خطيب جمعة الهارثة :: أنّ المُجتمعاتِ التي تحوي على نسبٍة كبيرةٍ من الفئة الشّابةِ هي مُجتمعاتٌ قويّة


اشار الاستاذ نعيم الصيمري (دامَ تَوفيقُه) خطيبُ صلاةِ جمعة الهارثة في مسجد العقيلة زينب (عليها السلام) في قضاء الهارثة شمال محافظة البصرة، الجمعة المصادف الثاني من ربيع الثاني 1441 هـ الموافق 29 من شهر تشرين الثاني 2019 م أنّ المُجتمعاتِ التي تحوي على نسبٍة كبيرةٍ من الفئة الشّابةِ هي مُجتمعاتٌ قويّة

وقال :: إنَّ للشّباب دوراً كبيراً ومهمّاً في تنميةِ المُجتمعات وبنائِها، كما أنّ المُجتمعاتِ التي تحوي على نسبٍة كبيرةٍ من الفئة الشّابةِ هي مُجتمعاتٌ قويّة؛ وذلك كونَ طاقةِ الشّبابِ الهائلةِ هي التي تُحرّكُها وترفعُها، لذلك فالشبابُ ركائزُ أيِّ أمّةٍ، وأساسُ الإنماءِ والتّطورِ فيها، كما أنّهم بُناةُ مجدِها إنّ مرحلة الشباب تمثّل مرحلةَ الحيويّةِ والنشاطِ والحماسِ. فالشبابُ طاقةٌ متدفّقةٌ، وهمّةٌ متوثّبةٌ، وطبيعي أنّ الطاقةَ لا بدّ أن تُستثمر، لا أن تُبدّد , وبما أنّ الشبابَ طاقةٌ فسوف يُسأل المرءُ عنها يومَ القيامة، ففي الحديثِ الشريف: “لا تزولُ قدمُ عبدٍ يومَ القيامةِ حتى تُسالَ عن أربعة: عن عُمرهِ فيما أفناه، وعن شبابهِ فيما أبلاه، وعن مالِه من أين اكتسبَه، وفيما أنفقَه، وعن حبِنا أهلَ البيت من وصايا الامام علي(ع) للشباب : “من لم يجهدْ نفسَه في صغرهِ لم ينبلْ في كبره”. وعن الإمام علي عليه السلام: “شيئان لا يعرِفُ فضلَهما إلا من فقدَهما: الشبابُ والعافية”وعن الإمام علي عليه السلام: “تعلموا العلم صغاراً تسودوا به كبارا”.والميزة الأخرى للشباب هي سلامةُ الفطرة، فالإنسان عندما يُولد فإنّه يولد وهو يحملُ فطرةً نقيّةً، بعيدةً كلَّ البعدِ عن كافّةِ أشكالِ الانحرافِ، وتستمرّ الفطرةُ على صفائِها ونقائِها إلى حينِ بلوغِ الإنسانِ وأوانِ شبابه، وتبقى مستمرّةً كذلك إذا حافظَ عليها الإنسانُ من تأثيرِ الملوِّثاتِ الروحيّةِ والفكريّةِ التي تواجهه.

واضاف :: وهذا – في واقع الأمر – أحدُ مظاهرِ لطفِ اللهِ تعالى بعبادِه، حيث أنعمَ عليهم وزوّدهم بتلك الفطرةِ الصافيةِ والسليمةِ من كلِّ كدر.وبوحي هذه الفطرة البعيدة عن الملوّثاتِ نرى الشبابَ متحفّزاً لكلِّ خير، ومتطلّعاً للتغيير، وهكذا نراه أقربَ إلى الصلاح، وأكثر قبولاً للتهذيب والإصلاح، فالشابُ يُرجى إصلاحُه أكثرَ من الكهل، لأنّ الكبيرَ قد تأسرُه العاداتُ التي اعتادها ويقسو قلبُهُ بفعلِ تراكمِ المؤثّراتِ المختلفة، ويُصبحُ من الصعبِ تغييرُ قناعاتِه، ولو تمّ إقناعه فربما تمنعُه روابطُهُ الخاصّةُ وشبكةُ علاقاتِهِ ومصالحهِ من تغييرِ ما هو عليه والانخراطِ في وضعِ جديد، بينما الشابُ حيث إنّه أقربُ إلى الفطرةِ ولا تقيّدُه الكثيرُ من المثقلات فإنّه أبعد عن العاداتِ السيّئة، وأقربُ إلى تبديلِ قناعتِهِ وخياراتِهِ ومواقفهِ، يقول مولانا الإمامُ الصادق(ع) لأحدِ أصحابِه المعروف بالأحول: “أتيت البصرة؟ قال: نعم، قال(ع): كيف رأيتَ مسارعةَ الناسِ في هذا الأمر (يقصدُ خطَّ أهلِ البيت (ع)) ودخولهم فيه؟ فقال: والله إنّهم لقليل، ولقد فعلوا، وإنّ ذلك لقليل، فقال(ع): “عليكم بالأحداثِ فإنّهم أسرعُ إلى كلِّ خير، فالشبابُ – إذاً – أسرعُ إلى كلِّ خير، لأنّ فطرتَهم سليمةٌ لم تلوثها الأهواءُ والعاداتُ السيئةُ، فهي تنبضُ بالخيرِ وتتطلّعُ إلى الكمالِ والحبِّ والجمال.إنّ قربَ الشبابِ من الفطرةِ وخلوَّهُ من الأفكارِ والتصوّراتِ المسبقة، يجعلُه أسرعَ إلى تقبّلِ الأفكارِ والمبادئ. ولكنّ هذه الميزةَ سيفٌ ذو حدين، فقد يسبقنا الآخرونَ إلى عقله وقلبه؛ ولهذا كان لزاماً على الدّعاةِ أن يبادروا إلى احتضانِ هذا الجيل وانقاذه من شراكِ المنحرفين فالشبابُ هم نبضُ الامة وعمادها. كما يلزمنا وفي ضوء هذه الفطرةِ الصافية، أن نعملَ – في سياقِ تربيةِ أطفالِنا الصغار – على توفيرِ البيئةِ الإيمانيةِ الملائمةِ لهم، ونسارعَ قي تعليمِهم وتأديبِهم قبل أن يسبقَنا إليهم الفكرُ الآخر الذي يغزونا من خلال العديد من الأبواب

واشار بقوله ::ولهذا كان السيدَّ الأستاذ المحقق دائبا على انقاذ شبابنا من فخاخ الملحدين والمنحرفين والمشككين عبرَ اصدارِ سلاسلِ البحوثِ تلو سلاسل البحوثِ في مختلفِ مجالات المعرفة، ومنها ما يهدفُ الى انقاذِ شبابنا الذي صدر منه البحثُ الموسوم :الشبابُ بينَ اقصاءِ العقلِ وتوظيفِ النصّ الديني لصالحِ التكفيرِ والإرهابِ, ثم الإلحاد، وبحث: فلسفتنا ببيانٍ وأسلُوبٍ واضح، وحتى البحوثُ الأدبية وغيرُها وبدرجةٍ عالية الامتياز ومنقطعة النظير..وبحثُ نعم شباب العراق هكذا الذي يقول في المحقق الاستاذ نعم ايها العراقيون من النساءِ والرجالِ والشبابِ والشابات انكم غيرُ الاخرين وشعبَكم غيرُ الشعوبِ وبلدَكم غيرُ البلدان فلا تسلبوا هذه النعمةَ الالهيةَ والميزةَ الحسنةَ بأفعالِكم وتخلفِكم عن الحقِ واهلهِ .

وقال المحقق الاستاذ الصرخي في بيانِه الاخير ازاء شباب العراق
أوقفوا سفكَ الدماء..أوقفوا قتلَ الشباب ..شبابُنا عِراقُنا وطنُنا..شبابُنا عزَّتُنا كرامَتُنا ..شبابُنا مستَقبلنا أملنا..شبابُنا قادتنا فخرنا..السلامُ على شبابِ العِراق ..السلامُ على شبابِ العِراق


ركعتا الجمعة