خطيب صلاة العيد : أن العيد الحقيقي هو بتجسيد مبدأ صلة الرحم و الأخوة الصادقة


المركز الإعلامي – إعلام الحمزة الغربي


مع إشراقة اليوم الاول شوال 1439هـ – / 15 / 6 / 2018 م، الذي تجلت فيه فيوضات الرحمة الإلهية بأروع صورها في مكان يسعها حبًا ويضفي عليها ألقًا، شهد رحاب حسينية الفتح المبين ومنذ ساعات الصباح الأولى وقائع صلاة عيد الفطر المبارك بإمامة سماحة السيد أحمد الحسيني ” الذي استهل خطبته العبادية الأولى بتهنئة إمامنا الحجة المنتظر “عجل الله فرجه الشريف” والسيد المرجع الأستاذ ( دام ظله ) والأمة الإسلامية والشعب العراقي بعيد الفطر المبارك حيث بين معنى العيد من العود أي أن هذه المناسبةَ تعودُ كلَّ سنةٍ مرةً أو مرتين او ثلاثة، والمفروضُ ان تتوحدَ في العيدِ قلوبُ ونفوسُ المسلمينَ في كافة أرجاء المعمورةِ على الطاعاتِ والبرِ والإحسانِ وان ننبذَ الفرقةَ والكراهيةَ والبغضاءَ والفحشاءَ ، فأن العيدَ بروحهِ ومضمونهِ لا بأيامهِ المعدودةِ وسويعاتهِ القليلةِ المنتهيةِ حتمًا،


مستشهدًا : بحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب “عليه السلام ” حين قال : “كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد” وأيضًا بقوله “عليه السلام ” : “العيد ليس لمن لبس الجديد، ولكن من ذكر بيوم الوعيد”. وتناول في خطبته بعض القضايا الاجتماعية والأخلاقية التي يعاني منها مجتمعنا الإسلامي، في الوقت الذي كشر فيه الأعداء عن أنيابهم وتربصوا بنا الدوائر وأخذوا يطعنون جسد المجتمع الإسلامي بما أسماه ” بالغزو الثقافي” الذي يحاول أن يستفحل فينا ويطمس معالم هويتنا الإسلامية التي نعتز بالانتماء إليها.
كما أكد على ضرورة صلة الرحم قائلاً: نحن بحاجة ماسة اليها لان صلة الارحام امر الله بها ووصى عباده المؤمنين وحث عليها وبين مايترتب عليها من خير الدنيا والاخرة كما حث عليها نبي الرحمة (صل الله عليه واله) وثمرة الصلة واعده الله للواصلين من الخير العظيم والثواب الجسيم ومايترتب على ذلك من سعة الرزق وطول العمر والبركة في المال والولد

قائلا : ” في الإسلام هناك أنواع عديدة من العبادات منهما ما يتعامل الإنسان بها مع باقي الناس بهدف إضفاء جوّ من المحبة والألفة بينهم. تختلف درجات قرب الناس من بعضهم البعض، فالإنسان مربوط بشبكة كبيرة من العلاقات الاجتماعية، ومن هذه العلاقات هناك علاقة تعرف بعلاقة الرحم، وهي من العلاقات التي لها أولوية قصوى، فهي علاقة واجبة، حث عليها الدين الإسلامي، فقد حذر رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من قطع الرحم، فقد قال في الحديث الشريف: (الرَّحِمُ مُعلَّقة بالعرشِ، تقولُ: من وَصَلَني وَصَلَهُ اللهُ، ومن قطعني قَطَعَهُ الله). من هم الأرحام اختلف العلماء في تحديد من هم الأرحام، فبعضهم ذهب إلى أنّ الأرحام هم المحارم، والبعض الآخر ذهب إلى أنّهم الأقارب من أهل الميراث، وهناك من قال أنّهم الأقارب سواء كانوا من أهل الميراث أم لا، وهناك من رجح القول الثالث على باقي الأقوال، ويجدر القول أنّ الأرحام هم أقارب النسب لا الرضاعة، وهم أيضاً من جهة الأم والأب، وليسوا من جهة واحدة فقط، وأقرب الرحم إلى الإنسان الوالدين، والأجداد، والأبناء، وأبناء الأبناء، وهكذا ما استمر النسل، ثمّ يأتي بعدهم الإخوة وألأبناء، فالأعمام والعمات والخالات والأخوال وأولادهم. طرق وصل الرحم يصل الإنسان رحمه من خلال زيارته لهم، وتفقد أحوالهم، ودعمهم ماديّاً ومعنويّاً خاصّة في أوقات الأزمات، وخاصة أيضاً إن كانوا من الفقراء، كما يجب زيارة المرضى منهم، والتودّد إليهم، والاتصال معهم إن لم يستطيع الإنسان زيارتهم باستمرار، ومن الواجب ذكره أنّ الطريقة التي يصل بها الإنسان رحمه تتبع لما تعارف عليه الناس في المجتمع أو العائلة،

مبيناً : أن قطيعة الإنسان لرحمه ترجع أيضاً لما تعارف عليه الناس في المجتمع أو العائلة. فوائد صلة الرحم تعمل على حفظ المودة والألفة بين أفراد العائلة الواحدة، وإذا ما تمّ حفظ العائلة الواحدة، تمّ حفظ المجتمع كله، فالمجتمع هو مجموعة من العائلات المترابطة فيما بينها بطريقة أو باخرى. تساعد على إيجاد العون والمدد عندما يحتاج الإنسان إليه، فالعائلة تدافع عن أبنائها، وأفراد العائلة يتضامنون ويتكافلون، ويتعاونون فيما بينهم فيما فيه خيرهم جميعاً. يرضى الله تعالى عن واصل الرحم، ويقطع القاطع، وكنتيجة لهذا الرضا يكسب الإنسان جسنات كثيرة جداً، وربما يكون موقف واحد من الرحب سبباً في نزول رحمة الله تعالى على هذا الإنسان يوم القيامة ودخوله الجنة. تدل على حسن أخلاق الإنسان، ممّا يجعله من الأشخاص المقبولين اجتماعياً، وبالتالي فإنها تذيع صيته الحسن، وسمعته العطرة.

 




ركعتا صلاة عيد الأضحى المبارك بإمامة السيد أحمد الحسيني