المحاضرة الخامسة: وقفات مع آراء ابن نما في المختار و ابن الحنفية
المحاضرة الخامسة: وقفات مع آراء ابن نما في المختار و ابن الحنفية

المحاضرة الخامسة: وقفات مع آراء ابن نما في المختار و ابن الحنفية

المحاضرة الخامسة ضمن سلسلة محاضرات ’تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي‘، لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني (27 ربيع الثاني 1435هـ، 27 شباط 2014).

ادّعاءات ابن نما في منزلة المختار غير صحيحة- أحد مدّعي الإجتهاد يستغل الظروف ليصبح مرجعاً للإفتاء- السفياني والخراساني على الأبواب- أهل العراق حطب النار و لا قيادة لهم.

وقفات مع آراء ابن نما في المختار و ابن الحنفية:

1 – إدعاء ابن الحنفية للإمامة و إعراضه عن السجاد (عليه السلام)
2 – بإذن مَن خرج المختار للقتال؟
3 – رواية ابن نما تدين ابن الحنفية!
4 – ابن نما: مرتبة المختار مقارنة بالهاشميين
5 – (سوالف عجائز) عن ولادة المختار
6 – مبالغات كلامية عن حياة المختار
7 – استفهامات حول استدلالات ابن نما
8 – من تفاصيل معركة الجسر (وقعة ’قس الناطف‘)
9 – لا قيادة للعراقيين الذين يركضون خلف الأسماء الرنانة!
10 – مناقشة تفاصيل رواية ’يا كيس..‘
11 – لا منقبة في رواية ’يا كيس..‘ التي يرويها الكيسانيون و الغُلاة

المحاضرة الخامسة: الوقفة الثانية للسيد الحسني (دام ظله) في مناقشة ابن نما الحلي بخصوص قضية المختار الثقفي

واصل المرجع الأعلى السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله) نقاشه مع العلامة ابن نما الحلي وأدلته التي اعتمدها في صلاح ابن الحنفية والمختار الثقفي، حيث ألقى سماحته الخميس 27 ربيع الثاني 1435هـ، 27 – 2- 2014، محاضرته الخامسة ضمن سلسلة محاضرات (تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي) في (برانيه) بكربلاء المقدسة، وقد شهد البراني توافد جموع غفيرة من المؤمنين من مختلف المحافظات للاستماع لهذه المحاضرات.
واستذكر سماحة السيد الصرخي (دام ظله) ما انتهى إليه في محاضرته السابقة حول تغرير ابن الحنفية لعالِم الأحواز وكذلك خادمه (كنكر)، مشيرا إلى أنّ ابن الحنفية له الدور الرئيس في تشويه صورة الإمام السجاد (عليه السلام)، مؤكدا على عدم احتمالية وجود التقية في عدم ذكر ابن الحنفية للإمام السجاد (عليه السلام) بقوله “لا نقبل دعوى ضالة تبرّر بالتقية لا تذكر إمامة السجاد (عليه السلام)”.

تقيّة تقلب المحتل إلى صديق!
وشدّد السيد المرجع على انتقاده للذين يلوذون ويبرّرون أعمالهم بالتقية خضوعا وتكالبا على الأموال وعلى المناصب وعلى السمعة والوجاهة. وقال سماحته خلال التأكيد على انتفاء التقية في إظهار إمامة الامام السجاد (عليه السلام): “نحن سجلنا هذا الأمر، قلنا يوجد تقية لدفع الضرر أما تقية تقلب الاحتلال الى صديق والى ولي والى حميم.. هذه قضية غير واقعية”. وأضاف: “لمّا يدخل الامام (سلام الله عليه) على طاغية من طغاة بني العباس أو بني أمية يقول له يا أمير المؤمنين لكن لا يتنازل عن الخلافة، لا يتنازل عن حقه، لا يتنازل عن ولاية أمير المؤمنين (سلام الله عليه)، لا يتنازل على أن الوصية لأمير المؤمنين (سلام الله عليه)”. وعلّق سماحته قائلاً: “يوجد قضايا ثابتة ومبادئ رئيسة ثابتة لا يمكن أن نتنازل عنها، نعم يوجد مورد تقية تدفع الضرر الخاص والضرر العام وحسب التزاحمات التي تحصل في الخارج”.
وبيّن سماحته عدم صحة ما يبرره البعض من رموز وعناوين دينية حين الاحتجاج عليهم بمواقف الائمة (عليهم السلام) ومنهجهم في المناظرة العلمية والجهاد والزهد فيجيبون أنّ ذلك الفعل صادر من معصوم، فحين تقول لهم النبي ناظرَ والامام ناظرَ يقولون الإمام والنبي معصوم! وعندما تقول لهم نظام صدام كان سلبيا وصدام ظلم وقتل السيد يقول لك كان عندي جانب تقية! تحكي له عن تضحية الامام الحسين (عليه السلام) يقول لك ذاك معصوم! تحكي معه بالعلم يقول لك ذاك فعل من المعصوم! فلا يبقى محلّ للأسوة والتأسي بالنبي (صلى الله عليه وآله). وعلى إثر ذلك قال سماحته (دام ظله): “إذن أين الأسوة بالنبي؟ فمورد الأسوة يكون على نحو اللغوية إذا كنت تقول عن كل شيء انه خاص بالمعصوم، فحكم الأمثال فيما يجوز ولا يجوز واحد، فالتأسي مورد عام إلا في موارد خاصة نحتكم بها بعنوان تقية وليس كل شيء”. وأضاف سماحته أنّ أمثال هؤلاء يتصفون بكل جبن وكل خنوع، وكل خيانة، وكل سرقة، وكل تكالب على الأموال والسمعة والوجاهة والركون إلى الدنيا، ويعتذرون عن التأسي بالنبي وآله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بقولهم أنّ بان بالنبي والمعصوم (عليهم السلام) معصومون ونحن لسنا بمعصومين؟!” وأضاف سماحته: “ومن ذلك يثبت عدم وجود أي مورد للتقية في إعلان إمامة الامام السجاد (عليه السلام) من قبل محمد بن الحنفية او المختار لأن دليل ذلك هو الوقوع وهو (دليل الامكان) لأن الكلام والحديث والتعريف بإمامة الامام السجاد (عليه السلام) حصل في كثير من المواقف فالضرر لم يكن وارداً في التصريح والتعريف بتلك الامامة بحجة التقية”!

وناقش سماحته بعض الروايات التي ذكرها العلامة الحلي في صلاح ابن الحنفية ومنها الرواية التي تشير إلى خوض ابن الحنفية معركة صفين مع أبيه الامام علي (عليه السلام)، وقد أثبت السيد الصرخي الحسني أن هذه الرواية تشير الى أن ابن الحنفية كان في موضع التشكيك والجزع والاعتراض.
واعترض سماحة السيد الحسني على قول ابن نما الحلي الذي أشار فيه إلى أن المختار حاز مرتبة لم يصل إليها عربي ولا أعجمي ولا حتى هاشمي، مؤكداً أنّ قول ابن نما باطل جزماً لأنّ الكثير من صحابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) وكذلك أبي الفضل العباس ومسلم بن عقيل (عليهما السلام) وشهداء الطف وغيرهم هم أفضل من المختار.
ثم عرّج سماحته على مناقشة العلامة الحلي بما أورده بخصوص روايات نَسَب وولادة المختار الثقفي التي اعتمدت على الرؤى والاحلام وهي بعيدة عن الأدلة الشرعية، واصفًا تلك الروايات بـ “كلام العجائز”.

معركة الجسر
كما فصّل سماحة السيد الحسني القول بخصوص (معركة الجسر) التي اعتبرها الحلي منقبة لاشتراك المختار فيها ودليلًا على شجاعته، إلا أنّ السيد الحسني (دام ظله) أثبت ومن خلال استقرائه لمصادر التاريخ عدم وجود أية رواية تقول إنّ المختار قد شارك في المعركة، أو (تفلّته ومنع عمه له) متسائلاً عن عدم اشتراك المختار في المعارك التي سبقت معركة الجسر والتي شارك فيها أبوه (أبو عبيد الثقفي) كقائد، وكذلك المعارك اللاحقة.
وأضاف سماحته في مستهلّ حديثه عن معركة الجسر التي دارت بين المسلمين والفرس وكان قائد الفرس جالينوس وقائد المسلمين أبي عبيد الثقفي “هذه مشكلتنا يهزنا الاسم الرنان لو هذا جالينوس ادعى المرجعية لانقاد له أهل العراق كبارا وصغارا ونساءا ورجالا” مضيفاً “تهزنا الاسماء والعناوين والأماكن الرنانة”. وقد أبدى سماحته استياءه الشديد لما يحلّ بالعراق بسبب ابتعادهم عن القيادة الحقيقية حيث قال: “من البلاء الذي يمر على العراق وأهل العراق.. لا يوجد قائد ولا يوجد قيادة في العراق، من فيه الخير وأراد أن يقود العراق غدره أهل العراق، علينا أن نثبت هذه الحقيقة”، وأضاف: “لا يوجد قيادة في العراق، أهل العراق لا يريدون القائد، دائما شرق وغرب والعراق في الوسط وهو موضع الصراع”. وطرح سماحته عدة استفهامات استنكارية منتقدا في الوقت نفسه التبعية التي يعيشها غالبية الشعب العراقي بسبب غياب الوعي والفكر الإسلامي الصحيح، وقال: “السفياني على الأبواب والخرساني أيضا على الأبواب وأهل العراق في الوسط !! أين الصراع؟ في العراق! من الذي يقاتل؟ أهل العراق! من حطب النار؟ أهل العراق! من حطب المعركة وزاد المعركة؟ أهل العراق! من في جهنم؟ أيضا أهل العراق”.

رواية (يا كيس..)
ونفى سماحته الرواية التي ذكرها الحلي والتي تذكر أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أجلس المختار على فخذيه مخاطبا إياه (يا كيّس)، مبطلا الرواية سندا ومتناً، وقال: “من سخف القول ما جاء به ابن نما الحلي في أحقية المختار” وانتقد سماحته بعض المراجع وكتاب التاريخ لاعتمادهم على ما استدل به الحلي بقوله: “عيب على مرجع يعتمد على أدلة ابن نما الحلي”.
وأثبت سماحته عدم تمامية رواية الاصبغ بن نباتة من حيث السند والدلالة، لافتاً الى أن القبول بهذه الرواية يثبت أن عمر المختار 35 سنة وهو على فخذ الإمام (عليه السلام)، معتبراً الاستدلال بمثل هذه الرواية من سخف القول.
وقال السيد الصرخي الحسني(دام ظله) في تعليقه على رواية الاصبغ التي يذكرها ابن نما والتي تقول: (روي عن الاصبغ بن نباتة انه قال: (رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يمسح رأسه وهو يقول (يا كيّس يا كيس))، “إن الرواية التي ذكرها الحلي غير تامة لا سندا و لادلالة فهي ضعيفة سندا ولا نقاش في ضعفها السندي ففي رواتها الضعيف والمجهول”. منوهاً سماحته الى أن “المعروف أن ابن نباته كوفي ومن خاصة الإمام ولا يوجد أي شاهد تاريخي على أن الاصبغ قد التقى بأمير المؤمنين في المدينة، وهذا يدل على أن هذه الرواية لا أساس لها”. مضيفاً “لأنه على الفرض المذكور، إن الرواية تشير على أن المختار على فخذ أمير المؤمنين وعمره 35 سنة”.
واعتبر سماحة السيد الحسني (دام ظله) أن “الاستدلال بمثل هذه الرواية من السفسطة والخرافة ومن سخف القول”.
وتابع سماحته القول: “إضافة الى ضعف الرواية فإن فساد المعتقد اتصف فيه أكثر من واحد من رواتها حيث يعتقد أحدهم بالكيسانية المختارية والآخر يعتقد بالغلو” مستدلاً بما ذكره السيد الخوئي (قدس سره) في معجم رجال الحديث.
كما أشار سماحة السيد الصرخي (دام ظله) الى أن الرواية لا تدل على المدح ولا على صلاح المعتقد وصحة العمل حيث قال سماحته: “لو تنزلنا عن كل التعليقات السابقة فالرواية لا تدل على المدح ولا على صلاح المعتقد ولا على صحة العمل فكم من الفاسقين والمنافقين والمشركين والكافرين والملحدين يكون كيسا في أقواله وأفعاله بمعنى يكون ظريفا أو فطنا أو حسن الفهم والسلوك أو أي معنى من معاني الكيّس، فهل هذا يدل على صلاح معتقد الشخص الكافر أو غيره؟”.

أحد مدّعي الإجتهاد يتحيّن الفرص ليكون مرجعًا!
وربط سماحته الأحداث التأريخية بالواقع الحالي، إذ انتقد سماحته مدّعي الاجتهاد ووصفه بالجبان على حد قول السيد الصدر (رحمه الله)، وذكر سماحته بعض المواقف المتلونة لمدعي الاجتهاد بقوله: “بعد وفاة واستشهاد السيد الصدر (رحمة الله عليه) بعض الاشخاص ممن تكلف وبذل الجهد للمحاربة والطعن واستغلال المواقف… فهو لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، هو كذاك الشخص ابن الخليفة الثالث الذي وصفه ذلك القائد الأموي بقوله عندما يأتي الأمويون تقول لهم أنا ابن الخليفة الثالث وعندما ينتصر الزبيريون تقول أنا تخلفت عنهم ولم أخرج معهم في المدينة”! وأضاف السيد الصرخي: “فهذا الشخص تخلف عن الجمعة ووصفه السيد الصدر بالجبان أو بعدم الشجاعة لأن الجمعة تحتاج الى الشجاعة”. وأشار سماحته الى انتهازية مدعي المرجعية بقوله: “فهذا في وقت.. يدعي الاجتهاد، يدعي المرجعية، يعمل على هذا الأمر وفي نفس الوقت يقول أنا وكيل للسيد السيستاني وللشيخ الفياض والشيخ بشير للباكستاني، في نفس الوقت يقولون له أنت تقول أنا مجتهد، الجماعة يدعون لك بالاجتهاد؟ يقول اسألوهم! أنت ماذا تقول؟ يقول أنا ليس لي علاقة اسألوهم، سألناهم يقولون مجتهد، فانت مجتهد؟ يقول أنا ليس لي علاقة اسأله وأنت ابرئ ذمتك من خلال السؤال والجواب من الشخص المقابل”!مؤكداً أن “قضية الإمضاء في أحيان كثيرة تكون أبلغ من الكلام ومن التصريح”. يُذكر أن السيد الصرخي الحسني (دام ظله) قد تصدى لكثير من مدعي الاجتهاد مبطلا ما ادعوه وأمضوه من أدلة على اجتهادهم.

المحاضرة الخامسة: الوقفة الثانية للسيد الحسني (دام ظله) في مناقشة ابن نما الحلي بخصوص قضية المختار الثقفي
http://www.youtube.com/watch?v=ueeDgBHAsTs&feature=c4-overview&list=UUiTo3e8M3BZyXaTbWIhmqlQ

يأتي من السند والهند ويقول أنا سيّد ولا يوجد من يعترض
http://www.youtube.com/watch?v=OxkPny85LbE&list=UUiTo3e8M3BZyXaTbWIhmqlQ&feature=c4-overview

تقرير محمد الاسدي: المحاضرة الخامسة: الوقفة الثانية للسيد الحسني (دام ظله) في مناقشة ابن نما الحلي
http://www.youtube.com/watch?v=Yzw_4gepyGY&list=UUiTo3e8M3BZyXaTbWIhmqlQ&feature=c4-overview

مِن المهدي وإلى المهدي؛ حقيقة مراسلات المختار ومحمد بن الحنفية
http://www.youtube.com/watch?v=0YWP7mI5RYU&feature=c4-overview&list=UUiTo3e8M3BZyXaTbWIhmqlQ

لا نجعل القيادة للعاطفة بل نجعل القيادة للعقل
http://www.youtube.com/watch?v=7lMtWpsoi1U&feature=c4-overview&list=UUiTo3e8M3BZyXaTbWIhmqlQ

سماحة السيد الصرخي الحسني: كل الخنوع والتكالب على الدنيا لا يبرر عدم التأسّي بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
http://www.youtube.com/watch?v=D-VQ9x1UFZc&feature=c4-overview&list=UUiTo3e8M3BZyXaTbWIhmqlQ

أحد طلبة السيد الشهيد الثاني يدّعي المرجعية وهو يقول أنا وكيل للمراجع؟
http://www.youtube.com/watch?v=kvrQXfREmXk&feature=c4-overview&list=UUiTo3e8M3BZyXaTbWIhmqlQ