بيان رقم (2) “الحرم والحرمات وجرائم الاحتلال”

أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم

((بَراءَةٌ مِنَ الله وَرَسُولِهِ إلَى الَّذينَ عاهَدتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِين … لا يَرْقُبُون في مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُون. وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْد عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا في دِينِكُمْ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ … قاتِلُوهُمْ يُعَذَّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِين))

«صدق الله العلي العظيم».

ـ جريمة بشعة نكراء تتلطخ وتتلوث بها أيادي ونفوس وقلوب المحتلين المجرمين وعملائهم المنافقين المرتدين وهذه المرة تتضرج الدماء الزاكية في الحرم المقدس لنبض الأمة وكبريائها وشهامتها ووجودها سيد الشهداء وأبي الأحرار (صلوات الله وسلامه عليه وعلى جدّه الرسول الأمين).

ـ وبهذه المناسبة الحزينة المؤلمة نستنكر هذه الأعمال الإجرامية الوحشية والتي قام بها المجرمون من الأمريكان وعملائهم الكفرة الفجرة، وننذرهم ونحذرهم من تكرار مثل ذلك الفعل الشنيع المبغوض للتأريخ والشرع والأخلاق، وبعض ما نريد إيصاله في هذا المقام للأمريكان المحتلين ومن تحالف معهم من المنافقين:-

1- نحن في عشية يوم الظلم العالمي وهو ذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة بنت النبي المصطفى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله ) المظلومة المهضومة، فإننا نضيف مظلوميتنا إلى مظلوميتها حتى نخلّد مظلومية المستضعفين في الدنيا وفي عالم أرواح ونفوس المقدسين.

2- إننا ننتفض ونستنكر كل جريمة بحق الإنسانية وحقوقها وحرياتها الفكرية والروحية وعلى رأس ذلك الجريمة بل الجرائم بحق فاطمة بضعة الرسول محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) وامتدادها ما حصل في الحرم الحسيني الشريف من الاعتداء على الناس المؤمنين الآمنين بالضرب وإطلاق النار مما أدى إلى استشهاد بعض المؤمنين وجرح آخرين والأضرار المادية والنفسية بغيرهم إضافة إلى الأضرار المادية بالحرم الحسيني المقدس، إضافة لذلك جرائم الاعتداء على أهلنا في ديالى والأنبار وصلاح الدين وباقي مناطق العراق.

3- كما أننا نشجب ونندد بالاعتداءات الخبيثة السافرة التي تعرض لها رجال الدين المخلصين الوطنيين الصادقين، في النجف الأشرف وقبلها في بغداد والحلة والديوانية كذلك ما تعرض ويتعرض له المصلون الرافضون للاحتلال وترشحاته، من اعتداءات مادية ومعنوية.

4- إننا نحذر كل خائن وعميل من أهل النفاق والدنيا وامتدادها ممن جعل الذل والخضوع والهزيمة والانكسار في نفسهِ وقلبهِ من قلوب أتباعه الخائفين الجبناء المخدوعين، وننصحهم وأنفسنا بولاية الواحد الأحد القوي العزيز العظيم سبحانه وتعالى.

5- ونريد تحذير الأمريكان وأتباعهم وإلفات الناس إلى أن أصحاب الواجهات الباطلة الذين بنوا عروشهم بالأموال ووسائل الإعلام بشراء ذمم البعض وخداع الآخرين والذين أمّـنوا دخول المحتلين ووفروا الغطاء المُؤَمَّن للاحتلال، فإن مثل هؤلاء لا يمثلون العراق الصامد ولا شعبه الأبي، فهم دُخلاء على العراق وشعبهِ.

6- وإتماماً لما ذكرناه في النقطة السابقة وردّا على ما حصلتم عليه من أمان من البعض الذليل العميل وخاصة بعض من موجود في أرض النجف المقدس، فإننا نهزُّ أركانكم ونقوّض مضاجعكم كما حصل للطغاة على مر التاريخ برفع شعار أبي الضيم وأبي الأحرار الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال (عليه السلام ) :- ((في هذه الأرض مصرعي ومن هنا يكون الفتح )).

7- على الأمريكان تقديم الاعتذار الرسمي لذوي الضحايا وللشعب العراقي وللشعوب المسلمة وللإنسانية جمعاء وعلى وسائل الإعلام العالمية المعروفة وعليهم تقديم المجرمين ممن ارتكب الجريمة مباشرة إلى المحاكمة.

8- ونحن نعيش مظلومية فاطمة الزهراء (عليها السلام) ومظلومية الحسين (عليه السلام) وزوّاره المؤمنين على مدى التأريخ، فإننا نُطالب القوات الأمريكية رمز الظلم والإرهاب والغصب والعداء لأهل البيت الأطهار وجدّهم الحبيب المصطفى (عليهم السلام) ومن سارَ على نهجهم من المؤمنين والمستضعفين، نطالبهم إيقاف كل قبح وظلم وفساد وأوله وأوضحه الاحتلال….، ونطالب تشييد وبناء نصب وتذكار في كل مكان من أرض العراق يحاكي موضع الشياطين في منى في مكة المكرمة فيكون رجمه رجماً لشياطين الإنس وتخليداً لجرائمهم وفضائحهم وظلمهم وعملائهم ومَنْ هيّأ ومهّد وأمضى ورضي بذلك.

9- اللّهمَّ اجعلنا من أحباب وأنصار وعُشّاق الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام) ناصر المستضعفين والآخذ بحق المظلومين وخاصة العراقيين بكل مِلَلِهم ونِحَلِهم وقومياتهم، ونسألك اللهم أن تجعلنا من المستشهدين بين يديه، اللّهمَّ اجعلنا ممن يحمل الأرواح على الأيدي من أجل نصرة صاحب الأمر ومن أجل نصرة إخوانه العراقيين ورفع الضيم والحيف والظلم عنهم.

10- بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى {{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}} القصص 5.

 

(اللّهمَّ كُن لوليكَ الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى آبائه) في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تـُسكِنَهُ أرضكَ طوعاً وتمتعهُ فيها طويلاً وهبْ لنا يا كريم رأفتهُ ورحمتهُ ودعاءهُ وخيرهُ …)

الحوزة العلمية الجماهيرية المجاهدة

كربلاء المقدسة

2 جمادي آخر 1424هـ

1/ 8/ 2003 م