خطيب جمعة الدغارة: المنى بين مرضاة الله والنفس الأمٌارة

 



المركز الإعلامي– إعلام الدغارة 

أقيمت صلاة الجمعة المباركة بإمامة الشيخ “حمزة الزبيدي”دام عزه” في مكتب المرجع الأستاذ السيد الصرخي الحسني (دام ظله) في مدينة الدغارة 22 من شوال1439 هـ ، المـوافـق 6 تموز 2018م

تحدث الشيخ الزبيدي في خطبته قائلا لا يخفى علينا أنَّ الإنسان بفطرتهِ يتوق لرغباتٍ دنيوية بحتة سواء كانت مادية أو معنوية ،على المستوى الشخصي أوالعائلي ، رغبات مُباحة أم غير مُباحة فعلى جميع الأصعدة تتوق النفس لها أو لبعضها … فعلى سبيل الافتراض توجّه الشباب نحوَ ما يُرضيَ رغباتهم من لهو في حفلات الطرب وما شابه ، ورغبات الرجال في كسب المال بأي وسيلة توفرت ، وحتى النساء لا تخلو من تلك الرغبات حيث توفير ما تصبو إليه النفس من رفاه وعيش رغيد على حساب الدين والاخلاق لكن … هنا يأتي الاستثناء ، والتساؤل هل ا لكلام لجميع الطبقات ؟ الجواب واضح فمن الطبيعي كل نفس تتوق للأمور الدنيوية لكن بتدرّج مُختلف وهذا التدرُّج يتناسب عكسيًا مع درجات الإيمان ومدى قرب الشخص من ربه وتمسّكهُ برغبات توطّد علاقته بدينهِ أكثر من دنياه فكلما كانت درجات الإيمان ضعيفة زادت الرغبات الدنيوية وكلما كانت درجات الإيمان عالية تلاشت تلك الرغبات شيئًا فشيئًا حتى يتحقق اليقين والاطمئنان التام من رحمةِ الله ـ تعالى مجده ـ حتى تتوق النفس لمرضاته ـ تعالى شأنه ـ دون التفكير أو الاكتراث لمغريات الدنيا، ونجد في الآية الكريمة قوله تعالى ( فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ) هنا يكون المؤمن مُتخذّ الآية الكريمة حُجة على نفسهِ ليقول ربنا آتنا في الدنيا حَسَنة وفي الآخرة حَسَنَة وقنا عذاب النار ليقمع تلك الرغبات وتكون له في الآخرة النجاة والرضا ، فيكون الأجر مُضاعفًا لمن شرى آخرته بدنياه بترك مُغريات الدنيا وخصوصًا عند الشباب ليكون شاهدًا تجدر الإشارة إليه بمن عصى النفس الأمّارة وأطاع ربه ليصل إلى النجاة الحقة وفي مقام ذِكر النفس الأمّارة يتراود إلى ذهن القارئ رغبات اللهو وإرضاء النفس فقط ولكن لو نعود إلى حقيقتها نجدها متعلقة في جميع نواحي الأخلاق سواء كانت كلامية أم فعلية أم غيرها …