المختار المحاضرة التاسعة
المختار المحاضرة التاسعة

المحاضرة التاسعة: استدلالات ومقدمات خاطئة أدّت إلى نتيجة باطلة بشأن المختار

المحاضرة التاسعة ضمن سلسلة محاضرات ’تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي‘، لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني (الخميس 18 جمادى الأولى 1435هـ، 20 آذار 2014).

 

– أدلّة صلاح المختار والإستدلال بقتله أعداء أهل البيت (عليهم السلام)

– اشتباه قلم السيد السيستاني أدى الى نتيجة باطلة
– لا نريد أن نعطي المبرر للتكفيري بقتل أتباع أهل البيت
– أتباع المرجع يَشْبَهون المرجع لأنّه يماشي أهواءَهم وآراءَهم
– لا عدالة لمن انتمى للتشيع زيفا وبهتانا
– تدليس ابن كاطع وزيف الفضائيات المأجورة
– ثورة خاضها أبناء الحسن واعتزلها الإمام الصادق (عليه السلام)
– هل الإمام المعصوم يخاف أو لا؟!

اشتباه قلم السيد السيستاني أدى الى نتيجة باطلة

المركز الإعلامي / كربلاء المقدسة

أكمل سماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله) مناقشته العلمية مع أستاذه السيد السيستاني (دام ظله) بخصوص ما تبناه في قضية المختار الثقفي، حيث ابتدأ سماحته المحاضرة بتذكير سريع بما طرحه في المحاضرات السابقة في النقاش مع ابن نما الحلي.
وأكد السيد الأستاذ الصرخي إن السيد السيستاني اعتمد عدة أدلة تدلّ على صلاح المختار وأحقّيّته منها: إمضاء ابن الحنفية للمختار في روايتي الكابلي وابن بجير اللتين ذكرهما السيد الخوئي في معجمه. وألفت سماحته إلى أن أصل النقاش والقضية في صلاح المختار الثقفي من عدمه، وهل يستحق المختار المدح والثناء والترحم، أو يستحق الذم والقدح واللعن؟
واستعرض سماحته ما انتهى إليه في المحاضرة السابقة حول شخصية أبي الخطاب الذي كان أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) والذي لُعن بسبب انحرافه عن نهج أهل البيت (عليهم السلام)، وذكر السيد الأستاذ الحسني ثلاث طوائف من الروايات التي نقلها السيد الخوئي عن الكشّي حول أبي الخطاب، حيث تناول في البحث طائفتين من الروايات التي تذمّ أبا الخطاب شخصياً والأخرى تشير إلى عقائده الفاسدة (الخطابية).
وطرح سماحته عدة تساؤلات بخصوص مقتل أبي الخطاب وأصحابه المنحرفين – مفترضًا أنّ المختار هو من قتلهم- :-
1- هل يعني إن الإمام الصادق (عليه السلام) يرضى بمقتل أبي الخطاب؟
2- هل إن قتْلهم (الخطابية) وإنقاذ العباد والبلاد من شرورهم يفرح قلب الإمام ويثلج صدره؟
3- وهل يصح لعلمائِنا وأساتذتِنا كالحلي والخوئي والسيستاني وكذلك المؤرخين والباحثين وغيرهم أن يعتبروا دعاء الإمام على الظالم بأن ينتقم الله منه أبي الخطاب دليلاً على صلاح المختار والمختار قتله؟
وتبرّع المحقق السيد الأستاذ الصرخي (دام ظله) بدليل افتراضي لما تبناه أستاذه السيد السيستاني (دام ظله) في الدفاع عن المختار بشخصية أبي الخطاب، حيث بيّن سماحة المحقق (دام ظله) على فرض إن المختار قتل أبا الخطاب فهل يصح هذا الدليل على صلاح وصحة أعمال المختار؟ لأن أصل النقاش هو في صلاح المختار من عدمه.
وتطرق سماحته (دام ظله) إلى تبيان الدليل الافتراضي متسائلاً: من قتل أبا الخطاب؟ هو عيسى بن موسى؟ واثبت السيد المرجع إن عيسى بن موسى ينتهي نسبه إلى عبد الله بن العباس المعروف بـ (حبر الأمة) مشيرا إلى إن الخليفتين العباسيين السفاح والمنصور هما عمّاه وقد عهد إليه ولاية العهد في زمن المنصور وقد أجبر الأخير على التنازل لصالح ابنه المهدي.
ونوه السيد المحقق إن مبنى السيد السيستاني إن عيسى بن موسى مؤمن ومتقٍ ومخلص ويستحق الثواب لأنه افرح الإمام الصادق (عليه السلام) بقتلهِ أبا الخطاب وأصحابه الخطابية أعداء الله تعالى ورسوله وأهل بيته (عليهم السلام)، مستخدما الاستدلال المنطقي لنقض مبنى السيد السيستاني من خلال :-
كبرى: كل من أفرح الرسول الأمين وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام فهو مؤمن صادق يستحق الثناء والمدح.
صغرى: والمختار أفرح الرسول والأئمة (عليهم الصلاة والسلام) وقتل أبا الخطاب (حسب الفرض).
النتيجة: إن المختار مؤمن وصالح العقيدة ومتقٍ.
وباستبدال المختار بعيسى بن موسى العباسي فالنتيجة تكون إن عيسى مؤمن ومخلص ويستحق الثناء والمدح والترحم!!
وذكر سماحته موقفين يتعلقان بإجرام وقبح عيسى بن موسى العباسي من خلال قتله محمد ذي النفس الزكية وأخيه إبراهيم وإرسال رأسيهما إلى المنصور وفتكه بالعلويين من نسل الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، متسائلا سماحته عن سبب توصل السيد السيستاني إلى خلاف النتيجة التي توصل لها السيد الأستاذ الصرخي (دام ظله).
وتبرّع المحقق الصرخي (دام ظله) دفاعا عن أستاذه السيستاني إن المقدمات والأدلة التي اعتمدها باطلة وبالتالي تؤدي إلى هذه النتيجة الغريبة، مضيفا (كما يقال على أبي الخطاب يقال على قتلة الحسين (عليه السلام) فلو ثبت الترحم والمدح للمختار فأنّه يثبت لعيسى بن موسى العباسي أيضاً، أي إنهما أثلجا وافرحا قلوب الأئمة!
وتعد هذه المحاضرة التاسعة ضمن سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي والتي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلى السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله) في برانيه بكربلاء المقدسة الخميس 20 آذار 2014 المصادف 18 جمادى الاول 1435، بخصوص شخصية المختار الثقفي التي ناقش فيها أبرز العلماء والمحققين والمؤرخين.

لا نريد أن نعطي المبرر للتكفيري بقتل أتباع أهل البيت
وأكّد سماحته رفضه الشديد أنّ تكون دماء أتباع أهل البيت (عليهم السلام) رخيصة بسبب اللغة السائدة من سب وشتم متبادل من قبل التكفيريين بصورة عامة وبسبب مواقف المفسدين ووعّاظ السلاطين، موضحا كثيرا من الالتباس الحاصل عند الكثير بسبب عدم التمييز بين التمسك بالثوابت وبين احترام الآخر ورأيه ورموزه ومقدساته، قائلاً: ’يوجد ثوابت لا يمكن التنازل عنها لا نتنازل عن حقيقة وأحقية ويقينية أمير المؤمنين (عليه السلام) وولاية أمير المؤمنين، لا نتنازل عن مؤامرة السقيفة وتداعيات المؤامرة، لا نتنازل عما تعرضت له الزهراء (سلام الله عليها) من أذى من الخليفة الأول والثاني، ليست عندنا مشكلة أن نترحم على الأول والثاني ونقول ظلموا الزهراء.” وواصل حديثه بهذا الشأن بقوله: “نحن لا ندعوا للتنازل عن الثوابت وإنما ندعوا الى احترام آراء الآخرين ورموز الآخرين ومقدسات الآخرين. لا نريد أن نجعل دماء أتباع أهل البيت (سلام الله عليهم) رخيصة للآخرين، رخيصة للتكفيرين، رخيصة لوعّاظ السلاطين، لانريد هذا. من يقتل أي شخص من أتباع أهل البيت ومنهج أهل البيت الحق، لا نريد أن يقف ذلك الشخص بين يدي الله وعنده العذر للقتل، يقول.. لأنه دعم الفاسد والباطل هذا الذي اعتدى على عرضي وأهلي، الذي اعتدى على مقدساتي، أنا مقدساتي تقول الأول هو على حق، الثاني هو على حق، الثالث على حق، هذا ما وصله من دليل‘.
وبيّن سماحته أنَّ سواد الناس وعمومهم هم الأكثر تضررا من الرموز والعناوين والقادة والمراجع من السنة والشيعة: ’شياطين الإنس قلة، المراجع عند السنة والشيعة وباقي الديانات قلة، لكن سواد الناس هم المساكين، من يُقتل من أجل رمز سني سواء الاول أو الثاني أو الثالث أو ما بعد هذا من القادة ومن الزعماء والرموز السنة بالاولى انه يقتل من أجل علي (سلام الله عليه) ومن أجل فاطمة (سلام الله عليها) ومن أجل الحسن والحسين، من أجل أهل البيت (سلام الله عليهم)، لأنهم أولى بأن يضحي الانسان عنهم.‘
كما أوضح سماحته (دام ظله) الفرق بين احترام آراء الآخرين ورموزهم وبين عدم التنازل عن الثوابت التي نعتقد بها، وأكد على الانفتاح على الآخر واحترام آراءه ورموزه قائلا: ’نريد أن نكون مطمئنين وواثقين من الخط الذي نسير فيه، ودائما نحكّم العقل وتكون مملكة البدن…. تقاد من قبل العقل، فننفتح على الآخرين ونحترم الآخرين كما نريد من الآخرين أن يحترموا ما نعتقد به. والاحترام لا يعني التنازل عن الثوابت، الاحترام لا يعني ترك النقاش والمناظرة والتحليل العلمي الموضوعي. هذا شيء وهذا شيء. كما الآن نتحدث معكم ونأتي بآراء الاساتذة ونناقش آراء الاساتذة بصورة طبيعية وبحركة علمية لها فائدة لنا وللاستاذ وللمذهب وللاسلام وللعلم وللانسانية‘.

لا عدالة لمن انتمى للتشيع زيفا وبهتانا

وعبّر سماحته عن رفضه عدالة من انتمى للتشيع زيفا وبهتانا في الوقت الذي يُعاب على أهل السنة نظرية عدالة الصحابة. وأكد سماحة السيد (دام ظله) ذلك بقوله: ’نُعيب على أعزائنا السنة قضية نظرية عدالة الصحابة. أخذت المحور الرئيس الفكري العقائدي في البحوث العقائدية والكلامية والتفسيرية والحديثية والاصولية والفقهية في مذهبنا، ونقول: كيف نتوقع عدالة هذا العدد وهذه الآلاف من الصحابة؟ وإذا بنا نعطي ونثبت العدالة لأضعاف مضاعَفة عن أولئك”!
وأضاف (دام ظله) ’أعطينا العدالة لكل من انتمى وانطبق عليه اسم التشيع زيفا وبهتانا، حتى من لا يعتقد بإمامة أهل البيت (سلام الله عليهم)! حتى من خرج عن أهل البيت ومن ولاية أهل البيت وإمامة أهل البيت! حتى من ادعى الامامة! قبِلَ النبوة لنفسه! ثم حتى من ادعى الالوهية والحلولية لنفسه! فضلا عن عدالة وتقديس الوكلاء والمراجع قبل الوكلاء‘.

أتباع المرجع يَشْبَهون المرجع لأنّه يماشي أهواءَهم وآراءَهم
وأكّد سماحته أنّ المدّعين والضالين لهم نفس الغرض والهدف على مرِّ التاريخ: ’على الرغم من الاختلاف الاصلي بين المدّعين الضالين من الناحية الفكرية والاجتماعية والاعتقادية والمذهبية والمكانية والزمانية لكنّهم يشتركون في الهدف والغاية والغرض الشيطاني الذي يُراد تحقيقه. لماذا يشتركون في الغرض الشيطاني؟ لأن مرجعهم الشيطان فبالتأكيد كل شخص يأخذ من مرجعه‘!
وانتقد سماحته الإتِّباع الأعمى للمراجع اتكالا على العاطفة والميول بسبب إنّ المرجع المتَبَع يماشي أهوائهم وآرائهم لاغراض دنيوية زائلة: ’هذه القضية حتى في الجانب الاجتماعي … أتباع المرجع يَشْبَهون المرجع، هم أصلا لمْ يلتحقوا بالمرجع إلا لأنّه يماشي أهواءَهم. وذاك المرجع أيضا يحاول ويحاكي ويماشي آراء الأتباع حتى لا يخسر تابعا، حتى يبقى متبوعا، حتى يبقى العدد كما هو، حتى تبقى الاموال كما هي، لا يريد أن يخسر أي شخص‘.

تدليس ابن كاطع وزيف الفضائيات المأجورة

وشجب سماحته خلط الفضائيات المأجورة بين شخصيته وبين المدعو ابن كاطع في محاولة منها لتضييع الحقيقة وتدليسها، وقال: ’في كل زمان ومكان يخرج أئمة ضلالة ومطايا ابليس بدعاوى باطلة ضالة …. كما تذكرون ابن كاطع هو الذي ادّعى أنّه ابن الإمام..! تزوّج بنت الإمام..! أعطاه الإمام بنته..! تزوج أخت الإمام..! هو الذي يَقرّ ويدّعي إنّه يشرب الشاي مع الإمام! ويجلس مع الامام! يدّعي إنّه ابن الحسن‘.

وتابع (دام ظله) منتقدا الفضائيات ’فتأتي الفضائيات المغرضة العميلة ومن يعطي لها ووكالات الانباء وأجهزة المخابرات فتخلط بين ابن الحسن والحسني واحمد ومحمود والصرخي وغيرها‘. وأضاف: ’هذا تدليس عانينا منه، وان شاء الله على نهج المعصومين سلام الله عليهم كل صاحب دعوى حق يوجد له كذاب ومن يكذب عليه ويؤثر في صدقه‘.

ومن جهة اخرى أشار السيد المرجع (دام ظله) الى حقيقة ثابتة لكل جهة حق وهي الجهة العلمية التي لا يمكن ان يجاريها اي احد: ’هم يخافون من الجانب العلمي والجوانب الاخرى نحن لا نرتقي ان نحقق جزءاً من مليار مما يملكون. لا نستطيع ان نحقق اي شيء خلاف هذا الواقع، وليس عندنا الا الجانب العلمي‘. وألفت سماحته إلى التدرج الذي ينتهجه أهل الضلالة في داواهم وانحرافهم: ’أول ما يبدأ يقول أنا وكيل الصرخي وبعدها يكون نائب الإمام ووكيل إمام وسفير إمام‘.

ثورة خاضها أبناء الحسن واعتزلها الإمام الصادق (عليه السلام)
وكشف سماحته أن العباسيين اتفقوا مع أبناء الحسن المثنى في الثورة ضد الأمويين، لافتاً الى أن الاختلاف وقع بينهم حول السلطة، فيما أكد على أن الإمام الصادق (عليه السلام) قد عزل نفسه عن هذه الثورة.
وقال المحقق إن ’ثورة العباسيين ضد الأمويين كانت بالاتفاق مع أبناء عبد الله بن الحسن (المحض أو الكامل) وكان الاتفاق على أن يعطى أبناء الحسن سلطة أو منصبًا وحصل الاختلاف بينهم على هذا الاساس. هذه الثورة التي عزل الإمام الصادق (عليه السلام) نفسه عنها، وبنو الحسن دخلوا فيها وخاضوا فيها الى هذه الساعة‘.
وأضاف سماحته (دام ظله) ’غدر بهم المنصور واختص بها لنفسه ولبني العباس فاختفى إبراهيم وأخاه محمد لفترة خارج المدينة والمنصور كان يبحث عنهم ولم يقبض عليهم وسجن المنصور أباهم (عبد الله المحض) لكن دون جدوى. وبعد فترة حصلت لهم الفرصة فأعلنا الثورة ضد العباسيين، إبراهيم با خمرا في البصرة ومحمد (ذو النفس الزكية) في المدينة‘.
وأشار السيد الأستاذ الصرخي (دام ظله) إلى أن المنصور كلّف عيسى بن موسى في التصدي لهم حيث ذكر سماحته قصة إبراهيم ومحمد ذي النفس الزكية مشيراً الى أن عيسى بن موسى قتل إبراهيم وقطع رأسه بعد أن ثار إبراهيم على المنصور في البصرة وسيطر عليها ثم جهّز إبراهيم جيشاً لقتال المنصور فأنفذ المنصور عيسى بن موسى بعسكر عظيم والتقوا بـ(با خمرى) وهي منطقة تقع بين المسيب والهندية في بابل عام 145 هـ.
فقُتل إبراهيم وقُطع رأسه وأخذ الى المنصور ودفن جسده في باخمرا، منوهاً إلى أن كل المصائب في بابل والعراق والسبب هو أن العراق دائما يكون محتلا سواء من الشرق أو من الغرب.
وتابع سماحته “أما محمد بن عبد الله المحض الملقب بـ(ذي النفس الذكية) فقد قاد ثورة في المدينة ضد المنصور وسلطته الظالمة…. فاختار المنصور ولي عهده عيسى بن موسى قائدا لحملته الى المدينة وحاصر الجنود العباسيون المدينة…. ثم شددوا الحصار عليها وقام محمد بحفر خندق حول المدينة ثم بدأ الهجوم العباسي وحصل الاقتتال والالتحام بينهم وحمل ذو النفس الزكية سيفه ونزل ساحة القتال يدافع بشجاعة نادرة حتى لقي حتفه على يد (قحطبة بن حميد) الذي فصل رأسه بسيفه وقدم قحطبة رأس محمد الى عيسى بن موسى فارسل عيسى الرأس الى المنصور وأمر المنصور بأن يطاف بالرأس في شوارع الكوفة ولم يكتف الجيش العباسي بقتل النفس الزكية بل فتك بأبناء الحسن المثنى والمخلصين من أتباعهم فقتلوهم وصلبوهم وعلقوا جثثهم لثلاثة أيام. بعدها أمر عيسى بن موسى بالقاء الجثث في مقابر اليهود”.

هل الإمام المعصوم يخاف أو لا؟!
وطرح سماحته تساؤلا مهما حول خوف المعصوم من عدمه. ثمّ أكد سماحته إن الإمام يعيش بين الخوف والرجاء، لافتاً الى أن خوف الإمام الصادق كان من المنحرف أبي الخطاب.
وقال السيد الأستاذ الصرخي في التعليق 134وتحت عنوان (خوف ورعب شامل دائم): ’يا ترى هل سأل أحدكم نفسه: هل إن المعصوم (سلام الله عليه) يخاف أو لا؟ وإذا كان يخاف فما هو نوع الخوف الذي مرّ أو يمرّ على المعصوم (عليه السلام)؟ وهل هو خوف على دنيا ومكاسب دنيا ومنافع أم هو خوف على مظهر وواجهة وسمعة وترف وراحة؟ أو خوف من سجن وعذاب وموت؟.. وكل أنواع الخوف المذكورة ونحوها غير متصوَّره بخصوص المعصوم (عليه السلام)؟ إذن بقي الخوف من الله، الخوف من الحساب، الخوف من الخاتمة والعاقبة، الخوف من العقاب والعذاب، الخوف من أن تُغلّ الأيدي الى الأعناق، الخوف من جهنم والنيران، الخوف من سرابيل القَطِران! نعم هذا هو الخوف المتصوَّر وقوعه وحصوله في الأنبياء والأئمة المعصومين (عليهم السلام). اذن يوجد خوف يمكن أن يمرّ على الإمام (سلام الله عليه) وبالتأكيد فإن الإمام يخاف من الله ومن النار ومن العقاب، فالإمام يعيش بين الخوف والرجاء…‘
وتساءل السيد المحقق (دام ظله): ’ما هو منشأ الخوف الذي يجعله مرعبا وشاملا ودائما في القيام والقعود في الليل والنهار في الشتاء والصيف؟ خوف مرعب لازم الإمام وقوّض مضاجِعَه وسلب نومه واستقراره؟‘ وقال سماحته (دام ظله) أن منشأ خوف ورعب الإمام (عليه السلام) هو من أبي الخطاب والخطابية ومعتقدهم وأفعالهم.
وذكر السيد الأستاذ الحسني بعض الروايات التي تثبت أن الإمام عاش خوفا مرعبا وشاملا ودائما، منها: الرواية الثامنة في معجم رجال الحديث ط1- 1: ’سمعت أبا عبد الله يقول: اللهم العن أبا الخطاب فإنه خوّفني قائما وقاعداً وعلى فراشي، اللهم أذقه حر الحديد‘.
ورواية ط1-2 قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) يوما لأصحابه: ’لعن الله المغيرة بن شعبة….. وها أنا ذا بين أظهركم لحم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجلد رسول الله أبيت على فراشي خائفا وجلا مرعوبا. يأمنون وأفزع، ينامون على فراشهم وأنا خائف ساهر وجل، أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرء إلى الله مما قال الاجدع البرّاد عن بني أسد أبو الخطاب لعنه الله‘.