خَطيبُ جُمعة الحمزة الغربي : خطُ الانبياءِ والاوصياءِ والعُلماء هو خطُ المظلومين



المركز الإعلامي -إعلام الحمزة الغربي

تكلمَ خَطيبُ جُمعة الحمزة الغربي الأُستاذ أحمد العجياوي في الخُطبة الأولى لصلاة الجُمعة عن ظلامةِ الزهراء وأوضحَ أنَّ التكلمُ عن هذهِ الظلامةِ الغرضُ مِنهُ نثبتَ احقيةَ الزهراءِ للمطالبةِ بالحقوقِ المشروعةِ لنثبتَ احقيةَ أهلِ البيتِ ،وذكرَ العجياوي مُقتبس من كلام المُحققُ الاستاذُ في إثباتِ واقعةِ الطفِ إذ يقول : إنّ الغايةَ والهدفَ ليس الطفَّ كواقعةٍ حصلت، وليس الإمامَ الحسينَ -عليهِ السلام- كشخصٍ معصومٍ مفترضِ الطاعةِ قُتلَ فعلينا ذرفُ الدموعِ على تلكَ الحادثةِ المأساويّةِ الحزينة ، بل إنّ طفَّ كربلاءَ يمثّلُ الخيرَ والشرَّ والصراعَ بينهما منذ خَلْقِ آدمَ إلى يومِ الدين ،وأكَّد العجياوي الهدفُ من ذكرى الزهراءِ واحياءِ مناسبتِها هي لذكرِ أحقيةِ أهلِ البيت وذلك بقوله : خطُ الانبياءِ والاوصياءِ والصالحينَ هو خطُ المظلوميةِ وفاطمةُ الزهراء هي المحورُ والمركزُ والاصلُ ، والزهراء بما جرى عليها تُريدُ أن تثبتَ وبالطرقِ السلميةِ انها على الحقِ ومع ما جرى عليها من ظلاماتٍ يحاولُ اعداءُ الاسلامِ ان يثيروا الشبهاتِ ويقلبوا الحقيقةَ فمصحفُ فاطمةَ اتخذوه وسيلةً للطعنِ والتشنيعِ على اتباعِ أهلِ البيتِ -عليهم السلام- من أجلِ ايهامِ الناسِ بأن للشيعةٍ مصحفا غيرَ القرآنِ الكريم يعتقدونَ به ،وقد طبلَ بها اتباعُ ابنِ تيمية كثيرًا وقالوا بأنَ الشيعةَ لا يؤمنونَ بالقرآنِ ويعتقدونَ بتحريفِهِ، ولهذا هم لديهم البديلُ عن القرآن، وهذا البديل يُسمى مصحفُ فاطمة، وهو مودعٌ الآنَ عند المهدي وردَّ الخطيب على هذا الإدعاء بذكر كلام المحقق الأُستاذ الصرخي وقولهِ : بأنَّ مصحفَ فاطمةَ -صلواتُ اللهِ عليها- كان سلوةً وأنيسا للصديقةِ الطاهرةِ -عليها السلام- فيه أسبابُ نزولِ ألآياتِ ووقتُ نزولِها وكيفيةُ ترتيبِها وبيانُ تفسيرِها،هذا القرانُ كان يذكرُها بابيها بالرسالةِ والوقائعِ والآياتِ والسورِ القرآنيةِ التي كان يُعطي حكمَها في تلكَ الظروفِ الحرجةِ وتواجدِ تلكَ العيونِ الحاقدةِ على مقام الرسالة الخالدة ،هذه الظلاماتُ وهذه المحاربةُ لطريقِ الحقِ نجدُها في كلِّ زمانٍ ومكانٍ ،فاليوم يُحاربُ المحقق الأُستاذ الصرخي الاعلم صاحبُ الدليلِ والبرهانِ الاعلمُ بالفقهِ والاصولِ فمثلا المؤسسة الاعلامية تأخذُ كلَّ شيء من بياناتٍ وتغريداتٍ الا مواقفَ وبياناتِ المحققِ الاستاذِ يقولُ المُحققُ الأُستاذُ الصرخي أننا سَلَكْنا كلَّ الطرقِ السياسيةِ والقانونيةِ والشرعيةِ والمجتمعيةِ والأخلاقيةِ لرفعِ الظلمِ عن أهلِنا واعزائِنا وأبناءِ شعبِنا الحبيبِ في كلِ العراق ، لانَّ ما يقعُ عليهِم من ظلْمٍ فهو ظلمٌ علينا وأنَّ مظلوميتَهم مظلوميتُنا ومأساتَهم مأساتُنا وحزنَهم حزنُنا وفرحَهُم فرحُنا ،فلو كنّا نمتلكُ المليشيات وسلَكْنا منهجَ التكفيرِ القاتلِ أو كنّا نُفكِّرُ ونعملُ ونتَّخِذُ المواقفَ على أساسِ المنافعِ الشخصيّةِ او الفِئويةِ اَو المناطِقيّة أو الطائفيّة ؛ لَما وَقَعَ عَلَيْنا ما وَقَع وَلَحَصَلْنا على الكثيرِ من المنافِعِ المادّيّة والمعنويّة ، لكنّنا اختَرْنا طريقَ الانصهارِ والذوبانِ في العراقِ وحبِّ العراقِ وشعبِه المظلومِ فوقعَ علينا ما وقعَ من ظلمٍ فاحش ، وليس عندنا وسيلةٌ بعدَ الشكوى الى اللهِ تعالى والاستعانة به والتوكل عليه الا سلوكَ الطرقِ القانونيةِ الاجتماعيةِ الشرعيةِ الاخلاقية ، وسنبقى على ما نحنُ عليهِ بعونِ اللهِ وتسديدهِ وفضلِهِ ونِعَمِهِ وهو اَحكمُ الحاكمين ،ويكمل المحقق الاستاذ بالرغم من قساوةِ الهجمةِ وهمجيَّتِها التي فاقَت بشاعةَ واجرامَ البرابرةِ والقرامطة ، وبالرغمِ من الخسارةِ القاسيةِ في فقدانِ الأعِزّاءِ وارتقائِهم الى الرفيقِ الأعلى جلّت قدرتُه والذي نسالُه ونتوسلُه اَن يتقبّلَهم مع الشهداءِ وفي جوارِ الائمةِ والانبياءِ والمرسلينَ عليهم الصلاة والتسليم
وتكلم الخطيب العجياوي في الخطبة الثانية عن “الصلاةُ” وبيَّن أنَّها عَمودُ الدينِ، إنْ قُبِلَتْ قُبِلَ ما سِواهَا مِن أعْمالٍ، وأوضحَ هناك جهل في ادائها بقولهِ : مِن المُؤْسِفِ جِدًا في مُجْتَمَعِنا نَجِدُ وبِصُورَةٍ عامَّةٍ أنَّ فَريضةَ الصلاةِ قَدْ فُرِّغَتْ مِن مَعْناها وحَقيقَتِها، فأصْبَحَ كُلٌّ مِنّا مُخالِفًا لِلقُرآنِ والسُّنَّةِ مِن حَيْثُ يَعْلَمُ أو لَا يَعْلَمُ، فالصلاةُ عِنْدَنا لَا تَنْهَى عَن الفَحشاءِ والمُنْكَرِ، ، فَلَا صَلاةٌ في أوَّلِ الوَقْتِ ولَا خُشوعٌ ولَا الْتِفاتٌ ولا حُضورُ قَلْبٍ، فَنُقَدِّمُ أَتْفَهَ الأعْمَالِ وأبْسَطَ الأشْياءِ وأرْدَءَهَا عَلى الصَّلاةِ ، وذكرَ قول الإمامِ الباقرِ -عليه السلام- بَيْنَما رَسُولُ اللهِ صلى الله عليهِ وآله جالِسٌ فِي المَسجِدِ إذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَقامَ يُصَلّي فَلم يُتِمَّ رُكوعَهُ ولا سُجودَهُ، فقال -صلى الله عليهِ والهِ- : نَقرٌ كَنَقرِ الغُرابِ، لَئِن ماتَ هذا وهكَذا صَلاتُهُ لَيَموتَنَّ عَلى غَيرِ ديني ، وبيَّنَ الخطيب : أنَّ صَلاةُ الكُسالَى تَكونُ فَاقِدَةً لِرُوحِها وحَرارتِها العاطِفِيَّةِ ولِأبْعادِها الفِكْرِيَّةِ لِأنَّها أَصْبَحَتْ عَادَةً ،ولِمُعالجَةِ هذا الكَسَلِ في الصلاةِ وإنْقاذِ النَّفْسِ بِالخُروجِ مِن صَلاةِ إلى صَلاةِ الواعِينَ العارِفينَ الخاشِعينَ، تُوجَدُ أسالِيبٌ مُخْتَلِفَة مُناسِبَة مِنْها : تَطْهيرُ النَّفْسِ وتَذْكِيَتُها مِن الانْحِرافاتِ الرُّوحِيَّةِ والأخْلاقِيَّةِ من غشٍ وخداعٍ وكذبٍ ونفاق ،وتَفَهُّمُ الصلاةِ ومَعْرِفَةُ ثِمارِها ومُعْطَياتِها الرُّوحِيَّةِ والنَّفْسِيّة والصِّحِّيَّةِ والاجْتِماعِيَّةِ ،كان ذلك في مسجد و حسينية الفتح المبين ،مدينة الحمزة الغربي – محافظة بابل ،اليوم الجمعة 20 جمادى الآخرة 1441 هجرية الموافق 14 شباط 2020 ميلادية.



ركعتـــــا الصــــلاة