خطيب جمعة البصرة : يوم المباهلة آية من آيات السماء التي أعطت الحقائق الناصعة لكل متكبر مرتاب

المركز الإعلامي – إعلام البصرة


أقيمت صلاة الجمعة المباركة بإمامة الأستاذ حيدر المالكي – دام توفيقه – وذلك في جامع الإمام الباقر – عليه السلام – الواقع وسط محافظة البصرة الفيحاء اليوم الجمعة 21من ذي الحجة 1440 هجرية الموافق 23 آب 2019 ميلادية،
أكد الأستاذ المالكي : نحن معاشر المسلمين نجد في شخصية نبينا الكريم – صلى الله عليه و آله و سلم – الشخصية الأولى في المجتمع الإنساني، وهي تتمسك بقيم، و مبادئ رسالتها العليا، و سعيها الحثيث في بسط تعاليمها بجميع أرجاء المعمورة حتى تعم بالأمن، و الأمان، و الحرية، و الحياة الكريمة، فالرسول الأمين نراه يُقحم الخصوم، و المعاندين في الحجج الدامغة التي لا مفرَّ من الانصياع لها، ولعل في مقدمتها يوم المباهلة
وأضاف – دام توفيقه – وقد سُمي بيوم المباهلة لنزول آية من القرآن الكريم تأمر النبي – صلى الله عليه وآله – بإخراج صفوة الخلق – علي وفاطمة والحسن والحسين – عليهم السلام – لمباهلة نصارى نجران، قال الحق تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِين)

وبين الأستاذ حيدر المالكي : جاء النّبي -صلى الله عليه وآله- آخذاً بيد علي بن أبي طالب -عليه السلام- والحسن -عليه السلام-والحسين -عليه السلام- بين يديه يمشيان وفاطمة -عليها السلام- تمشي خلفه، وخرج النصارى يتقدمهم أسقفهم. فلمّا رأى النّبي -صلى الله عليه وآله- قد أقبل بمن معه فسأل عنهم فقيل له : هذا ابن عمّه وزوج ابنته وأحب الخلق إليه، وهذان ابنا بنته من علي وهذه أبنته فاطمة أعزّ الناس عليه وأقربهم إلى قلبه، وتقدّم رسول الله – صلى الله عليه وآله – فجثا على ركبتيه. قال أبو حارثة الأسقف جثا والله كما جثا الأنبياء للمباهلة. فرجع ولم يقدم على المباهلة، فقال السيد : إذن يا أبا حارثة للمباهلة ! فقال : لا. إنّي لأرى رجلاً جريئاً على المباهلة وأنا أخاف أن يكون صادقاً ولئن كان صادقاً لم يحل والله علينا حول وفي الدنيا نصراني يطعم الماء. فقال الاسقف : يا أبا القاسم ! إنا لا نباهلك ولكن نصالحك فصالحنا

فيما شدد سماحته : فصالحهم رسول الله – صلى الله عليه وآله- على ألفي حلة من حلل الاواقي قسمة كلّ حلة أربعون درهماً فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك أو على عارية ثلاثين درعاً وثلاثين رمحاً وثلاثين فرساً إن كان باليمن كيد، ورسول الله ضامن حتّى يؤديها وكتب لهم بذلك كتاباً. وروي أن الأسقف قال لهم : إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة
وأوضح المالكي : أيها الإخوة والأخوات : كان هذا اليوم آية من آيات السماء التي أعطت الحقائق الناصعة لكل متكبر مرتاب، وهذا ما يُدلل على أحقية دعوة النبي، و قوة حجته، و علو كعبه، كيف لا و هو الصادق الأمين، فهو لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يُوحى من السماء، وهذا ما يكشف لنا أسباب تمسك النبي – صلى الله عليه و آله و سلم – برسالته السمحاء، و قيمه، و مبادئه الأصيلة

ونوه المالكي :حيث كان المنهاج الذي تتلمذ عليه السيد الصرخي الحسني، وهو يتصدى بالمحاججة، و المباهلة، و الكلمة الحُسنى لأعتى رياح التدليس، و الخداع، و التغرير بالفقراء، و البسطاء حينما كشف فساد بضاعة قادة الدعوات الباطلة، و حملة الأدلة المزيفة، وفي مقدمتهم مدعي العصمة، و الإمامة، و ابن الإمام… الذي باهلهم وكشف كذبهم وبطلان دعوتهم بمثل يوم المباهلة والذي يصادف بعد أيام قليلة في ***1634;***1636; من ذي الحجة فقد سارَ على نهجِ جدهِ المصطفى والأئمة الأطهار بنشر علومهم وأفكارهم وأخلاقهم والتصدي للمنحرفين والشاذين وأصحاب الفكر المتطرف بأسلوب علمي أخلاقي كاشفًا للزيف والخداع والنفاق والتضليل وما يريده هؤلاء من التغرير بالناس وإبعادهم عن النهج المحمدي الأصيل نهج الأخلاق والإيمان والمحبة والتعايش السلمي،. فقدم للبشرية جمعاء ثقافة بديلة تقوم على التسامح والمحبة وتقبل الآخر، بمختلف ألوانهم وأعراقهم ، وكان لدى الناس أثيرًا ولها قريبًا وعليها مسؤولًا فيما يتعلق بأحوالهم ومعاشهم ومالهم وما عليهم ، أبًا عطوفًا وأخًا شفيقَا و صديقًا حميما يفرق بين إنسان وآخر مهما كان دينه أو مذهبه ، ان المعيار الصحيح عنده هو العمل في الشأن العام ، و مدى الحفاظ على مصالح الناس وحقوقهم .



ركعتا صلاة الجمعة المباركة