خطيب جمعة الديوانية / لقد كانت السيدة الزهراء مصدر خير وإشعاع قد صاغتها القيم السامية وقدمتها مثلاً أعلى للأمة لتنحو نحوها .

المركز الإعلامي – إعلام الديوانية 

قال خطيب جمعة الديوانية فضيلة الشيخ الشاب مقتدى الخفاجي ( دام توفيقه ) أن حياة السيدة الزكية مولاتنا فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها ) كانت حافلة بالعطاء والخير والتربية والتوجيه لهذه الأمة فلقد لعبت أدواراً مهمة ورئيسية لتصحيح مسار الإسلام الذي هوى إلى الانحراف بعد شهادة ورحيل أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان من جملة تلك الأدوار أثباتها أحقية أمير المؤمنين ( صلوات الله وسلامه عليه ) في الإمامة والقيادة حيث برزت الزهراء في هذه المعركة عن طريق تمسكها بالحق وأصرارها على إيصال صوته إلى الجميع حتى مع أنعدام الناصر فقد كانت تخرج مع زوجها بجولات ليلية تسانده وتصحبه غايتها تعريف الناس وتذكيرهم بما عهد إليهم نبيهم الخاتم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بإن الخليفة والولي الحقيقي والشرعي من بعده هو أبن عمه المرتضى ( عليه السلام ) ، وكذلك دورها في توجيه وتربيه الأمة على المفاهيم الإسلامية حيث معيشتها البسيطة حياة الخشونة والفقر فبيتها الملاصق لبيت أبيها كل ما فيه يوحي بالبساطة وشظف العيش إلا أنها كانت غنية في نفسها قريرة العين بحالها لأنها تولعت بالقيم المعنوية للإسلام التي نادى بها أبوها فهي قد شاهدته لم يمتلك شيئاً من حطام الدنيا ولم يدخر لنفسه شيئاً من الغنائم بل كان يتنكر لكل مظاهر الغنى ويواسي المساكين ، هذه المفاهيم والقيم جعلتها صابرة على البلاء شاكرة لرب السماء لا تسأل أحداً غيره جل وعلا لطالما سمعت أباها وهو يقول أن من أختار أخرته على دنياه فله الجنة فكل سعيها وهمها كان منصب في تحصيل الدار الآخرة ورضا ربها أما هذه الدار فهي دار التسابق في الخير والتعاون على البر والتكافل في ميدان الحياة الاجتماعية فهي مصدر إشعاع وخير على الأمة ومثلاً أعلى يحتذى به ، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت اليوم السادس من ربيع الثاني 1440 هـ الموافق 14 من كانون الأول 2018 م في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر ( قدس سره ) وسط المدينة ، وأكمل الشيخ الشاب الخفاجي حديثه قائلاً : كانت مولاتنا الزهراء ( سلام الله عليها ) تقوم ليلها وتدعوا للآخرين ولا تدعوا لنفسها وعندما تسأل من قبل ولدها الإمام الحسن السبط ( عليه السلام ) تقول يابني الجار قبل الدار فهذا تطبيق حقيقي لمبدأ الإيثار والتفاني من أجل الأخرين وتفضيلهم على النفس والأهل والأمور الشخصية الذي هو من ملازماتِ الإنسان الرسالي والناصر الحقيقي ، ولا ننسى دور الزهراء ( عليها السلام ) الرائع والعظيم في تحقيق النصرة الحقيقية للحق حيث كانت على مر المراحل التي عاشتها في قمة العنفوان العقائدي في دوام النصرة وتحقيقها وتعميقها على كافة المستويات دون ملل ولا كلل حتى في أحرج الساعات وأصعب الظروف ورغم ما فيها من ألم ومصاب وظلم وعذاب إلا أنها لم تتخلى عن واجبها في قول الحق والأنتصار له في كل زمان ومكان وعلى أي حال .