خطيب جمعة الهارثة : يشير الى ان شخصية الزهراء ومريم بنت عمران(عليهما السلام) شخصية واحدة ذات جوانب عظيمة


المركز الاعلامي- إعلام الهارثة

أشار الشيخ نعيم الصيمري (دامَ عِزّهُ) خطيبُ صلاةِ الجمعة المباركة في مسجد العقيلة زينب في الهارثة شمال محافظة البصرة، الجمعة المصادف السادس من شهر ربيع الاول1440 هـ الموافق 14 كانون الاول 20188 م, “الى ذكرى استشهاد السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)؛ هذه المرأة العظيمة ، أحبُّ أن أشير إلى عدّة لقطات في حياتها(عليها السلام)، في عملية مقارنة بينها وبين مريـم بنت عمران(عليها السلام)، ولكن ليس من ناحية التفضيل، لأنَّ ذلك ليس من شأن البحث الّذي يريد أن يركّز على حركة الواقع، بل هو أمرٌ يرجع فيه إلى اللّه، وقد وردت عدّة أحاديث في هذا الجانب. وبعبارة أخرى، أريد أن أركّز على دراسة شخصيّة الزهراء(عليها السلام) مقارنة بشخصيّة السيِّدة مريـم(عليها السلام)” 
وقال ” فإذا جئنا إلى سيِّدتنـا فاطمة الزّهراء(عليها السلام)، فإنَّنا نـجد أنَّها لا تختلف عن السيِّدة مريـم(عليها السلام) في هذا السموّ الروحي الّذي كانت تعيشه مع اللّه،  فكانت تقوم اللّيل حتّى تتورّم قدماها، كما يتحدّث ولدها الإمام الحسن(عليه السلام)، وكانت تدعو للمؤمنين والمؤمنات قبل أن تدعو لنفسها، وعاشت حياتها مع اللّه، كما عاشت مع رسول اللّه ووليّه، اللّذين تميّزا عن المجتمع من حولهما ” 
وأضاف” أمّا حياتها المتحرّكة، فإذا كانت السيِّدة مريـم(عليها السلام) قد احتضنت السيِّد المسيح(عليه السلام)، وربّته، وأعطته الحنان كلّه والعاطفة كلّها، وعاشت آلامـه كلّها عندما عُذِّب وأُريد له أن يُصلب: {وَمَا قَتَلُـوهُ وَمَا صَلَبُـوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}[8]، فإنَّ السيِّدة الزّهراء(عليها السلام) عاشت منذ طفولتها الأولى آلام رسول اللّه(صلى الله عليه واله وسلم)، وتفاعلت مع هذه الآلام”
ولفت قائلا “وكانت تعيش وحدة رسول اللّه(صلى الله عليه واله وسلم) في طفولته عندما فقد أباه وأمّه، ووحدته بعد أن فقد أمّها أمّ المؤمنين خديجة(رضوان الله عليها)،  فكانت فاطمة(عليها السلام) تعيش هذه الحركيّة النبويّة في كلِّ وجدانها وكيانها، وتُعطي رسول اللّه(صلى الله عليه واله وسلم) كلّ ينابيع الحنان المتفجّرة من قلبها، بحيثُ عوّضته عمّا فقده من حنان أمّه. وهكذا، أعطاها رسول اللّه(صلى الله عليه واله وسلم) كلمته الخالدة “إنَّها أمّ أبيها”، فلقد شعر بأمومة ابنته له، لا أمومة الجسد، ولكنَّها أمومة الرّوح والحنان والعاطفة”