خطيب جمعة البصرة : الإمام الحسن قائد نهضة الإصلاح ومنهاج الاعتدال الوسطي



المركز الإعلامي – إعلام البصرة

بين الأستاذ علي الاسدي خطيب جمعة البصرة : في ليلة النصف من رمضان المبارك، وفي السنة الثالثة للهجرة، أشرقت المدينة المنورة، بمولد الإمام المجتبى الحسن بن علي عليهما السلام..ففي مثل هذا اليوم المبارك أعلن البيت النبوي في المدينة المنورة، نبأ ميلاد السبط الاول، وزفت البشرى الى المصطفى محمد – صلى الله علية واله وسلم – فهب الى بيت الزهراء – عليها السلام – ليحمل لها تهانيه ويقضي لها بمسراته وما ان وصل الرسول الاكرم محمد صل الله عليه واله الى بيت الزهراء عليها السلام حتى نزل الوحي الالهي المقدس على الرسول بان الله تعالى قد سمى الوليد المبارك (حسنا )
التي ألقاها في جامع الإمام الباقر – عليه السلام – الواقع وسط محافظة البصرة اليوم الجمعة 14 من شهر رمضان المبارك 1441هجرية الموافق الثامن من أيار 2020 ميلادية.
وأضاف الأستاذ الاسدي : شب الوليد في كنف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وتغذى من معين رسالته وأخلاقه وسماحته وورث عنه (صلى الله عليه واله) هديه وأدبه وهيبته وسؤدده، مما أهله للإمامة التي كانت تنتظره بعد أبيه عليه السلام، وقد صرَح بها جدَه في أکثر من مناسبة حينما قال (الحسن والحسين إمامان قاما او قعدا، اللهم إني أحبهما فأحب من يحبَهما)

وواضح الاسدي : أن دور الإمام المجتبى -عليه السلام- كان حساساً وصعباً أكثر من دور سيد الشهداء -عليه السلام- لأن الإمام الحسن -عليه السلام-كان عليه أن يهيئ الأرضية الصالحة للنهضة المباركة،كما فعل جده نَبِيُّ الإسلام -صلى الله عليه وآله- حيث كان شجاعاً مجاهداً لكنه في مكة المكرمة هيّئ الأرضية المناسبة للأمة الإسلامية فوضع الأسس في مكة وقام بمرحلة التنفيذ والتطبيق في المدينة.
وأكد الأستاذ الاسدي : إن النهضة الموفقة دائماً تحتاج إلى الإعداد السابق، وهذا الأعداد قام به الإمام الحسن -عليه السلام – فكانت بمثابة مرحلة الإعداد ، ثم يأتي الإمام الحسين عليه السلام بمرحلة التطبيق الفعلي ومع ذلك لم ينهض الإمام الحسين عليه السلام بعد استشهاد أخيه بل صبر وتحمل تسع سنوات حتى تكون القاعدة مهيأة للقيام والنهوض

وأشاد الاسدي : فكانت مسؤولية الإمام الحسن -عليه السلام- مهمة وصعبة جداً، ولعلها أصعب من مسؤولية الإمام الحسين -عليه السلام- وذلك لأن مسؤولية الإعداد أصعب من تفجير النهضة والقيام المسلح، لأن الشخص الذي يريد بناء وتربية جيل على المفاهيم الصحيحة، فمن دون شك وترديد لابد من أن يلاقي صعوبات عديدة، وربما يهان، كما أنه يحتاج إلى برنامج منظم وزمان طويل ومخطط دقيق على المدى البعيد، والكوادر الصالحة والتقية والاحتياط من أجل المحافظة على هذا الجيل في حال الإعداد والبناء، وعوامل البقاء خلال عشرين أو ثلاثين سنة أو أكثر، وأخيراً فهو بحاجة للاستعداد الكامل لتحمل الكلمات الجارحة وأن يكون بعيداً عن كل مدح وثناء

وأكمل الأستاذ الاسدي : وهنا يذكر السيد الأستاذ الصرخي الحسني في بحثه العقائدي صلح الإمام الحسن واصفًا وحدة الهدف بين ما قام به الإمامان الهمامان فلو كان الإمام الحسن-عليه السلام- في عصر الإمام الحسين-عليه السلام- لفعل الإمام الحسن نفس ما فعل أخيه ولقاد الثورة ضد الطاغية يزيد ولو كان الإمام الحسين-عليه السلام- في زمن الإمام الرضا-عليه السلام-لفعل نفس ما فعله الرضا-عليه السلام- .


ركعتا صلاة الجمعة المباركة