خطيب جمعة الحي : أن النهج المقدس للإمام الصادق (عليه السلام) سار عليه الأستاذ المحقق الصرخي في مسيرته المرجعية الرسالية الصادقة



المركز الإعلامي ــ إعلام الحي


تحدث خطيب جمعة التابعي الجليل سعيد بن جبير الأسدي (رضوان الله عليه ) في قضاء الحي ( 40 كم جنوب مدينة الكوت مركز محافظة واسط ) الشيخ جميل العقابي (وفقه الله ) اليوم الجمعة 29 من شهر شوال 1439هجرية الموافق 13 من شهر تموز2018م ،

عن المرحلة التي عاشها الإمام الصادق (عليه السلام) حيث تعتبر، من أدق وأخطر المراحل التي مرت بها الأمة الإسلامية، في نواحيها السياسية والفكرية والاجتماعية وغيرها، فكان (عليه السلام) أمام مهمة كبيرة، تتمثل في تصحيح مسار الأمة الإسلامية، والعودة بها إلى خط الإسلام الإلهي، من خلال إعادة صياغة ذهنيتها وتهذيبها من الأوهام والأفكار والعقائد الفاسدة التي خالطتها أثر السياسة الخاطئة التي مارستها دولة بني أميّة

وبين الخطيب : أن الأولوية في نظر الإمام (عليه السلام) كانت تقتضي القيام بنهضة توعوية فكرية، وهذا لايعني إهمال بقية الجوانب، وخصوصًا السياسية منها، بل إنه (عليه السلام) كانت له رؤى ومواقف ، تؤكد حضوره ودوره البارز في الإفصاح عن الرؤية الإسلامية في السياسة والحكم، وأيضًا رفضه للظلم والظالمين والحث على عدم الرجوع إليهم

ووضح العقابي : أن الإمام الصادق (عليه السلام) انطلق ليؤسس أكبر جامعة علمية فكرية توعوية غير خاضعة لتأثيرات السياسة والحكام، شاملة للعلوم الدينية وغيرها كالفلك والطبّ، والحيوان، والنبات، والكيمياء والفيزياء، استوعبت جميع المسلمين، بل حتى غيرهم، فكانت أبوابها مشرعة للجميع، وقد تميزت بالاعتدال والوسطية، وإعطاء الطالب حرية التعبير والسؤال والمناقشة والاختيار، فكانت بحق فتحًا علميًا في كل الميادين، وقبلة يقصدها الباحثون على العلم والمعرفة، وقد تخرج منها الآلاف من الطلبة وكبار العلماء وفي مقدمتهم أئمة المذاهب الإسلامية، و أيضاً أئمة المذاهب الشريفة، وهم يتسابقون للالتحاق فيها؛ لنيل المراتب العلمية، و الدرجات الفكرية من هذا المعين الذي لا ينضب، و الذي نسمع صداه، و إلى الآن، ، ففيها الإمام الشافعي، و الحنبلي، و المالكي، و الأعداد الكبيرة من شيوخ، و علماء باقي المذاهب الأخرى حتى وصلت أعدادهم بما لا يقل عن ( 3000) طالب علم، ومن مشارق الأرض، و مغاربها بفضل حنكة، و حكمة قائدها و مؤسسها و نظرته الموحدة لمختلف صنوف البشر

وأضاف الخطيب : أن الإمام الصادق (عليه السلام) عنده لا فرق بين عربي، و أعجمي إلا بالتقوى التي استمدها من تشريعات ديننا الحنيف، فكان رمزاً للوسطية، و الاعتدال، و منبع الفكر المعتدل الذي واجه الأفكار المنحرفة، و التيارات المشبوهة بكل حزم، و دراية علمية، و فكرية، فكشف عن خوائها العلمي، و ضحالة مستواها الفكري، و عدم تماميتها، وهذا المنهج الأصيل الداعي لانتهاج أساسيات الوسطية، و الاعتدال و المحاججة بالحُسنى، و الكلم الطيب كان البضاعة الرائجة عند الإمام الصادق(عليه السلام)فضلًا عن تصديه بالفكر والعلم للحركات والتيارات والاتجاهات والعقائد المنحرفة البعيدة عن تعاليم الإسلام والقيم الإنسانية، التي انتشرت بين صفوف المسلمين، فخاض مناظرات علمية مع الملاحدة والزنادقة أمثال ابن المقفع وابن أبي العوجاء والدّيصانيّ بإسلوب مرن، رساليّ رصين، وصدر رحب، أدحض بها حججهم، وفنّد آراءهم وأثار في نفوسهم الثِّقة والاحترام له

وأكد العقابي : أن النهج المقدس للإمام الصادق (عليه السلام) سار عليه الأستاذ المحقق الصرخي في مسيرته المرجعية الرسالية الصادقة التي قُدِّرَ لها أنْ تعيش مرحلة مشابهة للمرحلة التي عاشتها قيادة الإمام الصادق (عليه السلام)، فما تميزت به منهجية الصرخي هو التمسك بالعلم والمنهج العلمي في معالجة قضايا الأمة، بل والإنسانية أجمع، وتأكيده وحثه على ضرورة أن يتسلح الإنسان بالعلم والفكر والدليل، من أجل بناء الفرد والمجتمعات والأوطان، واعتبرها أساس لبناء الشعوب وعمارة الأوطان حيث قال:«لا تبنى الأمم بقوة السيف والبطش والقمع والإرهاب والرشا والإعلام الزائف والمكر والخداع.. بل بالفكر والمجادلة بالحسنى وبالإنسانية والرحمة والأخلاق»، ورفض كل مظاهر الجهل والتخلف والخرافة والصنمية، فكانت أبواب الدرس والتدريس مفتوحة على مصراعيها للجميع، حتى على مستوى العلوم الأكاديمية فقد ألزم المكلف بمواصلة الدراسة الأكاديمية، فمن انقطع عنها ألزمه بالعودة إليها، ومن توقف عند مرحلة معينة ألزمه، بإكمال المسيرة ونيل الشهادات العليا كالماجستير والدكتوراه

وأشار الخطيب : أن الإعتدال والوسطية أتخذها الصرخي أسلوبًا ومنهجًا- نظريًا وعمليًا- فأثرى الساحة بعلومه الدينية وغيرها، فضلًا عن تصديه الفكري بالدليل العلمي الشرعي الأخلاقي للتيارات والحركات والدعاوى والعقائد الفاسدة البعيدة عن الإسلام الإلهي والقيم الإنسانية، كدعاوى المهدوية بكل تنوعاتها، وغيرها من الدعاوى الباطلة والتي لا تستند إلى الدليل والبرهان، وصولًا إلى المواجهة الفكرية التي أثبت من خلالها بطلان الفكر التكفيري التيمي ومخالفته الصريحة الواضحة للدين والقرآن والسنة النبوية المطهرة وسيرة أئمة أهل البيت والصحابة وللقيم والثوابت الإنسانية