خطيب جمعة الزبيدية: مولد النبي صلى الله عليه واله كان إيذاناً بإنتهاء عهد الضلال وإبتداء عهد الهدى.

المركز الاعلامي _ اعلام الزبيدية

اشار خطيب الجمعة السيد عاصم الحسيني دام عزه في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في مدينة الزبيدية والتي تقع شمال محافظة واسط اليوم الجمعة الموافق12 من شهر ربيع الاول 1439 هـ المصادف 1/ كانون الاول / 2017 م .في مثل هذه الأيام المباركة قبل أكثر من أربعة عشر قرنا أشرقت الأرض بنور ربها وتنزلت رحمة السماء وتعطرت الأكوان بتلك الولادة المطهرة المقدسة للنور الأقدس والسراج الأنور المقدس النبي الخاتم أبي القاسم محمد بن عبد الله الصادق المصدق في القول والفعل صلوات الله عليه وآله الطاهرين . فحري بنا التعرف على السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه واله واخذ العظه والعبرة من حياته الطاهرة المليئة بالدروس .

وقال سماحته :ونحن في هذا الشهر المبارك والايام المباركة نتبرك بالسيرة العطرة لنبي الرحمة الرسول الأعظم وخاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه واله وسلم لابد لنا من تسليط الضوء قدر المستطاع على تلك السيرة الرائعة والتي دلت وتدل على أن نبي الرحمة صلى الله عليه وآله كان احكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم وأسخاهم، لا يثبت عنده دينار ولا درهم ولا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت سنته فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل الله، ثم يعود إلى قوت سنته، فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام، أن لم يأته شيء

واكمل قائلا : وهذا ما وجدناه في شخص الهادي الأمين صلى الله عليه وآله حيث كان يطرح الإسلام بكلا طرفيه طرف النظرية المتمثل بكتاب الله(عز وجل) وأحاديثه الشريفة حيث كان صلى الله عليه وآله حريصا تمام الحرص على تلاوة القرآن وإيصاله إلى ابعد نقطة في بقاع الأرض حتى يتسنى للجميع سماع المواعظ الرحمانية، أما في الجانب العملي فكان الرسول صلى الله عليه وآله لا نقول يمثل الإسلام، بل هو الإسلام يسير على الأرض فكانت كل حركاته وسكناته يعطي ويبين فيها الصورة المشرقة لتعاليم الله (عز وجل) وكيف لا فكان يجسد أروع الصور وأجمل المواقف التي تنم عن عظمة الله (عز وجل) وعظمة قيم الإسلام مؤكدا بذلك انه أولى الناس بالتطبيق لما يحمل من نظرية وليس بين أحد – مهما كان عنوانه أو منصبه أو مقامه – وبين الله قرابة إنما الكل يجب عليه العمل والكون بين مرحلتي الخوف والرجاء، وكان صلى الله عليه وآله حريصا تمام الحرص على تجسيد دين الله (تعالى ذكره) كمنظومة أخلاقية متعالية الرفعة قائمة باركان الخلق الرفيع حيث يذكر لنا صلى الله عليه وآله مقالته الشريفة (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ).

واختتم خطبته المباركة قائلا :جاء رسول الله صلى الله عليه واله إلى مجتمع منهمك بعادات وثنية وطبائع قبلية تفرق بين الأبيض والأسود وبين الغني والفقير وبين الرجل والمرأة فرفض رسول الله(صلى الله عليه واله) بأقواله وافعاله كل هذه الأشكال من التمييز العنصري والقبلي والاجتماعي والمادي وجعل الناس سواسية كأسنان المشط وجعلهم إخوة في دين الله تعالى وكان مقياس التفاضل بينهم التقوى فلا نسب يقربهم إليه ولا غنى يجمعهم به فأعزّ تلك الأقوام بعز الإسلام وهداها بهديه فجعلها خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وعلينا ان نتخذ من هذه الولادة الميمونة رفضا لكل أشكال العنصرية والتعصب والطائفية وان تكون مناسبة لتوحيد الكلمة تحت راية النبي الامين الذي ضحى بكل شيء من اجل إقامة الإسلام الحنيف، لنهتف لننقش لننادي لنحكي لنقل بخالص النية والعمل … في السراء والضراء… في الليل والنهار.. في الاعلان والاسرار… قولا وفعلا … صدقا وعدلا.. لبيك يا رسول الله لبيك . لبيك يا حبيب الله لبيك … لبيك يا رحمة الله لبيك… لبيك لبيك لبيك.. يا اشرف الخلق لبيك.