جمعة القرنة 26 جمادى الاولى 1438
جمعة القرنة 26 جمادى الاولى 1438

خطيب جمعة القرنة يذكّر بأن الإسلام وضع نظاماً فريداً مبنيّاً على البِرّ و التعاون، 26 جمادى الأولى 1438

 

جمعة القرنة 26 جمادى الاولى 1438
جمعة القرنة 26 جمادى الاولى 1438

خطيب جمعة القرنة يذكّر بأن الإسلام وضع نظاماً فريداً مبنيّاً على البِرّ و التعاون، 26 جمادى الأولى 1438
تناول فضيلة الشيخُ فاضل الظالمي (دامَ عِزّهُ) خطيبُ صلاةِ الجمعةِ المباركةِ في جامع سيد الكائنات «صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلّمَ» في القُرنة شمال مُحافظة البصرة، اليوم 2017/2/24م الموافق 26 جمادى الأول 1438 هـ موضوعاً يخص أهمية تربية الأبناء و طرق بناء كيانهم قائلاً:

الأبناء بهجة الحياة الدنيا، وأنس المرء في حياته، بهم تحلو الأيام، وعليهم تعلق الآمال، وببركتهم تنزل الرحمات ويضاعف الثواب، بيد أن هذا كله يتوقف على حسن تربيتهم، الذي يجعل منهم في المجتمع عناصر خير وبر، فإذا توافر هذا كله للإنسان في أبنائه، كانوا سعادة الحياة الدنيا وزينتها بحق كما وصفهم سبحانه وتعالى في كتابه العزيز. إما إذا غفل الوالدان عن رعاية الأبناء، وتساهلا في تربيتهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة، فإنهما يسهمان من حيث لا يريدان في جعلهم عوامل هم وشقاء وأسباب بلاء وهدم الأسرة والمجتمع.

 

و أضاف الخطيب قائلاً: من الطبيعي أن يدرك الإنسان الواعي عظم المسؤولية الملقاة عليه إزاء أبنائه , وليست المسؤولية قاصرة على الأب وحده، أو الأم وحدها، أو الأم إلى جانبه بحكم التصاقهما المباشر بالطفل في سنواته الأولى بل إن هذه المسئولية تشمل العديد من الجهات الاجتماعية والإعلامية والتربوية، مع اختلاف وتباين وتفاوت في حجم المسئولية ذلك لأن الجميع يؤثر في تكوين الأبناء لصفاء قلوبهم ونقائهم، وسرعة اغترارهم بكل براق يلقى إليهم وهم لا يدرون أن فيه الضرر والأذى.

جمعة القرنة 26 جمادى الاولى 1438
جمعة القرنة 26 جمادى الاولى 1438

و بين سماحته قائلاً: من أهم اوليات المسئولية عن الأبناء يغرس في نفوسهم الإيمان بالخالق العظيم، فيعرفون إلى أفضاله على الخلق ويوجهون إلى الخضوع له وطاعة أوامره، لينمو هذا الإحساس معهم، وهم يتدرجون في سلم الحياة ويفعل هذا مع الأبناء حين تؤنس منهم القدرة على فهم هذه المعاني واستيعابها، وامتثالها وحسن التعامل معها.
ومثل الذي يقدم تدريب الأبناء عل الفرائض الدينية ومراعاة الآداب الاجتماعية فيعلمون ويدربون على الصلاة والصوم ويعمق في قلوبهم حب الله تعالى وحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إضافة إلى حثهم على مكارم الأخلاق كالصدق والأمانة.

و أشار الظالمي إلى عوامل العنف الأسري قائلاً:
العنف الأسري أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج عن وجود علاقات قوة غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانة كل فرد من أفراد الأسرة. وفقا لما يعطيه النظام الاقتصادي الاجتماعي السائد في المجتمع.
وبالرغم من التغيرات التي طرأت على الأسرة في المجتمعات الحديثة فأثرت في شكلها ودورها ووظائفها الاجتماعية والثقافية.
فإن العلاقات القائمة داخل الأسرة لا زالت ترتبط ببناء القوة التقليدي الذي يقوم على تفوق الرجل وسيطرته الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع وفي الأسرة بشكل خاص.
ويختلف الأمر عند مناقشة مفهوم العنف الأسري في مجتمعات العالم الثالث عن تلك المجتمعات التي تعرضت ولا زالت لأشكال مختلفة من الاستغلال والسيطرة الاقتصادية والسياسية في ظل النظام الرأسمالي الاستعماري القديم والحديث، مما أثر في النمو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي لتلك المجتمعات كما ساهم في خلق هياكل وعلاقات إنتاجية واجتماعية مشوهة. انعكست بدورها في بنية الأسرة وعلاقاتها.

 

و الفت الخطيب قائلاً: لقد وضع الإسلام نظامًا فريدًا للاجتماع، لحمته التراحم والتعاطف، وسداه التكافل والتكاتف، ومبناه على التعاون على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان، وقيام كل مسلم بما يجب عليه تجاه من يعامله أويصل إليه. وقد عظم الله حق المسلم على المسلم، وحق القريب على قريبه، وحق الجار على جاره.
والقيام بهذه الحقوق من أهم أسباب السعادة للفرد والمجتمع. فإن الناس في هذه الدنيا ممتحنون، والمصائب تحيط بهم من كل جانب.
والإنسان بمفرده أضعف من أن يصمد طويلاً أمام هذه الشدائد، ولئن صمد، فإنه يعاني من المشقة والجهد ما كان في غنى عنه لو أن إخوانه التفتوا إليه، وحدبوا عليه، وهرعوا لنجدته، وأعانوه في مشكلته، فالمرء قليلٌ بنفسه، كثيرٌ بإخوانه وجيرانه وأهله

و أختتم خطبته قائلاً: إن الحق العظيم قد أهمله كثير من الناس اليوم، وانشغلوا عنه بخصوصياتهم وحب ذواتهم، وقعدوا عن القيام به بسبب أثرتهم وأنانيتهم، ولم يرعوه حق رعايته بسبب جهلهم وضعف إيمانهم، وتربع الدنيا على قلوبهم، فأصبحوا لا يعيشون إلا لأنفسهم، ولا يهمهم إلا مصالحهم، غير مكترثين بما يجب عليهم تجاه إخوانهم وجيرانهم، فماتت فيهم عواطف الأخوة والمحبة، وخفتت في نفوسهم أخلاق السماحة والنجدة، وخلت قلوبهم من المعاني الإنسانية الجميلة، وربما حملهم حب الدنيا والمنافسة على حطامها على إيذاء جيرانهم وظلمهم، والاعتداء على مصالحهم، وغمطهم حقوقهم.