خطيب جمعة الحي : نحن في التزامنا الإيماني بخط الإمامة نرتبط بأئمتنا (عليهم السلام) ارتباط الرسال


المركز الإعلامي – إعلام الحي


تحدث خطيب جمعة التابعي الجليل سعيد بن جبير الأسدي (رضوان الله عليه ) في قضاء الحي ( 40 كم جنوب مدينة الكوت مركز محافظة واسط ) سماحة السيد ماهر الموسوي (أعزه الله ) اليوم الجمعة الخامس من رجب 1439 هـ الموافق 23 من آذار 2018 م عن أشهر السلام وهي ذي القعدة وذي الحجة ومحرّم ورجب، وهي الأشهر التي حُرّم فيها القتال، ويمكن أن نسمّيها أشهر السلام التي أراد الله تعالى فيها للناس أن يعيشوا في الواحة الزمنية روح السلام فيما بينهم، حتى لو كان لأحد منهم ثأر على أحد، أو كانت هناك حروب بين فريق وفريق، إن عليهم أن يلقوا السلاح في هذه الأشهر ليفكّروا في النتائج الطيبة للسلام بين الناس، والنتائج السلبية للحرب، إلا أن تكون الحرب دفاعاً عن النفس عندما يهجم فريق من الناس على المسلمين

وأضاف الموسوي : عندما نعيش هذا الشهر الذي حرّم الله تعالى فيه القتال، أن نستوحي منه كيف نعيش السلام فيما بيننا في مجتمعاتنا الإسلامية، بأن ننزع الحقد من قلوبنا ضد المؤمنين، ونعمل على أساس استبدال العداوة بالصداقة، واستبدال المقاطعة باللقاء، لأن الله تعالى يريد للمسلمين أن يكونوا أمة واحدة وموقفاً واحداً، لا سيما عندما تواجههم التحديات من كل جانب، وهذا هو سرّ معنى الإسلام في وجداننا وإيماننا.

مبينًا الخطيب : إن هذا الشهر أي شهر رجب الأصب تتنوّع فيه ذكريات الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) ، ففي بداية هذا الشهر كانت ولادة الإمامين محمد الباقر وعلي الهادي (عليهما السلام)، وفي اليوم الثالث منه كانت ذكرى وفاة الإمام علي الهادي (عليه السلام). ونحن في التزامنا الإيماني بخط الإمامة نرتبط بأئمتنا (عليهم السلام) ارتباط الرسالة، لأنهم أئمة الإسلام الذين حملوا رسالته، وأوذوا في سبيل الله وجاهدوا وتحمّلوا الكثير من التحديات على أكثر من مستوى، حباً لله ورسوله وجهاداً في سبيله، وإذا كانوا لم يملكوا الفرصة التي يستطيعون من خلالها أن يقودوا الأمة قيادة سياسية إلى جانب القيادة الرسالية، فإنهم عاشوا إمامتهم في توعية الأمة والنصح لها، وفي مواجهة كل المشاكل التي تعيش بين أفرادها، وكل التحديات الفكرية التي كانت تواجه الإسلام وأهله… كانوا مع الأمة في كل قضاياها ومشاكلها، وكانت كلماتهم كلمات نور تضيء العقل وتفتح القلب وتقوّم الانحراف وتفتح الطريق للإنسان أمام رضى الله وسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.

ووضح الخطيب : أن قيمة المسألة الاجتماعية في مسؤولية الإنسان المسلم من خلال مواجهة حالة الحرمان لدى المسلمين ممن لا يملكون العيش الكريم، ولكن الفكرة الموجودة عند الكثيرين منا، أن الحجة المستحبة مثلاً أهم من أن يعول أهل بيت من فقراء المسلمين، وقد يكون حجه من أجل أن يزداد روحانية أو أن يقوم بخدمة الحجاج، ولكن ثواب إعانة الفقراء أكثر من ثواب الحج المستحب. وهذه الفكرة لا بدّ أن نضعها في أذهاننا لكي نعرف قيمة التكافل الاجتماعي.و من بعض كلمات الإمام الباقر(عليه السلام)، الكلمة التي يعالج فيها مسألة المقارنة بين العبادة المستحبة، وبين الكفالة الاجتماعية للمحرومين، لأنه ربما يدور الأمر أمام الإنسان بين أن يقوم بعمل اجتماعي يُصلح به بين اثنين أو فريقين، وبين أن يصلي صلاة مستحبة أو يصوم صوماً مستحباً، فماذا يقدّم؟ هل ينشغل بمسؤوليته العبادية في صومه وصلاته عن مسؤوليته الاجتماعية في إصلاح ذات البين؟ وربما يقف الإنسان بين عبادة مستحبة يبذل في ممارستها مالاً، وبين مساعدة عائلة فقيرة محرومة، ما هو الأفضل في بذل المال؛ هل يبذله من أجل إتمام فريضة الحج أو العمرة أو الزيارة، أو يصرفه للعائلة المحرومة التي تحتاج إلى ما يسدّ جوعها ويكسو عورتها ويحفظ ماء وجهها عن الناس؟

اما في الخطبة الثانية فتطرق الموسوي الى : تحديد الإيمان قائًلا : فما هو الفرق بين الإسلام وبين الإيمان، لأن الإسلام في معناه القانوني كلمة، ولكن الإيمان بمعناه العميق موقف عقل وموقف قلب وموقف عمل، قد يقال لك إنك مسلم إذا شهدت الشهادتين والتزمت باليوم الآخر وببعض ما ثبت من الدين ضرورة، ولكن إنما يقال لك مؤمن إذا كان إيمانك يعيش في داخل كل ذاتك في حياتك. يقول (عليه السلام): “عن عليّ (عليه السلام) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه واله): يا عليّ، اكتب. فقلت: ما أكتب؟ قال: اكتب: الإيمان ما وقر في القلوب ـ ما عاش عقيدة في منطقة الوعي الداخلي، وهي منطقة العقل والقلب والشعور، بحيث يتعمّق في وجدانك الفكري والشعوري ـ وصدّقته الأعمال ـ ليست المسألة فقط أن يعيش الإيمان في وجدانك، بل لا بدّ أن يتحرك الإيمان في عملك بحيث يكون مصدّقاً لعقيدتك ـ والإسلام ما جرى على اللسان ـ ولذلك كان النبي (صلى الله عليه واله) يقبل من أي إنسان ينطق الشهادتين رغبةً أو رهبةً أو إيماناً.


ركعتا صلاة الجمعة