خطيب جمعة الدغارة : الشرائع السماوية جميعها تكافح ضد الإنحراف والجريمة

المركز الإعلامي – اعلام الدغارة

تطرق خطيب مسجد الأبرار الشيخ ( عباس الآعسم ) في خطبة اليوم الجمعة الثامن من ذي القعدة 1440 هجرية الموافق 12 من تموز 2019 ميلادية.
من نعم الله-سبحان وتعالى- أن جعل ذكره على ألسنتنا تنقية لقلوبنا وتزكية لنفوسنا وأنيسًا لإزالة همومنا، والابتعاد عن مهاوي الدنيا الرذيلة ، من حيث أنهما أدوات لهدم كيان المجتمع الذى تهدف الشرائع لإقامته وتأتى الشريعة الإسلامية فى مكان الصدارة من تلك الشرائع ، والواقع أن أمة محمد-صلى الله عليه وآله وسلم- هى المكلفة أصلًا وبجميع أفرادها بمكافحة الإنحراف كل بحسب ما يستطيع وليس مقصوراً على فئة أو طبقة من الناس وإنما الأمر فيه يمتد ويتسع بحيث يشمل المؤمنين جميعًا ويكون كل واحد مسؤولاً مسؤولية كاملة وعلى قدم المساواة مع غيره من المؤمنين ، ذلك فى حين أن الشرائع الوضعية لم تفكر يوماً من الأيام أن تجعل مكافحة الانحراف التزاماً قانونيًا على الجمهور.
ولو تتبعنا بضع آيات فى القرآن الكريم نجد أن الخطاب يوجه فى الغالب إلى جماعة المسلمين ففى آية القصاص مثلاً نقرأ ( يــــأيُّهَا الذِّينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيكُمُ القِصَاصُ فى القَتلَىَ الحُرُّ بالحُرِ والعَبَدُ بالعَبدِ والأُنثى بالأُنثى … ) سورة البقرة الآية 178.
ما أكثر العوامل والأسباب التى تؤدى إلى إنحراف الأبناء وزيغهم وفساد أخلاقهم وسوء تربيتهم ، وما أكثر نوازع الشر وبواعث الفساد التى تحيط بهم ، وتكتنفهم من كل جانب من جوانب الحياة وإن لم يكن المربون على مستوى المسؤولية والأمانة وعلى علم بأسباب الانحراف وبواعثه وعلى بصيرة وهدى فى الأخذ بأسباب العلاج وطرق الوقاية ، فإنهم سيكونون فى المجتمع جيل ضياع وشقاء .
مهما استفحلت علل الأمم ففي كتاب الله شفاؤها . ومهما تراكمت غياهب الظلم ففي نور القـرآن جلاؤها ومهما ران على القلوب ففي آي الذكر الحكيم نقاؤها وصفاؤها
و كان لأنصار المحقق الأستاذ الصرخي الدور الفاعل في انتشال الشباب من الانحرافات الأخلاقية وغرس أجواء فراغها في التعبد في المساجد وإعطاء دورات لتعليم القرآن الكريم والتدبر في آياته المباركة ، وأيضًا كان للمتميزين هدايا تقديرية لما بذلوه من إهتمام في أمسياتهم الروحانية وبيان التقوى والعدالة الإنسانية التي من خلالها يصبح الإنسان عارفًا بمسؤوليته تجاه الأمة .
وأشار الخطيب إلى أواصر المحبة و أساسيات التسامح و مظاهر التعايش السلمي التي تربي أبنائها على قيم التقارب و مبادئ التجاذب الأصيلة و تنبذ كل منغصات التناحر و التباغض و تترك مخلفاتها الفتاكة كالتعالي على الغير و التكبر على الفقراء و المساكين و الشعور بما يعانون منه و الوقوف إلى جانبهم في السراء و الضراء و مد يد العون و الرحمة لهم حتى بلوغ أدنى درجات الوحدة الصادقة كاقتسام رغيف الخبز معهم وهذا إن تحقق عندها ستكون الأمم على استعداد تام للعيش في الفيوضات السماوية و أنوار رحمتها الواسعة فيتحقق العدل و المساواة و الإنصاف، و ترى الناس ومن جميع الملل قد غدت تدخل في جنة ديننا الحنيف ومن أوسع الأبواب أفواجًا أفواجًا، وهذا ما شدد عليه السيد الأستاذ الصرخي الحسني-دام ظله- في مشروعه الوسطي الاعتدالي و ضمن بحثه الموسوم مقارنة الأديان بين التقارب و التجاذب و الإلحاد فقال المحقق الأستاذ فيه : ( أنّ الكراهية والعنف والإرهاب يضرب في كل مكان ويقع على جميع الأجناس والأعراق البشرية، فالأمر خطير والمسؤولية عظيمة يتحملها علماء الأديان السماوية وأهل الاختصاص، فعليهم أن يدفعوا الاختلاف والتوفيق بين معاني الكتب السماوية التي ظاهرها الاختلاف، فعليهم العمل بإخلاص ومصداقية ومهنية


وعقلانية للتقريب بين المعاني والأديان ).