحَ كيفيٌّ وَبِحَسَبِ ذَوْقِ المُصَحِّح وَمُعْتَقَدِه وَمُسْتَوَاهُ الذِّهْنِي؟!! قَال: {فَرَجَعْنَا بِذَلِكَ إلَى المَصَادِر المُعْتَبَرَة الّتِي دُوَّنَهَا أشْيَاخُنَا وَأسَاتِذَتُنَا فِي كُتُبِهِم…فِي حَالَةِ تَصْحِيحِ مَا التَبَسَ أوْ مَا سَقَطَ مِن سَنَدٍ أوْ رِوَايَةٍ أوْ حَدِيث}
د – الاضْطِرَابُ لَا يَتَوَقّف!!
– تَارَةً: يَتَحَدَّثُونَ عَن النُّسْخَة(ح) فِي مُقَابِلِ النُّسْخَتَيْنِ(ق، ط)!! قَالَ: {مَنْهَجُ التَّحْقِيق: اعْتِمَادُ النّسْخَة(ح) هِيَ الأصْل، وَمُطَابَقَتُهَا مَعَ النّسْخَة(ق) وَالمَطْبُوعَة(ط)}
– وَأخْرَى: يَتَحَدَّثُونَ عَن النّسْخَةِ(ط) فِي مُقَابِلِ النُّسْخَتَيْنِ(ح، ق)!! قالَ: {مُرَاجَعَة مَخْطُوطَتَيْنِ(ح، ق)…وَمُقَابَلَتهَا مَعَ نُسْخَةِ(ط) مَطْبوعَةٍ بِتَارِيخ(۱۳٦۸هـ)}[فَرْحَة الغَرِيّ: تَحْقِيق تَحْسِين المُوسَوِيّ]
هـ – أمّا “فَرْحَة الغَرِيّ” (المَطْبَعَة الحَيْدَرِيَّة وَمَكْتَبَتها فِي النّجَف)، فَقَد اعْتَمَدَ التَّصْحِيحُ عَلَى نُسَخٍ قَدِيمَة، قَالَ:{نَهَضَ الفَاضِلُ إلَى تَصْحِيحِ الكِتَابِ عَلَى نُسَخٍ قَدِيمَةٍ، وَسَاعَدَهُ عَلَى ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُؤَرِّخِينَ}!!
و – لَكِن:
– مَنْ هُم أصْحَابُ النُّسَخ؟ وَمِن أيِّ عَصْر؟!
– هَل ثَبَتَت وَثَاقَتُهُم؟! هَل ثَبَتَ ضَبْطُهُم لِلْكِتَابَة وَالنّسْخ؟!
– مَا هِيَ طُرُقُ أصْحَابِ النُّسَخِ لِابْنِ طَاوُوس مُؤَلِّفِ كِتَابِ “فَرْحَة الغَرِيّ”؟!

– مَا هُو طَرِيقُ لَجْنَة التَّحْقِيقِ لِلنُّسَخِ القَدِيمَة وَكَيْفَ وَصَلَت إلَيهم أوْ كَيْف وَصَلَت إلَى مَن أخَذُوهَا مِنْه؟!

 

ز – لَجْنَةُ تَحْقِيقٍ وَتَصْحِيحٍ تَضُمُّ مَجْمُوعَةً مِنَ المُؤَرِّخِينَ، تُدَقِّقُ وَتُصَحِّحُ بِالاعْتِمَادِ عَلَى عِدَّةِ نُسَخٍ قَدِيمَةٍ، لَكِنْ، أيْنَ أثَرُ النُّسَخِ فِي الكِتَاب؟! مَا هُوَ رَمْزُ كُلِّ نُسْخَةٍ مِنَ النّسَخ؟! لَا يُوجَدُ لَهَا أثَرٌ فِي الكِتَابِ، لَا فِي المَتْنِ وَلَا فِي الهَامِش!!

 

حـ – فِي الهَامِش، وَلِأكْثَرَ مِن مَرَّةٍ، قَدْ ذَكَرُوا {الأصْل}!! فَمَا هُوَ الأصْل؟ وَأيْنَ هُوَ؟ هَل الأصْلُ هُو نُسْخَةٌ مِنَ النُّسَخِ القَدِيمَة؟ لَكِنْ أيْنَ النُّسَخُ القَدِيمَة؟ وَمَا هُوَ رَمْزُ كُلٍّ مِنْهَا؟ وَأيُّ نُسْخَةٍ مِنْهَا تُمَثّلُ الأصْل؟!!!…

 

جئتُ بنسخةٍ لكتابِ “فرحة الغريّ” منشورات المطبعةِ الحيدريّة في النجفِ الأشرف، الطبعة الثّانية، كنماذجَ لما ذَكرناه سابقًا، لاحظْ، في الصّفحة ٨ يقول:
(نَهَضَ الفَاضِلُ إلَى تَصْحِيحِ الكِتَابِ عَلَى نُسَخٍ قَدِيمَةٍ، وَسَاعَدَهُ عَلَى ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ المُؤَرِّخِينَ)…
صُورةٌ أخرى (في الصّفحة ١٤) في الهَامِشِ(كذا بالأصْل) أيّ نُسْخَةٍ هِيَ الأصْل؟!!…
المُهَنْدِس: الصّرخي الحسني
لمتابعة الحساب على:
الإنستغرام: instagram.com/alsarkhyalhasan