خطيب جمعة الديوانية : من لم يتعلم من الحسين لم يعرف شيئاً عن الإسلام لأن الحسين هو الإسلام .


المركز الإعلامي _ إعلام الديوانية

قال خطيب جمعة الديوانية سماحة الشيخ قاسم المياحي ( دام عزه ) أن الإسلام كدين ومنهج مهمته اخراج الناس من الظلمات إلى النور ولا يكون ذلك إلا من خلال قادة أكفاء لهم القدرة والمؤهلات التي لا تتوفر عند سواهم شخصيات عظيمة تكون كفيلة بهداية الناس وسبباً لنجاتهم من الهلكة والأبتعاد عن دين الله لذى عمد المصطفى الأمجد محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى توضيح هؤلاء القادة إلى الأمة وأمرهم بالاقتداء بهم وتأخذ دينهم منهم بعد رحيله للرفيق الأعلى حتى لا يكون مجال للفاسقين والمنحرفين بإن يتصدوا لقيادة الأمة وهم غير قادرين على قيادة انفسهم فكيف يتسنى لهم قيادة ما هو أعظم من ذلك ، فبين المصطفى للأمة اعلامها وقادتها الحقيقين ومنهم أبا الاحرار وملهم الثوار الحسين الشهيد ( عليه السلام ) فالحديث عنه يشغف القلوب ويجذب النفوس ويستقطب المؤمن ويستهوي الاحرار لأنه الحسين وما ادراك ما الحسين إنه صاحب الفضائل فهو قمة سامقة في العلم والقيادة والعطاء والإيثار والشجاعة والإباء ناهيك أنه قمة سامقة بالحسب والنسب ، فمع الحسين كل هزيمة انتصار وبدونه كل انتصار هزيمة والحسين ينتمي للمستقبل فالعالم سيضل يحتاجه دائماً وأبداً فكما نحتاج للنور لرؤية الأشياء والنور لا يحتاج لذلك كذلك الحسين فإننا نحتاج إليه لمعرفة الآخرين ولا نحتاج لأحد لنعرف به الحسين ، فكل من يكتب وكتب عن الحسين تواجهه مشكلة واحدة كيف يمكن ان يحمل أحدنا المحيط بكفه ويضع الشمس في حضنه أو يلخص التاريخ بكلمة ؟ فمهما قست الظروف ومهما تطاول الزمان ومهما تجبر العدو فإن الحسين وعدٌ الهي بالنصر فالله غالب ورسله ولو بعد حين ، فقطرات دمه الشريف لم تسقط في التراب وإنما أريقت لتسكن الخلد إنها من حول العرش نزلت في الأرض وإلى العرش عادت في السماء أشهد أن دمك سكن الخلد ، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت اليوم 26 من ذي الحجة 1439 هـ الموافق السابع من أيلول 2018 م في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر ( قدس سره ) وسط المدينة ، واكمل سماحة الشيخ المياحي حديثه قائلاً : لو شاء الحسين أن يعتذر عن الجهاد لوجد كل الاعذار التي يتوسل ببعضها الناس للتقاعس عنه وجدها مجتمعة أمامه لكنه رأى الموت له عادة وكرامته من الله الشهادة فاعلن الجهاد وكان من أعظم انجازاته ، في يوم عاشوراء تلتهب السماوات في عالم الغيب حزناً على الحسين فتنبعث منها حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفئ ابداً لذلك نرى تجدد الذكرى في كل عام باكثر حرارة وأوسع دائرة وأقوى شرارة لانها ثورة كانت لله ودماء أريقت في سبيل الله دماء طاهرة أرادت أن ترتفع كلمة الله وتنخفض ما سواها فمن لم يتعلم من الحسين روح الجهاد والاستقامة لم يتعلم منه أي شيء بل لم يعرف الإسلام لأن الحسين هو الإسلام ما من أمة تقتدي بالحسين إلا وانتصرت على عدوها فدماء الحسين واصحابه سدت على اعداءه آفاق الحياة واطراف الارض فهم برهنوا أن الموت في سبيل الله يساوي زلزلت الأرض زلزالها وكلمته هيهات منا الذلة ليست شعاراً للرفض فحسب بل هي خطة متكاملة لنهوض وثورة الأمم أيضاً ، فعلينا أن نجعل من الحسين ومنهجه ومن عاشوراء الحسين مناراً للسير في الطريق الذي يريده الله عز وجل بإن ننتصر للحق ولا نكون كالذين خذلوه في ذلك الزمان لنأخذ من ذكرى الحسين نهضة حسينية حقيقية للانتصار على النفس الأمارة بالسوء والانتصار للحق في كل زمان ومكان ونكون من الامة التي سارت على نهج الحسين فامرت بالمعروف ونهت عن المنكر فينصرها الله في الدنيا والآخرة .