بيان 33 المسامحة والمصالحة

بيان رقم – 33 – ((المسامحة والمصالحة))

بيان رقم 33

((المسامحة والمصالحة))

بسمـه تعالى:

طالما حكينا وحكينا…….… ((وأقصد جميع المؤمنين والمؤمنات الأخيار)) وكتبنا وكتبنا………… ووقفنا ووقفنا………….

وتحمّلنا اللوم والعتاب والجرح والقدح والطعن والسبّ والشتم والاضطهاد والاعتقال والاختطاف والتغييب والضرب والتعذيب وسفك دماء وجهض أرواح ((كل ذلك تحت غطاء ومظلّة فتوى وفتاوى شيعية وكذلك سُنّية)) وتحت صمت مطبق وغطاء تام سياسي وإعلامي ((سُنـّـي وشيعــي، إسلامي وعلماني، وغيره))………..

أجل،…… كل ذلك وغيره كان بسبب تمسّك المؤمنين والمؤمنات الأخيار بالمبادئ والثوابت الوطنية الإسلامية الأخلاقية الإنسانية، ومنها رفْضُنا مطلقًا وأبدًا ودائمًا لأمرين قبيحين فاسدين هما:

1 الاحتلال وتكريسه.

2 الطائفية وتأسيسها وتعميقها.

حيث إنّنا:

1 رفضنا قانون الحاكم الأمريكي لأنّه يسبّب ويثبّت ويرسّخ الاحتلال والطائفية.

2 رفضنا إجراء الانتخابات الأولى لعدم توفّر الظروف الموضوعية المناسبة لإجراءها، ونصحنا بتأجيلها لحين توفّر وتحقّق ظروفها المناسبة، وإلّا فتثبيت الاحتلال وتأصيل الطائفية.

3 رفضنا الدستور لمحكوميته بقانون الحاكم الأمريكي، والذي يؤدّي بكلّ تأكيد إلى تثبيت وترسيخ الاحتلال وزيادة ومضاعفة الحَقْن الطائفي، ونصحنا بكتابة دستور بعيدًا عن ضغوط وتدخّل الاحتلال ودول الجوار وأيّ قوى أو جهات أو منظّمات لا تريد الخير والصلاح والإصلاح والعدل والأمان للعراق وشعبه المجروح المخذول المظلوم.

4 رفضنا بل حـَـرَّمنا التصويت ((في الانتخابات الأخيرة)) إلى أيّ جهة لا تريد الخير والصلاح والإصلاح للعراق والعراقيين وفي نفس الوقت نصحنا وألزمنا وأوجبنا ((على المشاركين في الانتخابات)) التصويت للجهة الوطنية وللوطنيين بغضّ النظر عن دينهم ومذهبهم أو قوميتهم أو غيرها………..…

لكن ماذا حصــل؟!………….

وأين كُنّا؟! ………….

وأين صِرنا؟! ……………..

وإلى أين نسير؟! ………..…

والآن وفي كل آن………….. لنسأل أنفسنا……… لنسأل أنفسنا وزعماءنا وعلماءنا…………. بل لنحاسب أنفسنا ونحاسبهم على كلّ ما صدر ويصدر من قول أو فعل أو موقف ((صَبّ الزيت على النار)) وأدّى بالمجتمع العراقي إلى هذا السيل والصراع الطائفي القبيح الجارف للأجساد والأفكار، والزاهق للأرواح، والسافك لأنهر الدماء والمبيح للأموال، والهاتك للأعراض،…………..…

لنمتلك الشجاعة والالتزام الأخلاقي والروحي والشرعي ولنعترف بتقصيرنا أو قصورنا في تقييم وتشخيص الظروف والأمور، وفي الخلل والسقم في اتخاذ المواقف المناسبة،…………

فالخطابات فاشلة والفتاوى والأحكام غير تامَّة وقاصرة والمواقف خاطئة…..…

إذن لنستغفر الله ((تعالى مَجْده وجلّ ذِكره)) ونتب إليه ونبرئ ذِمَمنا قبل أن نُحاسَب يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا ندم ولا توبة………..…

نعم علينا ((سُنـــــــة وشيعــــــــــــــة)) أنْ نفعل ذلك حقًا وصدقًا وعدلًا، ثم نصحّح المسار والخطاب والفعل والموقف، فنعمل صالحًا وخيرًا للإسلام والإنسان والإنسانية جمعاء، دون الانقياد أو التأثر بدوافع ومنافع شخصية أو فئوية أو جهوية أو طائفية أو قومية أو غيرها من أمور وتوجهات تـُفسد وتـُضلّ وتوغل في الظلم والجور والعدوان……….…

وإلّا فإنّنا تحمّلنا ونتحمّل المسؤولية القانونية الوضعية والشرعية والأخلاقية والعلمية والتاريخية عن كل قطرة دم تـُسفك، أو روح تـُزهق، وامرأة تـُرمّل، وطفل يـُيتّم، وإنسان يـُروَّع ويـُظلَم…………

وعليه نقول: أنّه لا يـُحتمل تمامية المصالحة ولا يـُتوقَّع ترتُّب نتائج وثمار حسنة عليها ما لم يتحقَّق ما ذكرناه وما لم تتوفّر الظروف والشروط الموضوعية ومنها:

1 أن تكون المصالحة حقيقية صادقة لا شكلية ظاهرية:

فلا يصح أنْ تكون دعوى المصالحة لأجل تحقيق مكاسب خاصة سياسية أو مالية أو فئوية أو طائفية أو عرقية أو قومية، ولا يصحّ ولا يجوز أنْ تكون دعوى المصالحة والمشاركة فيها بسبب ضغوط وتوجهات لدول مجاورة أو إقليمية أو محتلة أو حركات ومنظّمات مخابراتية أو جهوية عنصرية.

2 أن تكون المصالحة عامة وشاملة دون إقصاء أو استثناء:

فالواجب جعل منهجنا منهجًا قرآنيًا إسلاميًا إلهيًا بالبيان الواضح والحكمة والموعظة الحسنة وإلزام الحجّة للجميع ((من سُنــّـة وشيعـــة وعرب وكرد وإسلاميين وعلمانيين وغيرهم))، بل أكثر من ذلك فيجب أنْ تشمل المصالحة البعثيين والتكفيريين من كلّ الطوائف والمِلَل والنِّحَل وإلزامهم الحُجّة جميعًا ((ونترك للقضاء العادل القول الفصل في إصدار الأحكام وتطبيق القصاص بحقّ المُسيء والجاني من أيّ طائفة أو قومية أو دين كان))……..…

وبالنسبة لي فإنّي أتنازل عن حقّي القانوني والشرعي والأخلاقي وأبرئ ذمّة كل من كادَ لي وتآمر علي وسبـَّبَ أو باشـَرَ في اعتقالي وتعذيبي وظلمي في زمن النظام الدكتاتوري السابق أو في زمن الاحتلال، سواء كان المـٌسـَبــِّب أو المباشـِر بعثيًا أو تكفيريًا أو غيرهما شرط أنْ يلتزم ((المـٌسـَبــِّب أو المباشـِر)) بالمصالحة وفق ما ذكرناه من شروط وضوابط ويكون صادقًا جادًا في ذلك،………..…

وأطلب بل أتوسّل من الجميع أنْ يعفو ويتنازل عن حقّه القانوني والشرعي والأخلاقي ويُبرئ ذِمّة كلّ من كادَ له، وتآمر عليه، وسـَبـَّبَ أو باشر في اعتقاله وتعذيبه وتشريده وترويعه وظلمه، في زمن النظام الدكتاتوري السابق أو في زمن الاحتلال، سواء كان المـٌسـَبــِّب أو المباشـِر بعثيًا أو تكفيريًا أو غيرهما شرط أن يلتزم ((المـٌسـَبــِّب أو المباشـِر)) بالمصالحة وفق ما ذكرناه من شروط وضوابط ويكون صادقًا جادًا،………

إنّ الله سميع عليم بصير حكيم وهو أرحم الراحمين……………

والحمد لله ربّ العالمين والعاقبة للمتقين…………………

وصـَلِّ اللهم على محمد وآلِ محمد وعجـِّل فرج قائم آلِ محمد.

الحسنـي

22 شعبان الأمل والفرج والنصر 1427 هــ

16 / 9 / 2006م