خطيب جمعة الناصرية : معالم الإصلاح في ثورة الإمام الحسين وكيفية قراءتها عند أبن تيمية

المركز الإعلامي / إعلام الناصرية


تحدث خطيب جمعة الناصرية الشيخ رافد الطائي (وفقه الله) يوم الجمعة الثاني من صفر الخير 1440هجرية – الموافق 12/10/2018 ميلادية ، من خلال منبر مسجد وحسينية النبأ العظيم
قائلا” : لقد جسدت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في نهضتها قيم ومبادئ حقوق الأمة ومنها الإصلاح ، حيث أكد فيها على ضرورة الإهتمام بإصلاح شؤون الأمة السياسية والأقتصادية والأجتماعية والدينية من خلال توعية الأمة بمواصفات الحاكم العادل القائم بالعدل الذي يسوس الناس بالقرآن والسنة ويحترم آرائهم ومعتقداتهم ويؤمن بالشورى في الحكم وتولي الحكم من هو أهلا لها ، وعدم المساومة على الحق ، والإلتزام بالإتفاقيات والعهود ، ودعم سيادة القانون ، وجعلها مقياسا لقيمة الحاكم ومشروعية حكمه وهذا ما أراده (عليه السلام) بقوله (ولعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب ، القائم بالقسط، الداين بدين الحق ، الحابس نفسه على ذات الله) ، كما تضمنت معالم تلك النهضة تمتين أواصر الثقة بالمعتقدات من خلال طرح الصحيح منها إلى الأمة ، والتأكيد على وحدة الأمة ومنع إثارة التفرقة والعنصرية والطائفية والقبلية والقومية كأساس للتمييز بين الناس ، وقد وضع (عليه السلام) شروط الكفاءة والاستقامة في تولي شؤون الأمة وتسيير مهام الحكم والسياسية فيها ، فضلا” عن ممارسة حق النقد والبيعة والنصح والتوجيه ومناقشة سياسة الحاكم ، وهذا ما أكده الإمام الحسين (عليه السلام) عندما قال : (إنا أهل بيت النبوة ، ومعدن العلم ، ومختلف الملائكة ، وبنا فتح الله ، وبنا ختم ، ويزيد رجل فاسق ، شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة ، معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله) ، واستطاع الإمام الحسين (عليه السلام) أن يوقظ الضمير الإنساني ويؤثر فيه باتجاه القيم الحقة ، والانتصار لها ، وتحقيقها على أرض الواقع ، كونها لم تحدّد بدين أو مذهب أو قومية معيّنة ، بل كانت للإنسانية جمعاء.