بيان رقم (57): (تنوير بصائر وراحة ضمائر)

بيان رقم (57): (تنوير بصائر وراحة ضمائر)

بيان رقم – 57 –

(( تنوير بصائر وراحة ضمائر ))

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الحسني (دام ظله العالي)

نحن مجموعة من مقلدي السيد الشهيد الصدر آية الله العظمى محمد صادق الصدر (قدّس سرّه الشريف) ومن جيش الإمام المهدي (عليه السلام) تحديدًا، لقد وقعنا بمشكلة مع الدولة حيث حصلت اشتباكات ومواجهات في جنوب العراق وخصوصًا في البصرة والناصرية والديوانية وفي بغداد (مدينة الصدر، الشعلة) وقد راح ضحية هذه المواجهات العديد من الأبرياء وسالت الكثير من الدماء وقد تخلت عنا العديد من القيادات الميدانية والدينية ومراجع الدين وبقينا وحدنا في ساحة المواجهة نتخبط ولا نعرف ما هو المصير إن كان في الدنيا أو في الآخرة ولهذا رفعنا لسماحتكم هذا الاستفتاء لمعرفة ماهو رأي وموقف المرجعية من مواجهة الجيش والشرطة أو تسليم السلاح وعدمه، ولكي تعينونا على معرفة الحق من الباطل والصواب من الخطأ ولكي تعيدوننا إلى رشدنا الذي طالما فقدناه بسبب انقيادنا الأعمى لأهوائنا وعواطفنا (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).

مجموعة من مقلدي

السيد الشهيد الصدر الثاني (قدّس سرّه الشريف)

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله سبحانه وتعالى:

{وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ} يس/20-21.

قال العلي القدير:

{وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} غافر / 38 – 39.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): بئس السياسة الجور.

  • وقال (عليه السلام): ملاك السياسة العدل.

  • وقال (عليه السلام): رأس السياسة استعمال الرفق .

  • وقال (عليه الصلاة والسلام): جمال السياسة العدل في الأمرة، والعفو مع المقدرة.

  • وقال إمام الموحدين وقائدهم وسيدهم (عليه السلام): سياسة النفس أفضل سياسة.

بسمه تعالى:

أولًا: أبنائي أعزائي إنَّ المرجعية الدينية والمراجع لم ولن يتخلّو عنكم، كيف فإنّها منكم وإليكم وفيكم ومعكم في كل آن وعلى كل حال، لكن تمسككم بالعاطفة المجرّدة عن العقل وحكمه هو الذي قادكم إلى الخلاف والاختلاف مع المرجعية والإعراض عنها والنفور والابتعاد والابتعاد والابتعاد.

ثانيًا: بعد كلّ الذي حصل لا بدّ من أخذ العِظَة والعِبرة، فلا نعاند ونستكبر ونصرّ على ذلك بل علينا العمل وتصحيح الأعمال وتحقيق مقدِّمات قبولها وعلينا التيقن إنَّ هذا لا يحصل إلّا بالتقليد ، فالتقليد هو الدين والأعمال وصحتها وقبولها، والتقليد هو الدين والإيمان والولاية، والتقليد هو الدين وخير الخاتمة وراحة البرزخ وشفاعة الآخرة والجنان، إذن لنجهد أنفسنا كثيرًا كثيرًا من أجل الدين الصحيح والتقليد الصحيح الناشئ من الدليل والأثر العلمي الشرعي الأخلاقي، وليس المهم من نقلّد بل المهم والأهم هو إبراء الذمَّة أمام الله تعالى، وإبراء الذمَّة يكون مع الدليل فأين ما مال الدليل وإلى أيّ عالم يشير فعليك أنْ تميل وتقلّد وتتّبع وتطيع، فتكون على الخير وإليه ومنه وفيه إن شاء الله تعالى رب العالمين.

ثالثًا: عن نفسي فإنّي لم أُعطِ أي إذن شرعي في التشكيل العسكري الذي تنتمون إليه ولم أعطِ أي إذن بالانتماء والالتحاق به، وحسب اطّلاعي وبقدر معرفتي فإنّي لا أعرف ولا أعلم وجود مجتهد أعطى إذنًا في ذلك.

رابعًا: قلنا ونكرّر ونؤكّد على أنَّ الخطّ العام والمنهج الذي سار ويسير عليه أبناؤنا وأعزاؤنا العسكريون في الجيش والشرطة هو المنهج الوطني الصالح الصادق الذي كان له الدور الكبير الرئيس في إخماد نار الطائفية المستعرة وإيقاف آلة القتل والدمار المشؤومة وإلى مستوى كبير ونسأل الله تعالى لهم الثبات والتقدم في إنهاء ذلك الدمار والهلاك والتكفير والإرهاب نهائيًا، كما ونسأل الله تعالى أن يوفقهم في القضاء على الإرهاب الأكبر الفساد الفساد الفساد الفكري والمالي والإداري وعلى سببه ومنشئه وأصله الاحتلال البغيض الفاسد والأصل في كل فساد وقع ويقع في النفوس الجاهلة والمريضة والمشككة والذليلة.

خامسًا: بلحاظ ما ذكرناه في النقطتين السابقتين، فإنّه لا يجوز مواجهة أبنائنا الشرفاء المضحّين العسكريين لا بالسلاح ولا بالجانب الأمني والاستخباراتي بالتعاون مع أعداء العراق وشعبه المظلوم ولا بغيرها من وسائل متصوَّرة.

سادسًا: وبلحاظ ما ذكرناه سابقًا وبلحاظ ما ذكرتموه من فِرار كلّ أو جلّ القيادات والرموز فإذا كان كلامي حجّة عليكم فإنّي ألزمكم تسليم السلاح إلى الجيش والعسكر والشرطة الوطنيين المخلصين إذا طالبوكم بتسليم السلاح، فإياكم إياكم إياكم أنْ تدخلوا طرفًا في صراع يجرّ الويل والدمار والهلاك على العراق وشعبه المظلوم المحتار، أرض الأنبياء وشعب الأوصياء.

سابعًا: ليكن شعاركم وشعارنا دائمًا وأبدًا أنْ نكون مظلومين مظلومين مظلومين لا ظالمين لا ظالمين لا ظالمين،

لنكن زينًا للشهيد الصدر لا شينًا عليه

لنكن زينًا للإمام المهدي (عليه السلام) لا شينًا عليه

لنكن زينًا للأئمة الأطهار (عليهم السلام) لا شينًا عليهم

لنكن زينًا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لاشينًا عليه

لنكن زينًا لأنفسنا وأهلينا وعشائرنا ومدننا وبلداننا ومذهبنا وديننا وإسلامنا لا شينًا عليهم

لنكن زينًا لشعبنا ووطننا العراق الحبيب لا شينًا عليهما.

قال تعالى العلي القدير:

{ …أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلَّا أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}يونس/35

وقال سبحانه وتعالى:

{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}الجاثية/23

وقال الله تعالى مجده وجلّ ذكره:

{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}يونس/25.

السيد الحسني

25 جمادى الآخرة 1429 هـ

29 / 6 / 2008م