خطيب جمعة آل بدير: يوم الغدير من أشهر الأيام في حياة رسول الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) ولقد وثّقته كل الكتب التاريخية.

المركز الإعلامي ـ إعلام آل بدير

أكد الشيخ نجم البولاني (دامَ عِزّهُ) خطيبُ صلاةِ الجمعة المباركةِ في مسجدِ وحسينية حسين العصر في مدينة آل بدير جنوب مدينة الديوانيه (180 كم جنوب بغداد) ، 19 من شهر ذي الحجة 1439 هجرية الموافق 31 من شهر آب 2018م أن يوم الغدير هو اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة النبوية المباركة.
ان يوم الغديرهو اليوم الذي نَصَّبَ الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه و آله بأمر من الله عزَّ و جلَّ علي بن أبي طالب عليه السلام خليفةً و وصياً و إماماً و ولياً من بعده.”
وأضاف في السنة العاشرة للهجرة حجّ رسول الله (ص) وحجّ معه جمعٌ غفير من المسلمين، لأنّ النبي (ص) كان قد بعث في الأقطار الإسلامية أنه يريد الحج في تلك السنة، وقد شعر بدنو أجله، فوافاه من يستطيع حضور الحج ليحصلوا على شرف مرافقته (ص) في حجّه المبارك،
ولما انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع والمسلمون معه، سار (صلى الله عليه وآله) نحو المدينة، حتى إذا كان اليوم الثامن عشر من ذي الحجة وصل ـ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن معه من المسلمون ـ إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعّب فيها طرق المدنيين عن غيرهم، ولم يكن هذا المكان بموضع إذ ذاك يصلح للنزول، لعدم وجود الماء فيه والمرعى، فنزل عليه الأمين جبرئيل (عليه السلام) عن الله بقوله تعالى: ((يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))[2].
وكان نزوله هذا بهذا الشأن هو للمرة الثالثة، فقد نزل (عليه السلام) عليه (صلى الله عليه وآله) قبلها مرّتين ـ وذلك للتأكيد ـ: مرة عند وقوفه بالموقف، وأخرى عند كونه في مسجد الخيف، وفي كل منهما يأمره بأن يستخلف عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وأن يسلّم إليه ما عنده من العلم وميراث علوم الأنبياء (عليهم السلام) وجميع ما لديه من آياتهم، وأن يقيمه علماً للناس، ويبلّغهم ما نزل فيه من الولاية، وفرض الطاعة على كل أحد، ويأخذ منهم البيعة له على ذلك، والسلام عليه بإمرة المؤمنين، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يسأل جبرئيل أن يأتيه من الله تعالى بالعصمة، وفي هذه المرة نزل عليه بهذه الآية الكريمة التي فيها: ((وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)).
حطّ رحاله (ص) في رمضاء الهجير، وأمر القوافل أن تحطّ رحالها هناك، وكانت الحرارة مرتفعة، إذ كان الرجل يضع طرف ثوبه تحت قدميه ليتقي به حر الكثيب، ثمّ أمر النبي (ص) أنّ الصلاة جامعة، ولمّا انتهى من الصلاة أمر (ص) أن يجمع أسراج الإبل لتكون له منبراً، فصعد عليه رسول الله (ص)، وكان حينها عدد المسلمين الحجيج أكثر من ماية ألف، خطب فيهم رسول الله (ص) خطبةً استعرض فيها – على مدى أكثر من ساعة – ما لاقاه (ص) في سبيل تبليغ الدعوة وهداية البشرية، وما أصابه من أذىً لينقذهم من الحياة الجاهلية، لينقلهم إلى الحياة الكريمة فقال الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله)«معاشر الناس، ان الله أوحى إليّ يقول: ((يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))[3]. وأنا مبيّن لكم سبب نزول هذه الآية: إنّ جبرئيل هبط عليّ مراراً ثلاثاً يأمرني عن ربّي جلّ جلاله أن أقوم في هذا المشهد، فاُعلم كل أبيض وأسود، أنّ علي بن أبي طالب أخي ووصيّي وخليفتي على اُمّتي، والإمام من بعدي، وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة من الناس وهو الله الكافي الكريم.
فاعلموا معاشر الناس، أن الله قد نصبه لكم ولياً وإماماً مفترضاً طاعته على المهاجرين والأنصار، وعلى التابعين لهم بإحسان، وعلى البادي والحاضر وعلى الأعجمي والعربي، والحر والمملوك، وعلى كل موحّد. معاشر الناس، إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد، فاسمعوا وأطيعوا، وانقادوا لأمر ربّكم، فإنّ الله هو مولاكم وإلهكم، ثم من بعده رسوله محمّد وليّكم القائم المخاطب لكم، ثم من بعدي علي وليّكم وإمامكم بأمر ربّكم، ثم الإمامة في ذرّيتي من ولده إلى يوم تلقون الله ورسوله، لا حلال إلاّ ما أحلّه الله، ولا حرام إلاّ ما حرّمه الله، عرّفني الله الحلال والحرام وأنا أفضيت لما علّمني ربّي من كتابه وحلاله وحرامه إليه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).