خطيب جمعة الشامية : أن من فضائل شهر رمضان هو أنتشار روح الرحمة بين المسلمين

 

المركز الإعلامي-إعلام الشامية

 

تطرق خطيب جمعة الشامية سماحة الشيخ سالم الجناحي – أعزه الله- في خطبةٍ القاها اليوم الجمعة المصادف الرابع من شهر رمضان 1440هجرية الموافق العاشر من شهر آيار 2019 ميلادية، التهاني والتبريكات في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره-
حيث تطرق سماحته :

شهر رمضان ضيفٌ عزيزٌ تمضي أيامه مُسرعةً، والفائز من أحسن استقباله، فقد كان النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يستبشر ويُهنئ أصحابه لقدومه، ففيه تُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب جهنم وتُصفّد الشياطين، وقضى الله -تعالى- أن يضم هذا الشهر بين لياله المباركة ليلة القدر، وهي خير الليالي على الإطلاق؛ لأنّ فيها عتقٌ من النيران،

وأضاف خطيب الجمعة الشيخ سالم الجناحي – دام توفيقه- :

ويتفاوت الناس في استعدادهم لهذا الشهر الفضيل، فمنهم من لا يُبالي أدخل الشهر أم لا، ويمضي الشهر كسائر أيامه، فلا يكترث للصلاة والتوبة، فيعدّ مُفرطٌ وخاسرٌ ولا يجني من تقصيره إلّا الندم
ومن الناس من يتهلّل لقدوم الشهر فيُقبل على الطاعات بشوقٍ كبيرٍ ويُعدّ نفسه للتعرّض لنفحاته وبركاته بنيةٍ صادقةٍ وقلبٍ سليمٍ لا يُخالطه الحقد والحسد، مع استشعار أنّ هذا الشهر هبة الله -تعالى- المستوجبة للشكر من عباده، فالله -تعالى- غنيٌ عن عباده، وهم الفقراء إليه العاكفين على أعتابه لنيل رحمته

وأكد سماحة الشيخ الجناحي -وفقه الله- حيث قال

أن أفضل العبادات هي في شهر رمضان لأنه شهرٌ تطيب فيه القلوب، ومع أول ليلةٍ من لياليه تعمّ السكينة في كلّ مكانٍ، يقول النبي _صلّى الله عليه وآله وسلّم_ : (إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ: صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ)
وفي هذا النداء فرصةٌ للتائبين الطامعين برضا الله -تعالى- والتلذّذ بمناجاته وكان للسلف الصالح في شهر رمضان عنايةٌ كبيرةٌ بالقرآن الكريم، فيُقبلون عليه تلاوةً وتدبراً وحفظاً ومن الأعمال الصالحة التي يجدر بالمسلمين الحرص عليها في شهر رمضان

من جانبه أشار سماحة الشيخ سالم الجناحي -أعزه الله- :

للصيام العديد من الفوائد التي تتعلّق بالجانب الروحي والاجتماعي والصحي، أمّا على الصعيد الروحي؛ فالصوم يُعين على الصبر، ويرفع إرادة الإنسان عند امتناعه عن الطعام والشراب في نهار رمضان؛ لأنّ الإكثار من الشهوات يحول بين العبد وبين ذكر الله تعالى، ممّا يؤدي به إلى الغفلة، وتظهر الفوائد الاجتماعية في انتشار روح الرحمة بين المسلمين، فيستشعر الغني نعم الله عليه، ويتذكّر من مُنعوا عن الطعام والشراب لفقرهم وقلّة حيلتهم، فيبادر إلى شكر الله -تعالى- على نعمه ومساعدة الفقراء والمُحتاجين ..

كما يُحسن بالمؤمنين التزوّد من قيام الليل في رمضان، فقد حرص النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- عليه، وكذلك صحابته من بعده. الصدقة: فقد عُرف النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بالجود والكرم، فكان كالريح المُرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان وللصدقة صورٌ كثيرةٌ؛ منها: إطعام الطعام وتفطير الصائمين خاصةً الفقراء والإخوة الصالحين؛ لقول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: (من فطَّر صائماً كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائمِ شيئًا)

حيث يُستحبّ الإكثار من قراءة القرآن في رمضان، فقد كان المسلمون يختمون القرآن الكريم لأكثر من مرة في هذا الشهر ولم تكن قراءتهم خاليةٌ من التدبّر، بل كانت تزيدهم إيماناً وخشيةً من الله تعالى. البقاء في المسجد إلى طلوع الشمس: فقد كان النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إذا صلّى الفجر لم يُغادر المسجد إلى حين طلوع الشمس