ثورة خاضها ابناء الحسن واعتزلها الامام الصادق عليه السلام

كشف سماحة المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) في محاضرته العقائدية التاسعة ان العباسيين اتفقوا مع ابناء الحسن المثنى في الثورة ضد الامويين ، لافتاً الى ان الاختلاف وقع بينهم حول السلطة ،فيما اكد على ان الامام الصادق عليه السلام قد عزل نفسه عن هذه الثورة .

وقال المحقق السيد الصرخي (دام ظله) ان ” ثورة العباسيين ضد الامويين كانت بالاتفاق مع ابناء عبد الله بن الحسن (المحض او الكامل) وكان الاتفاق على ان يعطى ابناء الحسن سلطة او منصب وحصل الاختلاف بينهم على هذا الاساس ،هذه الثورة التي عزل الامام الصادق عليه السلام نفسه عنها وبنو الحسن دخلوا فيها وخاضوا فيها الى هذه الساعة ).
وأضاف سامحته (دام ظله) ” غدر بهم المنصور واختص بها لنفسه ولبني العباس فاختفى ابراهيم واخيه محمد لفترة خارج المدينة والمنصور كان يبحث عنهم ولم يقبض عليهم وسجن المنصور ابوهم (عبد الله المحض لكن دون جدوى ،وبعد فترة حصلت لهم الفرصة فأعلنا الثورة ضد العباسيين ،ابراهيم با خمرا في البصرة ومحمد (ذو النفس الزكية )في المدينة ” .
وأشار السيد الصرخي (دام ظله) الى ان المنصور كلّف عيسى بن موسى في التصدي لهم حيث ذكر سماحته قصة ابراهيم ومحمد ذي النفس الزكية مشيراً الى ان عيسى بن موسى قتل ابراهيم وقطع راس بعد ان ثار ابراهيم على المنصور في البصرة وسيطر عليها ثم جهّز ابراهيم جيشاً لقتال المنصور فأنفذ المنصور عيسى بن موسى بعسكر عظيم والتقوا بـ(با خمرا ) وهي منطقة تقع بين المسيب والهندية في بابل عام 145 هـ .
فقُتل ابراهيم وقُطع رأسه وأخذ الى المنصور ودفن جسده في باخمرا ، منوهاً على ان كل المصائب في بابل والعراق والسبب هو ان العراق دائما يكون محتلا سواء من الشرق او من الغرب.
وتابع سماحته ” اما محمد بن عبد الله المحض الملقب بـ(ذي النفس الذكية) فقد قاد ثورة في المدينة ضد المنصور وسلطته الظالمة …. فاختار المنصور ولي عهده عيسى بن موسى قائدا لحملته الى المدينة وحاصر الجنودالعباسيون المدينة …. ثم شددوا الحصار عليها وقام محمد بحفر خندق حول المدينة ثم بدأ الهجوم العباسي وحصل الاقتتال والالتحام بينهم وحمل ذو النفس الزكية سيفه ونزل ساحة القتال يدافع بشجاعة نادرة حتى لقي

حتفه على يد (قحطبة بن حميد ) الذي فصل راسه بسيفه وقدم قحطبة راس محمد الى عيسى بن موسى فارسل عيسى الراس الى المنصور وامر المنصور بأن يطاف بالرأس في شوارع الكوفة ولم يكتف الجيش العباسي بقتل النفس الزكية بل فتك بابناء الحسن المثنى والمخلصين من اتباعهم فتلوهم وصلبوهم وعقلوا جثثهم لثلاثة ايام بعدها امر عيسى بن موسى بالقاء الجثث في مقابر اليهود .
وجاء هذه الكلام ضمن النقض الذي وجهه السيد الصرخي ضد الدليل الافتراضي لسماحة السيد السيستاني والقائل ” إن المختار قتل أبا الخطاب فهل يصح هذا الدليل على صلاح وصحة أعمال المختار؟ ) ، معتبرا ان هذا

الدليل يستلزم القول بصحة وصلاح عسيى بن موسى العباسي المجرم لانه هو من قتل ابا الخطاب (المنحرف ) الذي هو كان احد اصحاب الامام الصادق عليه السلام .
وتأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة محاضرات تحت عنوان ( تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي ) والتي يلقيها سماحته كل يوم خميس في برانيه بكربلاء المقدسة وناقش فيها قضية المختار الثقفي .