تجويع جماعي
تجويع جماعي

تجويع جماعي و إبادات جماعية للأبرياء على أيدي أئمة الإرهاب والإجرام

وجّه المرجع الديني السيد الصرخي الحسني خلال محاضرته التاسعة والعشرين من بحثه (وقفات مع… توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) والتي القاها يوم الثلاثاء 29 جمادي الاخرة الموافق 28- 3- 2017، تساؤله لأصحاب المنهج التيمي التكفيري الاقصائي حول ما يُرتكب من مجازر وإبادات جماعية بحق الأهالي الابرياء من اطفال ونساء وشيوخ، نتيجة لصراعات ائمة وسلاطين التيمية المارقة لاجل النفوذ والسلطة. فيُحاصر الناس بالعساكر ويجوّعون كما حصل مع اهالي ماردين بعد محاصرة عساكر الملك “العادل” لها فأيّ شرع يبيح للتيمية وائمتهم تلك الافعال الاجرامية الأرهابية ؟ونقل المرجع تلك الوقائع وفقا لما جاء في الكامل لابن الاثير:

فَلَمَّا رَحَلَ الْمَلِكُ الْعَادِلُ عَنْ مَارْدِينَ إِلَى دِمَشْقَ بَرَزَ نُورُ الدِّينِ أَرَسِلَانُ شَاه بْنُ مَسْعُودِ بْنِ مَوْدُودٍ، صَاحِبُ الْمَوْصِلِ، عَنْهَا، وَوَافَقَهُ ابْنُ عَمِّهِ قُطْبُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ زِنْكِي بْنِ مَوْدُودٍ صَاحِبُ سِنْجَارَ، وَابْنُ عَمِّهِ الْآخَرِ مُعِزُّ الدِّينِ سَنْجَرُ شَاهْ بْنُ غَازِي بْنِ مَوْدُودٍ صَاحِبُ جَزِيرَةِ ابْنِ عُمَرَ، فَاجْتَمَعُوا كُلُّهُمْ بِدُنَيْسَرَ، ثُمَّ سَارُوا عَنْهَا وَنَزَلُوا بِحَرْزَمَ، وَتَقَدَّمَ الْعَسْكَرُ إِلَى تَحْتِ الْجَبَلِ لِيَرْتَادُوا مَوْضِعًا لِلنُّزُولِ.
وكَانَ أَهْلُ مَارْدِينَ قَدْ عُدِمَتِ الْأَقْوَاتُ عِنْدَهُمْ، وَكَثُرَتِ الْأَمْرَاضُ فِيهِمْ، حَتَّى إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ كَانَ لَا يُطِيقُ الْقِيَامَ.

وقال المرجع الصرخي متسائلا:

هؤلاء الأبرياء النساء والأطفال والشيوخ ليسوا شيعة ولا اسماعيليّة ولا رافضة ولا فاطميين، إنّهم مسلمون سنّة لا علاقة لهم بالحرب ولا القتال ولا علاقة لهم بالسياسة ومهالكها، فلماذا يجوّع هؤلاء ويقتل هؤلاء كما حصل على غيرهم من السنّة من إبادات جماعيّة في مصر والشام وكما حصلت إبادات جماعيّة مثلها على الشيعة وعلى المسيحيين وعلى اليهود؟!
فبأيّ شرع تباد المجتمعات وتُخرّب البلدان وتصبح أثر بعد عين؟ فهل من مجيب يا ابن تيمية ويا مارقة هذا الزمان وكلّ زمان؟ وإلى متى يبقى هذا الإرهاب والإجرام؟!

وواصل المرجع قراءة ما جاء في الكامل لابن الاثير:

فَلَمَّا رَأَى النِّظَامُ، وَهُوَ الْحَاكِمُ فِي دَوْلَةِ صَاحِبِهَا، ذَلِكَ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الْعَادِلِ فِي تَسْلِيمِ الْقَلْعَةِ إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ ذَكَرَهُ عَلَى شَرْطِ أَنْ يَتْرُكَهُمْ يَدْخُلُ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمِيرَةِ مَا يُقَوِّتُهُمْ حَسْبُ، فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، وَتَحَالَفُوا عَلَيْهِ وَرَفَعُوا أَعْلَامَهُمْ إِلَى رَأْسِ الْقَلْعَةِ، وَجَعَلَ وَلَدُ الْعَادِلِ بِبَابِ الْقَلْعَةِ أَمِيرًا لَا يَتْرُكُ شَيْئًا يَدْخُلُهَا مِنَ الْأَطْعِمَةِ إِلَّا مَا يَكْفِيهِمْ يَوْمًا بِيَوْمٍ، فَأَعْطَى مَنْ بِالْقَلْعَةِ ذَلِكَ الْأَمِيرَ شَيْئًا، فَمَكَّنَهُمْ مِنْ إِدْخَالِ الذَّخَائِرِ الْكَثِيرَةِ.

وبين السيد الصرخي لافتاً:

لاحظ الفساد المستشري، دائمًا دول السلاطين لا توجد فيها تربية أخلاقيّة فينتشر فيها الفساد؛ فكلّ واحد يقتدي بأميره وسلطانه وحاكمه وكلّهم انتهازيّون وسراق ويبحثون عن الجاه والمال والمنصب ويعيشون في فساد وإفساد.

وعلّق سماحته على ما ورد من نص في الكامل (فَأَعْطَى مَنْ بِالْقَلْعَةِ ذَلِكَ الْأَمِيرَ شَيْئًا، فَمَكَّنَهُمْ مِنْ إِدْخَالِ الذَّخَائِرِ الْكَثِيرَةِ) قائلاً:

أكيد سيمكّنهم من إدخال الذخائر الكثيرة، حيث الخيانة المتوقعة الدائمة عند القادة والأمراء؛ لأنّها منهج وسلوك الملوك والسلاطين أولياء الأمور والموسوسين لهم فقهاء الغدر والتكفير أئمّة الضلال!

المحاضرة:



تحميل.