خطيب جمعة الحيانية:اذا صلح الشباب صلحت الأمة فهم طاقة وعطاء وما اروع ان توضع في طاعة الله 

المركز الإعلامي/إعلام الحيانية

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الإمامِ صاحب الزمان (عليه السلام) بإمامة الشيخ علي العبودي (دام عزه) وذلك في يوم الجمعة 24 / 8 / 2018 م الموافق الثاني عشر من شهر ذي الحجة الجاري من عام 1439 هـ ،

وقد تحدث العبودي في الخطبة الاولى حول ذكرى استشهاد سفير الحسين مبيناً “مرت علينا قبل عدة ايام ذكرى استشهاد سفير الحسين عليه السلام وبن عمه وثقته من اهل بيته مسلم بن عقيل،وكلنا يعلم ما جرى له في الكوفة ، فلو حاولنا الوقوف عند هذه الظاهرة البارزة في احداث الكوفة مع مسلم ابن عقيل وماتلاها في كربلاء الحسين صلوات الله عليه واردنا التأمل فيها والنظر في الاسباب التي ادت الى اليها لبرزت امامنا عدة امور المفروض ان تكون على خلاف النتيجة التي وصلت اليها الامة انذاك فهي نقاط قوة وفي صالح النهضة الحسينية وتكون مدعاة لكثرة الانصار لا لقلتهم ولقلة المتخاذلين لا لكثرتهم اي على خلاف الواقع المؤلم حينذاك” وتابع “لقد تبدل وضع الكوفة بمجيء عبيد الله بن زياد بعد ان كان جو الكوفة متعاطف ومندفع واذا بذلك الحماس يخبو شيئا فشيئا باستشناء الرجال الرساليين الصادقين الذين ماتغيرت مواقفهم الى اخر لحظة من حياتهم امثال هانئ ابن عروة وعابس ابن ابي شبيب الشاكري وحبيب بن مظاهر الاسدي وغيرهم من الذين ثبتوا على نصرة الامام المعصوم عليه السلام فهنيئا لهم ذلك الثبات وتلك الشجاعة وهنيئا لمسلم بن عقيل الذي ادى الامانة على اكمل وجه وجاهد وضحى من اجلها فهنيئا لهم السعادة في دار الاخرة ونسال الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا الثبات على نصرة إمام عصرنا وامتثال اوامره انه نعم المولى ونعم المجيب”.

وتحدث الخطيب في الخطبة الثانية حول مراحل حياة الانسان موضحاً “فهو يبدأ بمرحلة الضعف الاولى وهي الطفولة ضعف جسدي وحاجة الى الابوين وهناك مرحلة الضعف الثانية وهي الشيخوخة والهرم حيث ضعف الطاقة الجسدية وقد تضعف حتى القدرات الذهنية ايضا فتبقى مرحلة القوة التي تعني الحيوية والعطاء والخير , فالطفولة حالة ترقب وانتظار لمرحلة الشباب والشيخوخة حال تذكر واستثمار لفترة الشباب ايضا فالحياة كلها تتركز في مرحلة الشباب فهي اما سعي لها واما استمتاعا بها او ركونا الى ذكرياتها وخيراتها ، اذن اذا صلح الشباب صلحت الامة ولذا توجه مؤامرات الاعداء الى هذه الشريحة الاجتماعية المهمة والشباب قوة وعطاء وانفتاح ولهذا يجعل صلى الله عليه واله الشاب الملتزم في دوره واهميته بعد الحاكم العادل في المجتمع من حيث التاثير والعطاء ثم تاتي احاديث النبي ( صلى الله عليه وعلى اله ) التي تكشف عن اهتمام الاسلام بالشباب الملتزم , فعنه صلى لله عليه وعلى اله ( ان الله يباهي بالشاب العابد الملائكة يقول انظروا الى عبدي ترك شهوته من اجلي ) وعنه صلوات الله عليه وعلى اله الاطهار ( فضل الشاب العابد الذي تعبد في صباه على الشيخ الذي تعبد بعد ماكبرت سنه كافضل المرسلين على سائر الناس)” وتابع “من هنا نكتشف ان التزام الشاب امر طبيعي وليس بالامر المستغرب فالشاب مرحلة وطاقة وعطاء تستثمر في طاعة الله واقامة احكامه وشبابنا اليوم عرضة الى الغزو الثقافي وطعم سهل الى الانحراف فعلينا جميعا تحمل هذه المسؤولية الكبرى لانتشال الشباب من هذه الكوارث وجذبهم الى نهج الاسلام القويم الذي يصوغ شخصياتهم المتميزة وعقلياتهم الملتزمة اذن ان فهم الاسلام لمرحلة الشباب انه افضل مراحل الالتزام والعطاء فالشباب طاقة وما اروع ان توضع في طاعة الله سبحانه”.