خطيب جمعة الحيانية:عمارة بيوت الله من صفات المتقين وافضل الأعمال التي اوصى الله عز وجل بها 


المركز الإعلامي / إعلام الحيانية



اكد فضيلة الشيخ علي العبودي (دام عزه) خطيب جمعة الحيانية في البصرة ،بان عمارة بيوت الله من صفات المتقين، وعلامات المؤمنين؛ وإن عمارة المساجد من أفضل الأعمال التي وصى الله عز وجل بها، إن هذه المساجد إنما شُيِّدَت ورفعت ليذكر فيها اسم الله، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة المباركة التي اقيمت في في جامع الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) بإمامة فضيلة الشيخ علي العبودي ” دام عزه” في الرابع والعشرين من شهر ربيع الثاني الجاري لسنة 1439هـ الموافق 12-1-2018م وتطرق الشيخ العبودي ” دام عزه” في الخطبة الأولى حول عمارة بيوت الله وبناء المساجد مبيناً ” إن بناء المساجد يا عباد الله مما تحرص عليه هذه الأمة أمة محمد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) طلبًا للثواب من ربها، واقتداءً بهدي نبيها (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فإنه عليه الصلاة والسلام، أسس مسجد قباء حين قدم مهاجرًا من مكة، ولما وصل المدينة شرع في بناء مسجده بيديه الشريفتين، وقد عمل معه صحابته من المهاجرين والأنصار بأيديهم، وكان هذا هو نهج الصالحين ودرب الطائعين من الأمة بعده، فهنيئًا لمن وفق بناء المسجد، هنيئًا له ببناء بيت له في الجنة” واشار الخطيب “إن هذا المسجد الذي نصلي فيه اليوم إنما هو ثمرة سير على هذا النهج، ثمرة دعم المحسنين من هذا البناء بمال أو قطعة أرض أو فرش أو تأثيث أو جهد أو أي أمر آخر من حاجات هذا المسجد تقبل الله منا ومنهم، وجعل ذلك في موازين حسناتهم، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنهم قصور الجنة ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى لمن كان له نصيب من عمارة هذا المسجد من الأموات أن يوسع له في قبره وينور له فيه يسكنه فسيح جناته وييسر حسابه وييمن كتابه ويرفع درجته ويعلي منزلته في الجنة كما نسأله سبحانه لمن كان منهم حيًا أن يبارك له في عمره وأن يوسع له رزقه ويغفر له ذنبه ويستر عيبه وينفس كربه ويفرج همه ويشرح صدره وييسر له أمره ويطهر قلبه ويكشف ضره”.واضاف ” إن عمارة بيوت الله من صفات المتقين، وعلامات المؤمنين؛ وإن عمارة المساجد من أفضل الأعمال التي وصى الله عز وجل بها، إن هذه المساجد إنما شُيِّدَت ورفعت ليذكر فيها اسم الله، يدخل في ذلك الصلاة كلها وقراءة القرآن والتسبيح والتهليل وغيره من أنواع الذكر وغير ذلك من العبادات. ولهذا كانت عمارة المساجد على قسمين عمارة بنيان وصيانة لها وعمارة بذكر اسم الله من الصلاة وغيرها وهذا أشرف القسمين”.
وفي الخطبة الثانية اكمل العبودي حديثه بقوله “لمّا كانت عمارة المساجد من الأعمال الظاهرة المكشوفة لكل ذي عين انه قد يعمرها أناس لحب الشهرة أو يعمرها أناس منافقون لأغراض دنيوية فيغتر بهم المسلمون كما وحصل من عامري مسجد الضرار- لولا أن الله سلم- لما كان مثل هذا العمل الخيري أمرا لا بد من معاينته اشترط الله سبحانه وتعالى لسلامته وخلوصه وحصول أجره ثلاثة شروط بعد الإيمان به واليوم الآخر، وهذه الشروط هي: إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وخشية الله وحده”وتابع “ذلك لأن الصلاة هي الركن الأساسي لدين الإسلام بعد تحقيق الشهادتين، أما شرط إيتاء الزكاة فلأنها الركن الثالث من أركان الإسلام كلها خير وبركة لحياة المسلمين جميعا. فهي تطهير لنفس معطيها من الشح والبخل وتزكية وألفة لنفس آخذها المستحق لها تزكية لنفسه وإبعاد لها عن الكره والبغض لمن أوتي حظا من الرزق والمال ،ثم هي ميزان عدل في الإفادة من مال الله الذي قسم لعباده، فانظروا وتأملوا كيف يربي الإسلام مجتمعه من خلال هذه الفريضة التي لا توجد في بند من بنود القوانين الوضعية التي هي من صنع البشر لا من صنع تشريع الله”.وختم حديثه “أما شرط خشية الله، فلأن الله غني عن أعمالنا لا تنفعه طاعة المطيع ولا تضره معصية العاصي، وإنما أعمالنا لنا، يوفينا الله إياها إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا، ولا يظلم ربك أحدا فوجب على المسلم المؤمن الحقيقي أن يجرد أعماله التعبدية القولية والفعلية من الرياء والسمعة والنفاق، فكل ذلك محبط للأعمال”./أنتهى