خطيب جمعة الشامية: إنّ مشروع الإمام المهدي مشروع إنساني يحمل راية الدفاع عن المستضعفين في الأرض

 

 

المركز الإعلامي-إعلام الشامية

 

تطرق خطيب جمعة الشامية سماحة الشيخ أرشد الحميداوي – أعزه الله- في خطبةٍ القاها اليوم الجمعة المصادف 20 من شهر شعبان 1440هجرية الموافق 26 من شهر نيسان 2019 ميلادية، في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره- قائلا: إنّ الاعتقاد المهدوي هو اعتقاد يشكل بحد ذاته أمل ٌ ، والتي تجعل الإنسان يعيش حالة من الأمل في المستقبل والأمل في الحياة، وبوحي هذا الأمل عاش الكثيرون من المظلومين على مرّ التاريخ، عاشوا على أساس هذا الاعتقاد ، فأعطاهم هذا الاعتقاد الحياة والعزيمة و القوة،وأشار خطيب الجمعة الشيخ أرشد الحميداوي – دام توفيقه- :إنّ الشخصيّة المهدويّة هي شخصية قرآنيّة بأمتياز، فهي تتلو القرآن تلاوة تنفذ إلى أعماق القلوب لتطهرها من الغل والحقد، ولا تقف على اللسان، وتتدبر في آياته وتستهديه في كل حياتها، وتبني فكرها ومفاهيمها ورؤاها من وحي القرآن، وكذلك تهذب نفسها وتصقل روحها وتشحذ عاطفتها على ضوء القرآن، وكذلك تكون خطواتها وعلاقاتها وحركتها في هذه الحياة مبنية على أساس تعاليم القرآن،وأكد سماحة الشيخ أرشد الحميداوي -أعزه الله-ومن هذا المنطلق فالانسان المخلص لله في اعتقاده لمولاه في العلم والعمل فهو المهدوي المتطلع دون شك إلى ظهور المهدي المنتظر وإلى أن يكحل ناظريه بالطلة الرشيدة والغرّة الحميدة، ولكنه ينتظره في الميدان وليس في الصوامع، ينتظره وهو مرابط في ميادين العلم والمعرفة وليس في مستنقعات الجهل والأمية، ينتظره انتظار من قلبه مفعم بالأمل وحياته مملوءة بالعمل، الشخصية المهدوية هي شخصية عاملة، وليست شخصيّة يملأ الفراغ والتكاسل حياتها؛ والعمل عند الإنسان المهدوي لا يكون إلا عن تخطيط وتدبير، وليس عن انفعال أو ارتجال. فالعمل المثمر هو العمل الذي يسبقه التخطيط والذي يرافقه الإتقان والإحكام،وأضاف خطيب الجمعة الشيخ الحميداوي -اعزه الله-إنّ مشروع الإمام المهدي -عجل الله فرجه الشريف- مشروعٌ إنساني، وهو يحمل راية الدفاع عن المستضعفين والمعذبين في الأرض كما جاء في إشارة القرآن إلى دولته، قال تعالى: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين} . فهو المدافع عن المستضعفين، أياً كانت أديانهم وألوانهم وأعراقهم؛ ولذا فالمهدي ليس للشيعة فقط ولا للمسلمين فحسب، بل لكل المعذَبين على امتداد المعمورة، وهذا رسول الله -صلى الله عليه وآله- عندما بشّر بالمهدي فقد قدّمه على هذا الأساس، يقول -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- فيما روي عنه: “لولا لم يبق من هذه الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم ليخرج رجلٌ من ولدي يواطئ اسمه اسمي ليملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. إذاً مشروعه -عجل الله فرجه الشريف- مشروع العدل، وهذا ليس مشروعاً مذهبياً ولا طائفياً، إنه مشروع إنساني؛ لذا فمن المؤكد أنّ الإنسانية في غالبيتها ستنخرط في هذا المشروع، لأنها متعطشة للعدل، وهي تنتظره بشوق ولهفة كانتظار الأرض العطشى للماء الذي يبعث فيها الحياة. إنّ البشرية لا يمكن أن تعيش أو تحيا حياة هانئة بدون العدل، وهي تتطلع من أعماق وجدانها إلى من يبسط العدل على ربوع الأرض، ويرفع الظلم والاستضعاف، ويمنع التعدي والعدوان على الإنسان والحيوان والبيئة برمتها، “بالعدل قامت السماوات والأرض”.