خطيب جمعة الديوانية : العبادة مقدمة تربية النفس والتكامل الأخلاقي

 

المركز الإعلامي -إعلام الديوانية

في سياق خطبته الأولى ، بين خطيب جمعة الديوانية الأستاذ علاء الجناحي (دام عزه) التي ألقاها في مسجد النور محمد باقر الصدر وسط محافظة الديوانية ، اليوم الجمعة 23 ربيع الثاني 1441 هجرية الموافق 20 كانون الأول 2019 ميلادية.أن تشريع العبادات الدينية ومنها الصلاة وصياغتها بطريقة خاصة قد حقق من خلالها هدف تربية الإنسان وضمان استقامته في طريق التطهير والتكامل الخلقي فلا يحصل التكامل ألا بطاعة الله عزوجل والامتثال لأوامره وأحكامه

كما وبين الأستاذ الجناحي :إن عندما تتهيأ للطهور للصلاة استحضرْ إنكَ تقوم لإسقاط خطاياك وذنوبك ، لأن الطهور مفتاح الصلاة ومطهّر ومزّكي القلب والنفس ، واستحضر إنك تريد أن تقر بإعتقادك ويقينك بالولاية لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي وأهل بيته (عليهم السلام) ، ولا ننسى ما ذُكر في الجزء الأول من كتاب الصلاة في معنى الولاية فيما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : { إن وليّ محمد من أطاع الله وإنْ بعدت لحمته ، وإنَّ عدو محمد من عصى الله وإنْ قربت قرابته } .
وإليك بعض المعاني الروحية والأخلاقية التي تستحضر أثناء عملية التطهير فيما ورد عن الشارع المقدس :
عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : { إن العبد إذا توضأ فغسل وجهه تناثرت عنه ذنوب وجهه ، وإذا غسل يديه إلى المرفقيـن ، تناثرت ذنوب يديه ، وإذا مسح رأسه تناثرت عنه ذنوب رأسه ، وإذا مسح رجليه أو غسلها للتقية تناثرت عنه ذنوب رجليه ،
وإذا قال في اول وضوئه (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) طهرت أعضاؤه كلها من الذنوب ،
وإذا قال في آخر وضوئه أو غسله للجنابة ، ( سبحانك الله وبحمدك أشهد ان لا إله إلا انت أستغفرك وأتوب إليك ، وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك ، وأشهد أن علياً وليك وخليفتك بعد نبيك على خلقك ، وان أولياءه خلفائك وأوصياؤك ) تحاتت عنه ذنوبه كلها كما تحاتّ ورق الشجر ، وخلق الله بعدد كل قطرة من قطرات وضوئه أو غسله ملكاً يسبح لله ويقدسه ويهلله ويكبره ويصلي على محمد وآله الطيبين ، وثواب ذلك لهذا المتوضئ } .

وأشار الأستاذ علاء الجناحي : التقرب إلى الله سبحانه وتعالى غاية وقوام كل عبادة وعمل في الإسلام ، ومن دونه لا عبادة هناك ، بل هو الغاية من خلق الإنسان ، لأنه إنما خلق الله الخلق لعبادته ، والتقرب له تعالى هو قوام العبادة.
كما أن التقرب له عز وجل روح الدين وثمرة حياة الإنسان الذي يتكامل به في حركته التكاملية الصاعدة إلى الله ، فقيمة الإنسان وعمله في مقدار قربه من الله.
فكلما كان الإنسان حاضر القلب في صلاته ، كان قريـبا من الله تعالى ، لأن حضور القلب الذي هو جوهر الصلاة ، هو الذي يكسب المصلي حالة التقرب إلى الله عز وجل.