خطيب جمعة الناصرية : الزهراء (عليها السلام ) مثلت صورة صادقة للمرأة المسلمة بكل مصاديقها 


المركز الاعلامي – اعلام الناصرية

تحدث خطيب الجمعة المباركة الشيخ رافد الطائي ” وفقه الله ” في بداية الخطبة الاولى التي ألقاها اليوم , الجمعة 16 من شهر ربيع الثاني 1439هـ – الموافق , الخامس من شهر كانون الثاني 2018 م , في مسجد وحسينية النبأ العظيم , في مدينة الناصرية .
نعزي الرسول الأقدس محمد (صل الله عليه وال وسلم ) والأئمة الأطهار (سلام الله عليهم ) وخاتمهم الشريد الطريد الأمر والزمان الامام محمد بن الحسن المهدي (عجل الله فرجة وسهل مخرجة ) وسماحة السيد الأستاذ الصرخي (دام ظلة المبارك) ونعزيكم ايها الأخيار الأنصار بذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين فاطمة الزهراء (عليها السلام ) فتشرفا واجلالا لذكرها المبارك صلوا على محمد وال محمد
ان الوقوف عند السيرة العطرة لفاطمة الزهراء (عليها السلام ) يعطي تأملات ومعاني سامية وجلية لما حملت من خلق عظيم تجسد كل ذلك بمواقف مرسومة بأافعال يقف عندها العظماء موقف الأجلال لانها مثلت صورة صادقة للمرأة المسلمة بكل مصاديقها فهذه الحقيقة تعطي لنا اسم عظيم مقدس ارتبطت به العظمة والقداسة منذ ان ارتبط هذه الاسم بشخصية هذه السيدة الطاهرة وقدسيتها (عليها السلام ) ذاتية نابعة من اعماق كيانها النوراني الذي فطرها الله عليها وعجنها بها حتى تأهلت لذلك
ان تنال وسام سيدة نساء العالمين من الأولين والأخرين فبهرت العقول والألباب وخسأت الأنظار والأبصار عند ماارادت ان تتطلع على عظمتها وترنوا الى جلالها ليعرفوا من هي فاطمة الزهراء فانه لا احد يعلم من هي الا ربها وأبوها وبعلها وبنوها الأئمة الأطهار (عليهم السلام ) يكفيها فخرأ قوله تبارك وتعالى لوالدها ( يامحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما ) ولدت (سلام الله عليها ) في العشرين من جمادي الاخرة في السنه الخامسة من البعثة فأقامت بمكة ثمان  سنين وبالمدينة عشر سنين فكانت تحمل اعلى مراتب الجهاد من اجل الحفاظ على الاسلام والدعوة الألهية التي أسسها وارسى دعائمها سيد البشر الرسول محمد (صل الله عليه وال وسلم )
وكانت ترعى أباها وعمرها ست سنين ، عندما توفيت أمها خديجة الكبرى ، فكانت تسعى لملء الفراغ الذي نشأ عن رحيل والدتها . وفي تلك السنّين الصغيرة شاركت أباها محنته وهو يواجه أذى المشركين في مكّة , فكانت تضمّد جراحه ، وتغسل عن ما يُلقيه سفهاء قريش , وكانت تحدّثه بما يُسلّي خاطره ويدخل الفرحة في قلبه ؛ ولهذا سمّاها (صلى الله عليه وآله وسلم )
أمَّ أبيها ، لفرط حنانها وعطفها على أبيها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وبعد ان اصبحت مسؤوليتها اكبر بعد ابيها فوقفت موقف المدافع من خلال الأنتصار لجهتها الشرعية بالرغم انها فارقت الحياة بعمر قصير لكنها باقية الى ماشاء الله مدرسة للأجيال ومشعل نور يكشف عن الزيف والأستبداد ويقارع الطغاة والظالمين ويقف بوجه كل من يريد طمس معالم هذا الدين الحنيف فعلينا ان نستلهم الدروس والعبرمن مواقفها (سلام الله عليها )كما نستلهم الدروس والعبر من مواقف ابنائها المعصومين حيث مثلو خير تمثيل تجسد ذلك بمنظومة قيمة ومعرفية متجددة تخاطب العقل والروح و تراث يتناول قضايا الدين والانسان فضلا عن انه عطاء علمي يثري معارف البشرية في مختلف مجالات الحياة وقد ضم هذا التراث العظيم علوما ومسائل لم يتطرق اليها احد ورغم تطور وسائل تبادل المعلومات مازال معظم الاعلام الاسلامي يتجاهل هذا التراث واصحابه فضلا عن تغييبه للأحاديث الشريفة التي تتحدث عن فضائلهم (عليهم السلام ) .