المختار المحاضرة العاشرة
المختار المحاضرة العاشرة

المحاضرة العاشرة: كيف قَبِل السيدان السيستاني والخوئي رواية ناقصة عن ألوهية الأئمّة؟

المحاضرة العاشرة ضمن سلسلة محاضرات ’تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي‘، لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني (الخميس 25 جمادى الأولى 1435هـ، 27 آذار 2014).

– الإعجاز في (مثله كمثل الكلب)
– توجد جهة تتصدى للمرجعية، همّها التأسيس للإخبارية والإطاحة بالأصولية
– مرجعية تدافع عن مشروعية السب والشتم وتحاول السيطرة على الفضائيات لأغراض طائفية
– يوجد شخص جاهل، مغرور، شيطان، يقدح بعلم الرجال وبعلماء الطائفة
– من يرفض كتب الرجال عليه أن يرفض كتب الروايات بحسب نفس المبنى والاستدلال
– إذا وجد المصلح وجد معه الفاسد وإذا وجد الرسالي وجد الشيعي السفياني

تحميل.

المحاضرة العاشرة: كيف قَبِل السيدان السيستاني والخوئي في معجم الرجال رواية ناقصة عن ألوهية الأئمّة؟

المركز الاعلامي/ كربلاء المقدسة

واصلَ سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله) في محاضرته العاشرة في العقائد والتاريخ الإسلامي، الخميس 25 جمادى الأولى 1435هـ – 27 آذار 2014 الحديث عن شخصية أبي الخطاب، أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) المنحرفين والضالين. وأكّد سماحته أنّ الكلام في أبي الخطاب والخطابية قد كان إقحاما، حيث أتى به سماحته مثالاً ليشبّه به حال قتلة الحسين وموقف المختار منهم، إذ أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) قد دعا على أبي الخطاب، لكن قاتل أبي الخطاب هو منحرف أيضاً فلا يستوجب قتله لأبي الخطاب أن يكون صالحاً. وأتى سماحته بهذا الأمر لما تبناه السيد السيستاني في قضية المختار – وأّنه بقتله لقتلة الإمام الحسين (عليه السلام) فإنّه قد أفرح الإمام المعصوم(عليه السلام) ونفّذ رغبته- في الدليل الافتراضي الذي طرحه السيد الأستاذ الصرخي في سؤال منهجي: هل سيصمد الدليل الافتراضي لصالح المختار أو إن السيد السيستاني سيتنازل عنه؟

كما رفض السيد المرجع (دام ظله) بعض الدعوات التي يُتَقرَّب بها بعنوان النسبية أو الوكالة أو السفارة بقوله: ’فعندما نتحدث عن شخص أو نقدح بشخص بالمباشر ونبين ميله الشخصي، وضلالة الشخص بالمباشر، لا نلتفت الى المنزلة التي كان فيها‘. وأضاف ’لا نتأثر بزيد من الناس أو بعمرو من الناس، ابن فلان أو طالب عند فلان أو كان وكيلا عند فلان أو معتمداً عند فلان، فعندما ينتفي عنوان الصحبة في التقييم مقابل العمل فبالتأكيد ينتفي عنوان الوكالة أو المعتمدية أو السفارة أو ما يرجع الى هذه المعاني‘.
حيث أكد سماحته (دام ظله) أنّ ’أبا الخطاب كان من أصحاب الإمام ومن خاصته ووكيله في العراق والكوفة وهو حلقة الوصل بين الإمام في المدينه وأهل الكوفة، لكنه قد نكص على عقبيه واستسلم للشيطان والدنيا والهوى حتى انضمّ إلى مطايا الشيطان وصار مثله كمثل الكلب‘. وأضاف إن ’أبا الخطاب لا يقبل بالنصح ولا يقبل بالتهديد والوعيد فقد مُسخ من الهداية وفطرة الإيمان الى الغواية والضلالة والشيطنة والجحود والكفر والارتداد‘.

الإعجاز في (مثله كمثل الكلب)

وفي ذات السياق عرّج السيد الأستاذ الصرخي على معجزة نبوية وقرآنية حيث الخلط القريب المتجانس بين عدة علوم كالأخلاق والإجتماع وعلم النفس والطب والتشريح، وعلى يد النبي الأمّي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أكثر من 1400 عام، حيث أشار القرآن الكريم الى أن من تمرّد على فطرة الإيمان والإنسان وصار من الغاوين المنقادين للعاطفة والشهوة الحيوانية فهو لا يرتوي ولا يشبع لأنه ينتقل الى وسوسة الشيطان ولا يهدأ ولا يسكن أبدا بل يبقى لاهثا حتى يقبر وتكون عاقبته سعيرا كمثل الكلب الذي يلهث على كل حال. وأشار سماحته الى ما أثبته علم الطب والتشريح فسلجيا في الإنسان والحيوان في موضوع التوزان الحراري لإتمام الفعاليات الحيوية للجسم. وقال سماحته (دام ظله) أن ما طُرح في موضوع الفسلجة الحيوانية والتوازن الحراري يسجل معجزة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما لو قارن المختصون بين الإنسان المتمرد العاصي الضال المريض نفسيا وبين الكلب وما يحصل من لهثه وما يتعلق من هذه العملية.
وتساءل سماحته (دام ظله) بقوله: ’لو رجعنا قبل 1400 عاما وفي ذلك المجتمع الجاهلي،.. شخص كان عنده معلقات، عنده الباع في الأدب والشعر والخطابة في ذلك الزمان وادعى هذا الشيء وحكى به، وشخص آخر يعرف القراءة ولا يعرف الكتابة وادعى هذا الشيء، وشخص آخر لا يعرف الكتابة والقراءة وادعى، من نصدق بأنه صاحب كرامة؟ الذي نتيقن به أكثر هو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب؛ هذه القضية بديهية‘.

توجد جهة تتصدى للمرجعية، همّها التأسيس للإخبارية والإطاحة بالأصولية

وأكّد سماحته أنّ من يحاول إسقاط كل ما جاء في الكتب الرجالية كمعجم رجال الكشي ويرفضه إنما يريد أن يؤسّس لمنهج الإخبارية الذي يرتكز على قبول كل الروايات الصحيحة وغير الصحيحة دون البحث عن وثاقة الراوي، ’أنا كنت أحتمل فظننت، وفي هذا الأسبوع تيقنت، يوجد جهة دينية تدعي المرجعية، تتصدى للمرجعية، همها الأول والأخير والأساس الذي تريد أن تؤسس له، هي تريد أن تؤسس للإخبارية، تريد أن تطيح بالأصولية‘. وأوضح سماحته أن تلك الجهة وتلك المرجعية لا يفهم منها مرجعية السيد السيستاني وبقية الأساتذة مبينا الفرق في ذلك خلال معرض حديثه عن تلك الجهة الطائفية وصاحبة المنهج غير العلمي وغير الأخلاقي بقوله:
“هذه الجهة فشلت فشلاً ذريعا في الشارع، الساحة رفضتها كليا. مثلوا لهم الأخلاق والأدب والزهد، لكن لم يفلح! الان انتهجوا منهج الطائفية، هم من يحرض على السب – ليس السيد السيستاني ولا من ينتهج النهج الأصولي – عندما نقول ليس السيد السيستاني يعني ليس الشيخ الفياض ولا الشيخ بشير الباكستاني ولا السيد الحيكم ولا غيرهم من أساتذتنا ومن علماءنا ومن مراجعنا، ليس هؤلاء أبدا ليسوا هؤلاء. النقاش مع السيد الاستاذ نقاش علمي، مع السيد الخوئي نقاش علمي، النقاش مع فتاوى العلماء التي ناقشناها نقاش علمي، هذا فيه مصلحة وفيه رفعة وفيه خدمة. لكن الخطورة عند آخرين، تكمن الخطورة عند آخرين. يراد أن يُقدح بالمنهج الأصولي ، وإنما يُقدح بالرجال يُقدح بالعلماء الذين سلكوا مسلك التقييم والتوثيق يُقدح بمنهج أهل الأصول الذين هذبوا الدين والفقه والمذهب، ويراد ان تكون القضية عشوائية، وتكون عبارة عن حيص بيص!‘

مرجعية تدافع عن مشروعية السب والشتم وتحاول السيطرة على الفضائيات لأغراض طائفية

وواصل سماحته رفضه وانتقاده الشديد لبعض الجهات التي تنتهج أسلوب السب والشتم كاسلوب بديل لتغطية فشلها الذريع في الشارع. ومن بين تلك الجهات جهة تتصدى للمرجعية وتحاول أن تسيطر على الفضائيات لتروج لمنهجها الطائفي ولكي تحرف منهج أهل البيت (سلام الله عليهم) لتجعل منه مذهبا يمثل السب والشتم والطائفية. وأكد سماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني استغرابه من تلك الجهة أو ذلك الشخص المتصدي للمرجعية لرفضه القضية الأخلاقية التربوية التي أسسها وشرعها وحث عليها أهل البيت (عليهم السلام)، فهم لم يحثّوا أتباعهم على السبّ بل قد نهوا أصحابهم عن السب والشتم ودعوهم الى احترام بقية المذاهب. وتطرق سماحته أيضا إلى انزعاج تلك الجهة عندما يطرح سماحته (دام ظله) قضية النهي عن السب والشتم فتنتفض تلك الجهة لتدافع عن هذه القضية. وقال سماحته: ’نفس الشخص، نفس الجهة التي ذكرت لكم وأشرت إليها في بحث سابق، قلت لماذا ينزعج ذلك الشخص عندما نتحدث عن السب والشتم، لماذا ينزعج؟ لماذا يتصدى؟ لماذا يحكي على من يرفض السب؟ من يحكي قضية أخلاقية؟ أنا أعجب! فعلا من الغرائب أن تجد شخصا يدّعي المرجعية ويتصدى للمرجعية يُجلس مجموعة من المغفلين من الأغبياء من الجهال ويدافع عن السب! هل تتصورون هذا؟ هل تتوقعون هذا؟ يدافع عن السب وعن مشروعية السب!‘ وتابع سماحته القول ’من فشل في الشارع الآن يحاول أن يسيطر على جانب آخر، فهذه الجهة التي نتحدث عنها، التي نحتمل، فنظن، فنتيقن، أنها الآن الهم الأكبر عندها أن تشتري كل الفضائيات، أن تسيطر على كل الفضائيات، فتتوقع أنها عندما تسيطر على الفضائيات تستطيع أن تسيطرعلى المجتمع الشيعي وتحرف المجتمع الشيعي، الآن يوجد فضائيات ليس عندها الهم والغم وليس عندها عمل إلا السب والشتم والتقريع والتفسيق والإسقاط للآخرين، وأنتم تعرفون هذه الفضائيات!‘

يوجد شخص جاهل، مغرور، شيطان، يقدح بعلم الرجال وبعلماء الطائفة

وكشف سماحته حقيقة خطيرة تتمثل بتصدي البعض ممن يدعي المرجعية لأجل إسقاط وتهديم المنهج الأصولي والتأسيس للمنهج الإخباري، ويؤكد ذلك ما يُطرح خلال بعض الفضائيات التي سُخرت لأجل التسقيط والسب والشتم للإطاحة بالمذهب من خلال تكريسه للوقت وعلى مدار الساعة لهذا الغرض. فنلاحظ هجوما غير علمي على علم الرجال وما يطرح بكتب بعلم الرجال والنيل أيضا من علماء الطائفة ممن كتبوا بعلم الرجال كالشيخ الطوسي والكشي. والمتحدث بهذا الأمر جاهل ومغرور وتعلّم بعض المعلومات وبدأ يركن الكتب أمامه ليظهر بمظهر العالم ويسقّط على مزاجه، إلّا أنّ الله فضحه وأخزاه من خلال لحن القول:
’الآن يوجد فضائيات ليس عندها الهم والغم وليس عندها عمل إلا السب والشتم والتقريع والتفسيق وتسقيط الآخرين، وأنتم تعرفون هذه الفضائيات. حتى أعطيكم إشارة وطريق للمعرفة… تعرفون الفضائيات من لحن القول، تعرفون الشخص من لحن القول، طبعا لا يستطاع أو لا يمكن أن يمجد هذا الشخص تلك الجهة التي تموّل وانما تلك الجهة تسقّط الجميع إلا من يموّل تلك القضية فتبحث عن مشتركات عند تلك الفضائيات وتبحث عن مشتركات هذه الفضائيات مع تلك الجهات التي تحرّض على السب والشتم والفحش وتعرف من هي هذه الجهات! ومن ضمن الفضائيات يوجد شخص جاهل مغرور شيطان تعلّم شيئا.. حصل على بعض المعلومات.. وبدأ يركن الكتب ويضع الكتب أمامه على مدار الساعة في تلك الفضائية يقدح بالرجال وعلم الرجال وبرواة الحديث لم يبقِ لا الكشي ولا الشيخ الطوسي ولاغيرهم من العلماء ومن الرواة‘، واضاف ’هذا الجاهل يقول أنّ كتاب رجال الكشي كتاب روايات وليس كتاب رجال’.
كما وحذر (دام ظله) علماء الشيعة والرموز الدينية من السكوت عن هؤلاء المغرضين قائلا: ’اي سياسة واي حزب واي تكتل واي حكومة واي برايمر واي دستور واي قانون واي انتخابات؟ المَعاوِل تشتغل على مذهب اهل البيت! المَعاوِل تهدم مذهب أهل البيت‘.

من يرفض كتب الرجال عليه أن يرفض كتب الروايات بحسب نفس المبنى والاستدلال

وأوضح سماحته أنّ القدح والطعن بشخص معين كشخص الطوسي بموقف معين لا يدل على عدم صحة كل ما ذكره في كتبه، لأنه أصلا لا توجد عصمة في المقام لأحد غير الأئمة المعصومين (عليهم السلام). وقال سماحته بهذا الخصوص: ’وكما تعلمون وأنا أخبرتكم سابقا بأنه لا يوجد عصمة، الشيخ الطوسي ليس بمعصوم ولا الكشي بمعصوم ولا السيد الخوئي بمعصوم ولا السيد السيستاني بمعصوم ولا من يجلس أمامكم بمعصوم، لا يوجد عصمة إلا لأهل البيت (سلام الله عليهم)، فعندما تأتي بقدح على زيد أو على عمر من الناس فهذا لا يدل على عدم صحة كلّ ما يأتي به هذا الشخص. ونحن أيضا ذكرنا لكم، قلنا حُجّية خبر الواحد هي ظنية ليست يقينية. يعني الراوي يمكن أن يخطأ، ليس بمعصوم، يمكن أن ينسى يمكن أن يسهو. كما حصل السهو عند الكشي وعند السيد الخوئي‘، في إشارة من سماحته إلى الرواية التي مرت على السيد الخوئي في معجم رجاله وكذلك الكشي.
وواصل سماحته الحديث قائلا ’فإذا حصل السهو والغفلة هل نطرح كل الكتاب هل نكذب كل ما يأتي به ذلك الشخص؟… إذن لا ننخدع بأن يأتي شخص يقدح بهذا الكتاب الرجالي أو بذاك الكتاب الرجالي، يجد اضطرابا أو يجد سهوا أو يجد خطأ أو يجد تعارضا في قول مع قول آخر في تقييم مع تقييم آخر في رواية مع رواية أخرى. لا يدل على طرح هذا الكتاب. لو طرحنا هذا الكتاب لطرحنا كتب الروايات. وأنتم كلكم شاهد الحال عندما نطرح وطرحنا روايات عن الكافي، عن (من لا يحضره الفقيه)، عن التهذيب، عن الاستبصار، روايات متعارضة. تقول بالإلزام وبالترخيص، تقول بالحلية وتقول بالحرمة تقول بالنجاسة وتقول بالطهارة، تقول بالبطلان وتقول بالصحة. أيضا يوجد تعارض، ماذا أفعل؟ أطرح كل كتاب الكافي أو كل كتب الروايات؟ هذه خديعة! عندما يأتي الى كتب الرجال يقول نطرح الرجال! وفي الأصول هو يرجع إلى المستحدثات والبدع، فماذا يفعل؟ يأتي الى كتب الروايات وهي أيضا المفروض أن تطرح -على منهاجه وعلى استدلاله وعلى ما يؤمن به وما يبرهن عليه وما يبرهن به أيضا المفروض كتب الروايات تطرح- لكن لا!! يريد القضية سائبة! يختار ما يحتاج من رواية ويخدع الآخرين‘.

إذا وجد المصلح وجد معه الفاسد وإذا وجد الرسالي وجد الشيعي السفياني

وتطرق (دام ظله) الى شخصية ابراهيم بن شكله أحد العباسيين الذي قتل (ابن فرات) وهو أحد المنحرفين عقائدياً وكان قبلها أحد أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام).
وأوضح السيد الأستاذ حقيقة موجودة في كل زمان ومكان بين الخير والشر وتلازم المصلح والفاسد، إذ أشار إلى أن هذا التلازم يزول في دولة العدل الإلهي حيث قال سماحته: ’في كل زمان ومكان يتلازم الخير والشر والصلاح والفساد والحسن القبح، فإذا وجد المصلح وجد معه الفاسد وإذا وجد الرسالي المضحي وجد النفعي الانتهازي‘.
وتابع سماحته ’كذلك إن وجد النبي أو الإمام أو الولي (عليهم الصلاة والسلام) فإنّه يوجد إبليس والدجال والسفياني والمرواني والشيعي السفياني والشيعي المرواني والشيعي الدجال، فلا بدّ من التلازم في الوجود بين المعصوم الصادق وبين الكذاب والانتهازي والمغالي والمشعوذ والساحر الشيطاني، فالأئمة المعصومون (عليهم السلام) وجدّهم الرسول الأمين لا يخلون من كذاب يكذب عليهم‘. وأضاف سماحته إن نهاية صفحة الظلم والفساد تنتهي بدولة العدل الإلهي، ’إلى أن يشاء الله، إلى أن تأتي دولة العدل الالهي ويزاح كل شيء ويبقى فقط الخير‘.