خطيب جمعة البصرة : السيدة زينب (عليها السلام) رمز البطولة في الرسالة الحسينية

المركز الإعلامي / إعلام البصرة
 
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في جامع الإمام الباقر (عليه السلام) الواقع وسط محافظة البصرة يوم الثامن من جمادى الأول لسنة 1439هـ الموافق 26 كانون الثاني 2018 م ,بإمامة الشيخ حاتم الخفاجي (دام عزه).
تطرق سماحته في خطبته الأولى إلى ىسيرة حياة السيدة زينب (عليها السلام).
حيث أوضح الخفاجي قائلًا حينما نتجه إلى سير عظماء الأمة وقادتها، فان علينا أن نلتقي على قيم الخير في سيرهم وان ننشر من خلال السير العطرة أجواء التسامح والوئام والمحبة من هنا ينبغي أن نستلهم العبر والقيم وما يفيدنا في واقعنا وحياتنا من سيرة وحياة هذه المرأة العظيمة وهي كثيرة.. عندما نقرا شخصية السيدة زينب وسيرتها تتجلى لنا عظمتها، ولكن هل يكفي أن نتغنى بأمجاد امرأة عظيمة كانت تعيش في تاريخنا أم أن علينا أن نتساءل هل المرأة الآن في مجتمعنا هي امرأة عظيمة أم لا؟ هل المرأة المعاصرة الآن تسير في طريق العظمة؟ تسير على نهج السيدة زينب في تحمل مسؤوليتها تجاه المبادئ والقيم والمجتمع؟ إننا حين نقرأ سيرة السيد زينب )( عليها السلام ) وشخصيتها علينا أن نستهدف هذا الأمر، كيف نرتقي بالمرأة المعاصرة لكي تكون في ذرى المجد والعظمة؟ في المجتمعات الأخرى شقّت المرأة طريقها ومع كل ملاحظاتنا على بعض الجوانب مما تعيشه تلك المجتمعات الغربية لكننا لا نستطيع إلا أن نكبر هذا الاتجاه في إتاحة الفرصة للمرأة حتى تشارك شقيقها الرجل في صناعة الحياة وبناء الوطن وقيادة التنمية “
 
وأضاف سماحته ” ما أحوجنا إلى حياة السيدة زينب(عليها السلام )، هذه المرأة التي صنعت شخصيتها من خلال تربية إنسانية دافئة في أعلى مستوى، ذلك لأنها ربيبة رسول الله وتربت في أحضان فاطمة وعلي وعاشت مع الحسنين سيدي شباب أهل الجنة فتكونت شخصيتها بشكل متكامل، تربت بدفء وحنان جدها رسول الله حيث عاشت خمس سنوات في ظل جدها رسول الله إذ فتحت قلبها على أفاق الرحمة والمحبة ثم توالت هذه الأجواء في ظل أمها الزهراء وتحت رعاية أبيها علي الذي اهتم بعزتها وإجلالها فعندما تريد أن تخرج لزيارة قبر جدها رسول الله يخرج معها أبوها وإخوتها لأجل احترام ومهابة هذه المرأة.. ما أحوج نسائنا وأولادنا إلى أن يشعروا منا بالعطف ”
 
و تكلم الخفاجي في خطبته الثانية عن وجود القدوة الحسنة، التي تجسّد أمام الإنسان برنامج الهداية والصلاح، وتقدم له تجربة حيّة ميدانية، في الالتزام بالقيم، وتحقيق الاستقامة.
 
ونوه الخفاجي إلى أن القيم الفاضلة، والمبادئ الحقة، تحتاج إلى من يتبنى نشرها في المجتمع الإنساني، ويبشّر بها ويدعو الناس إليها، ولا يقوم بهذه المهمة على أفضل وجه، إلا من كان عارفاً بتلك القيم، مستوعباً لها، ملتزماً بها، ليكون صادقاً فيما يطرح، مخلصاً للوظيفة التي يؤديها.
 
وأكد سماحته على تطبيق القيم والالتزام بالمبادئ يستلزم حالة من الصراع والصدام مع الأهواء والشهوات في نفس الإنسان، وهي متجذرة راسخة قوية، إلى حد يتصور فيه الإنسان نفسه عاجزا عن مواجهتها، فيبرر ضعف إرادته، واستجابته لضغوط الهوى، بمختلف التبريرات، ومن أقواها تضليلًا وإغراءً لنفس الإنسان: القول بمثالية القيم والمبادئ، وأن الالتزام بها برنامج نظري خيالي، وأن تجسيدها وتطبيقها شيء غير ممكن مادام الإنسان هو الإنسان بشهواته وأهوائه ورغباته.