خطيب جمعة الشامية :- في عصر الغيبةِ يَثْبُتُ للمجتهدِ المُطْلَقِ مَرجِعِ التقليدِ الولايةُ الشرعيّةُ العامّةُ في شُؤونِ المسلمينَ



المركز الإعلامي – إعلام الشامية

تَطرقَ خَطيب جمعة الشامية الاستاذ أرشد الحميداوي في خطبة إلقاها اليوم الجمعة الموافق 16 من ربيع الثاني 1441 هجرية المصادف 13 كانون الأول 2019 ميلادية
في محافظة النجف الأشرف / مدينة الشامية – جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر قائلاً في عصرِ غيبةِ وَلِيِّ العصرِ – أرواحُنا لِمَقْدِمِه الفِداءُ – يَثْبُتُ للمجتهدِ المُطْلَقِ
مَرجِعِ التقليدِ الولايةُ الشرعيّةُ العامّةُ في شُؤونِ المسلمينَ، ونَقصِدُ بها التصدّي لِلأمرِ بِالمعروفِ والنهْيِ عَن المنكَرِ حتّى لَو اسْتِلْزَمَ ذلكَ التصرُّفَ بالأنْفُسِ والأموالِ
إذا اقْتَضَتْ المصلحةُ العامّةُ ذلكَ. لانه في زمن الغيبة لا يمكن ادراك الكثير من الاحكام الصادرة عن الشارع المقدس، فضلا عن الحوادث والفتن التي تتعرض لها البشرية،
ولهذا لابد ان يكون مرجع التقليد وصاحب الولاية العامة متصفا بصفات محددة مسبقا ومتفق عليها. ومن اهم تلك الصفات او الشروط، ان يكون اعلم اهل عصره
اضافة الى الشروط الاخرى. فيكون هو الحجة امام المعصوم عليه السلام اذ قال: {وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله.}.

وأضاف الأستاذ الحميداوي مؤكداً : لا يَخفى أنّهُ يمكنُ القولُ أنَّ هذا الطرحُ والبَيانُ لِولايةِ الفقيهِ هُوَ أَحَدُ مَصاديقِ تَزاحُمِ المُهِمِّ معَ الأَهَمِّ، حيثُ يَتصدّى المرجِعُ الدينيُّ
لِتقديمِ الأمرِ الأهمِّ المتمثِّلِ أو المترتِّبِ عليْهِ المصلحةُ الاجتماعيّةُ العامَّةُ على الأمرِ المُهِمِّ المتمثِّلِ أو المترتِّبِ عليْهِ المصلَحةُ الاقل اهمية او الفرديَّةَ الخاصَّةُ،
ووردَ عن الإمامِ الباقرِ (عليه السلام) ان الأمرَ بالمعروفِ والنَّهْيَ عَن المُنْكَرِ سَبيلُ الأنبياءِ ومِنهاجُ الصُّلَحاءِ، فَريضةٌ عَظيمةٌ بِها تُقامُ الفَرائضُ، وتَأمَنُ المَذاهبُ،
وتَحِلُّ المَكاسبُ، وتُرَدُّ المَظالمُ، وتُعَمَّرُ الأرضُ، ويُنْتَصَفُ مِن الأعداءِ، ويَستقيمُ الأمرُ.
وقد اشار المحقق الاستاذ الى معنى ولاية الفقيه، بشروطها المعينة، اذ قال: هي فرع ولاية الأئمة وخاتم المرسلين (عليهم الصلاة والتسليم)، فإذا كانوا
قد ساروا على منهج الأخلاق الحسنة والوسطية والاعتدال والتسامح والسلام، وقد أوصونا بذلك، وشددوا علينا ان نكون من الأمة المرحومة بأن نقعد ونسكن
وننتظر ونعمل بورع واجتهاد وطمأنينة ومحاسن الأخلاق،فهل يمكن لنا بعد ذلك التملص من هذا الالتزام؟، او اننا ملزمين بالطاعة والتقيد بما ارادوا وامروا..
لان طاعتهم طاعة الله تعالى، ومعصيته معصيتهم.

وبين الخطيب ارشد الحميداوي في خطبتة : بَعْدَ ثُبوتِ الوِلايةِ فإنَّهُ يَثْبُتُ وُجوبِ طاعتِهِم بِامْتِثالِ الأوامرِ والأحْكامِ الشرعيّةِ الصادرةِ عِنْهُم, وكذلكَ يَجِبُ اتّباعُهُم
وإطاعتُهُم فِيما صَدَرَ مِن أحكامِ القَضاءِ عِند التخاصُمِ عندَهُمْ، إضافَةً لِذلكَ يجبُ اتّباعُهُم وإطاعةُ أوامرِهِمْ في مواردِ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهْيِ عَن المُنْكَرِ الشاملِ
للتصرُّفِ بِالأَنْفُسِ والأَمْوالِ.
وتَصَدّى الكثيرُ من البّشّرِ لِلولايةِ العامّةِ والأَمْرِ بِالمعروفِ والنَّهْيِ عَن المُنْكَرِ بِالرغمِ مِن عَدَمِ كَوْنِهِم مُؤْمِنينَ أَوْ مُسْلِمينَ أَوْ مُوَحِّدينَ، فَسيرةُ العُقَلاءِ أَوْ طبيعةُ المُجتَمَعاتِ البشريّةِ
غَالِبًا تعملُ على حِفظِ النظامِ في ذلكِ المُجْتَمَعِ على الأَقَلِّ، وهذا مَعْناهُ حِفْظُ الفَرْدِ نَفْسَهُ، وهَذا ناتجٌ مِن الظاهرةِ والغريزةِ الإنسانيّةِ عِنْدَ الأفرادِ بِالإحساسِ والشعورِ بِما يُحِسُّ بِهِ الآخَرونَ.
وقد اشار المحقق الاستاذ الى معنى ولاية الفقيه، بشروطها المعينة، اذ قال: هي فرع ولاية الأئمة وخاتم المرسلين (عليهم الصلاة والتسليم)، فإذا كانوا قد ساروا
على منهج الأخلاق الحسنة والوسطية والاعتدال والتسامح والسلام، وقد أوصونا بذلك، وشددوا علينا ان نكون من الأمة المرحومة بأن نقعد ونسكن وننتظر ونعمل بورع
واجتهاد وطمأنينة ومحاسن الأخلاق.

وختم الاستاذ أرشد الحميداوي خطبتة : إن الروح والباطن كما تستقذر بالمعاصي والذنوب فإنها تستقذر بالأخلاق الرذيلة، فلابد من تطهيرها عن القذارات المعنوية والأخلاقية
بالابتعاد عن سفاسف الأمور ورذائل الأخلاق لتكميل النفوس الناقصة وترقيها وقربها من المبدأ الفياض وحصولها على السعادتين الدنيوية والأخروي. والمولى سبحانه وتعالى
صاغ الأحكام الشرعية وأصدرها بالطريقة والصورة التي تعالج الجانب الأخلاقي أيضاً، ومن تلك الأحكام أحكام الطهارة بالمعنى الأعم حيث نجد فيها العديد من الأوامر والإرشادات
والأذكار التي تحث وترشد إلى التكامل الأخلاقي، فعندما يستحضر الصراط المستقيم عند قراءة الفاتحة بعد الانتهاء من الوضوء فإنه يستحضر أخلاق أصحاب الصراط المستقيم
وهم أهل البيت (عليهم السلام). ويستحضر ما ورد عنهم وعن جدهم المصطفى (صلوات الله عليهم أجمعين) قوله: [إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. وكذا الكلام عند ذكر أهل اليمين
في الدعاء: [اللهم أعطني كتابي في يميني] وعندما يقول [اللهم ثبتني على الصراط المستقيم]