خطيب جمعة الشامية :: الأخوّة الإيمانية ونشر المودَّة في مُجتمعات المؤمنين

المركز الإعلامي _إعلام الشامية

 

تطرق خطيب الجمعة سماحة الشيخ نور الدين العابد “دام عزه” في خطبةٍ القاها في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر “قدس سره”
اليوم الجمعة الثالث من شعبان الخير 1439هـ الموافق 20 من شهر نيسان 2018 م

الى مواقف سيدنا أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام) قدوة الأحرار وعلم الثوار الذي جسد في سلوكه مع اخيه الامام الحسين (عليه السلام) حقيقة الاخوة الاسلامية الصادقة بجميع قيمها ومثلها السامية فلازَمَه حتى النفس الأخير ووقاه بنفسه وبذل دونه روحه فأصبح نموذجا رائعا للأخوّة الإيمانية التي احتلت ذروة المجد في سماء التاريخ فلايستطيع القلم أن يعطي هذا الموقف حقه من الوصف فقد نذر العباس (عليه السلام) واخوته نفوسهم للحسين (عليه السلام) وعلقوا مصيرهم بمصيره وكان الحسين(عليه السلام) يجل اخاه العباس (عليه السلام) ويقدر له ايمانه ومنزلته السامية وهذا مثال رائع على تحقيقُ الأُخُوَّة الإيمانيَّة بين المُسلمين.

وأضافَ الشيخ العابد (اعزه الله) قائلاً : «لا يُؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه» ، إنها الأُخُوَّة التي تحمِلُ الصدقَ من القلبِ في جلبِ المصالِح والمنافِع إلى المُسلمين، ودرءِ الشُّرور والأذى عن المُؤمنين، قال – جل وعلا -: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 58].

واوضح الشيخ العابد “اعزه الله” قائلاً :: إن الأُخُوَّة الإيمانية أصلٌ كبيرٌ في الإسلام، يُزاوِلُه المسلمُ في علاقته بإخوانه المُسلمين ومُجتمعه المُسلم مُزاولَةً عباديَّة، ويُمارِسُها كشعيرةٍ من شعائِر الإيمان، يقومُ بها المسلم كفريضةٍ عظيمةٍ لا يدفعُه غرضٌ نفعيٌّ ولا مصلحةٌ ذاتيَّةٌ. وبهذا يصيرُ المُجتمع المسلم كما أرادَه الشرعُ العظيم كالبُنيان الواحِد يشدُّ بعضُه بعضًا، كما قال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -: «المؤمنُ للمُؤمن البُنيان يشدُّ بعضُه بعضًا» وشبَّك بين أصابِعه.
ونحن نرى الآن الأخوّة الإيمانية تتجسد بأروع مصاديقها في همم الأخيار الأنصار الذين يؤازرون إخوانهم ويقفون معهم ويبذلون أموالهم ويشخصون من مدنهم ليعملوا على إتمام المساجد والحسينيات بالتبرع بالأموال وبالمشاركة الفعلية في العمل فهنيئاً لهم هذه النصرة وهذه الأخوّة الإيمانية الحقة نسأل الله أن يتقبل اعمالهم بأحسن القبول ويثبتنا على طريق الحق ونصرته .