خطيب جمعة الحمزة الغربي / الامام الصادق ( عليه السلام ) مدرسة علم وشجاعة وانسانية وسلام

المركز الإعلامي : إعلام الحمزة الغربي

أكد خطيب جمعة الحمزة الغربي خلال خطبته التي القيت في حسينية الفتح المبين بإمامة السيد أحمد الحسيني اليوم الجمعة 26 شوال 1348 هـ ان حياة الامام الصادق”عليه السلام” ودوره في النهوض بالمجتمع من خلال علمه الرفيع ووقوفه بوجه الشبهات التي عصفت بالمجتمع وقد عجز الكثير من المؤرخين واصحاب السير عن وصف شخصية الامام التي انقذت المجتمع من الافكار المسمومة .

وبين الحسيني قائلاً: لقد عاش الامام الصادق (عليه السلام) أهم مرحلة في تاريخ الاسلام و هو سقوط الدولة الاموية الظالمة و قيام دولة بني العباس فهذه المرحلة الانتقالية كانت لها ايجابيّات و سلبّيات و إفرازات و إنقسامات و تجدد و تغيّر طرأ على هيكل الامة الاسلامية ككل في البدء كان العباسيون في طليعة أنصار آل محمد(صلى الله عليه وآله) بل رفعوا شعارهم ضد بني أمية «الرضا من آل محمد» و رد حقوقهم و أخذ ثاراتهم من ظلم الامويين ، و لكن سرعان ما تغير كل شيء وظهر دجل بني العباس و ما كانت شعاراتهم تلك إلا لخداع الناس و تضليلهم فما ان إستلموا زمام السلطة حتى بدأت حملاتهم الاجرامية الدموية ضد الشيعة و آل محمد (صلى الله عليه وآله) ايضاً و بدأت مرحلة جديدة من الاضطهاد و الظلم.
واشار الخطيب الى وقوف الإمام الصادق علية السلام وتلامذته وأصحابه ومدرسته العلمية موقف المدافع القوي والمخلص الأمين والحارس النبيه لهذا الدين العظيم وقد فجر الإمام الصادق (عليه السلام) ينابيع العلم والحكمة في الأرض وفتح للناس أبواباً من العلوم لم يعهدوها من قبل وقد ملأ الدنيا بعلمه ” كما يقول الجاحظ ، وانصبّت اهتمامات الامام (عليه السلام) على إعداد قيادات واعية ودعاة مخلصين يحملون رسالة الإسلام المحمدي الأصيل إلى جميع الحواضر الإسلامية مرشدين ومعلّمين في سبيل نشر مفاهيم العقيدة وأحكام الشريعة وذلك من خلال توسيع نشاط جامعة أهل البيت التي أسس نواتها الامام الباقر (عليه السلام)، كما تركزت الجهود العلمية في مختلف الاختصاصات من فلسفة وعلم الكلام والطب والرياضيات والكيمياء بالاضافة الى وضع القواعد والأصول الاجتهادية والفقهية كركيزة متينة للتشريع الإسلامي تضمن بقاءه واستمراره. ومواجهة خطر الزنادقة والملاحدة والتصدي لمناظرتهم ومناقشتهم وإبطال مزاعمهم بأسلوب مرن وهدوء رسالي رصين أدحض بها حججهم وفنّد ارائهم وأثار في نفوسهم الثقة والاحترام له. وعلى رأس هؤلاء الزنادقة: ابن المقفع وابن ابي العوجاء والديصاني .

تطرق الخطيب في خطبته الثانية كان الإمام الصادق عليه السلام قد وقف بوجه الملحدين والمشككين من خلال القيام بمهمة التصدي لمناظرتهم ومناقشتهم وإبطال مزاعمهم ففي زمانه علية السلام كثرت الفرق وظهرت حركة الزندقة والشعوبية وعلى مدى كبير جدا بحيث أصبحت تهدد الواقع العلمي الإسلامي والانفتاح على مختلف الثقافات والفلسفات لكن الإمام الصادق علية السلام وتلامذته وأصحابه ومدرسته العلمية وقفوا موقف المدافع القوي والمخلص الأمين والحارس النبيه لهذا الدين العظيم وقد نهض الإمام الصادق لمقارعة أهل الباطل وباحث الفلاسفة والدهريين وأهل الكلام الجدليين الذين تصدوا لإفساد معتقدات الناس فأبطل بنور حكمته مقالاتهم الفاسدة وسفسطتم الفارغة .