المحاضرة الأولى: حول شخصية المختار الثقفي

المحاضرة الأولى ضمن سلسلة محاضرات ’تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي‘، لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني (28 ربيع أول 1435 – 30 كانون الثاني 2014).

مواضيع المحاضرة:

1 – آراء العلماء في المختار:

– رأي صاحب البحار في المختار
– رأي ابن نما الحلي في المختار
– رأي السيد الخوئي (قدس) في المختار
– رأي السيد الصدر الشهيد الثاني (قدس) في المختار

2 – أحداث أموية:

– الأمويون: إباحة المدينة
– الأمويون: أحداث سنة 64 هـ و قتل القرشيين
– الأمويون: مع زيد بن وهب و عمر بن عثمان

3 – مدسوسات الأمويين و تأسيس الفُحش

4 – مواقف للمختار:

– المختار يطلب قتلة الحسين (عليه السلام)
– قتل الأسرى الوادعيين

5 – القنوات الفضائية مرجعية رئيسة

محاضرة عقائدية تأريخية يلقيها سماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله) حول شخصية المختار الثقفي

إعلام البراني/ كربلاء المقدسة

عُرف التأريخ الإسلامي بالكثير من الوقائع التاريخية المليئة بالأحداث التي سببت اختلافا كبيراً في فهم العقيدة الإسلامية، حيث التزييف والتحريف في نقل تلك الوقائع والأحداث، فجُعِل التاريخ بين سندان المؤرخين ومطرقة الحكام على مَرّ العصور والأزمان.
ويبقى الدور الأساس على الباحثين والمحققين والعلماء الأصلاء لكشف الغبار عن تلك الملابسات التاريخية وتوضيح وإبراز الحقائق التي تم طمسها وبمختلف الوسائل.
لذا باشر سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله المبارك) عصر يوم الخميس الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ بالقاء محاضرة دينية عقائدية تاريخية ضمن سلسلة محاضرات ’تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي‘.

وقد تناول سماحته خلال بحث اليوم شخصية المختار الثقفي ومن عدة جوانب ومحاور مهمة منها:

أولاً: عرض آراء المحققين والباحثين من علماء مذهب التشيع كأبن نما الحلي والعلامة المجلسي والسيد الخوئي والشهيد الصدر الثاني (قدست أسرارهم) وغيرهم، وتناول أبرز آراءهم المادحة لشخصية المختار وما أثير حول شخصيته وعقيدته وحركته كالسؤال عن اعتقاده بإمامة محمد بن الحنفية وعن أخذه الإذن بالقتال من الإمام زين العابدين (عليه السلام) من عدمه.

ثانيًا: إنّ ما يطرح في هذه المحاضرة لا يمثل رأي سماحته (دام ظله) النهائي حول شخصية المختار، إذ أنّه قال: ’لا نستعجل الحكم الآن‘.

ثالثًا: إنّ أغلب الوقائع التاريخية والمواقف ما بعد الإمام الحسن والحسين (عليهما السلام) تتعلق بالمختار الثقفي كونه أقرب لهما زمانًا.

رابعًا: أكّد سماحته (دام ظله) خلال البحث عن مرجعية أخرى ورئيسة وتقود الناس وتؤثر في أفكارهم وسلوكهم ألا وهي وسائل الاعلام والفضائيات، بما تعرضه من مسلسلات تأريخية وغيرها، فقضية المختار الثقفي إنما أثيرت بعد المسسلسل الذي عرض في السنوات الأخيرة. كما أشار سماحته الى السلبيات الناتجة من مسلسل النبي يوسف الصديق (عليه السلام) فيما يخص قضية زُليخة، لنرى المذيعات التي ترتبط بتلك الفضائيات تتخلى عن الحِجاب والعفّة والالتزام لأنّ زُليخة أفسدت وعشقت، حتى صرنا نسمع بخيانات زوجية إثر ذلك! إضافة إلى تأثير المسلسلات التركية وغيرها…..
وربط سماحته (دام ظله) البحث بالواقع الموضوعي في أكثر من مناسبة ومحور أثناء تحليله للأحداث التاريخية ومقارنتها بالواقع كتصدي بعض ’روزخونية‘ المنابر وذكرهم لقضية الامام الحسين (عليه السلام) فقط في الجانب الدموي لتعميق الشحن الطائفي.

خامسًا: إنّ الظلم الأموي الناتج من قيادات وزعماء بني أمية كما شمل أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم شمل الأخوة من أهل السنّة في المدينة المنوّرة حيث استُبيحت المدينة وانتُهكت الحُرُمات واعتُدي على صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) من قبل مسلم ابن عقبة، حتى أنّ هذا القائد العسكري ابن عقبة وبحضور مروان الرجل الثاني في الدولة الأموية قد دعا الناس الى البيعة وجيء برجلين من قريش فدعاهما الى البيعة فبايعوا على كتاب الله وسنته فأمر بقطع عنقيهما. وعندما أُتي بزيد ابن وهب بن زمعى وقد رأى ما فُعل بالرجلين- فبايع على سنة عمر، ولما رأى عدم رضا ابن عقبة تخلى عن تلك البيعة وترك البيعة لابن عقبة كا يشاء، لكن ابن عقبة أمر بقتله أيضا! فاعترض مروان أيضا وتساءل اذن كيف تريد البيعة؟ فقال: أن يكونوا عبيدا ليزيد!

ومن هنا نفهم قول الامام الحسين (عليه السلام) لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد.

وقال أيضا لمروان: لو أنت قلت بمقالتهما أي بالبيعة على كتاب الله وسنة نبيه ما رأيت السماء إلا برقة أي لقطع رأسك فورا! فهل بنو أمية من الإسلام في شيء وهل هم من المسلمين؟ وأين هم من الخليفة الاول، من الثاني، من الثالث؟! وذكر سماحته ما تعرّض له عمر بن عثمان -كونه لم يكن ممن خرج مع بني أمية بعد أن تم تهجيرهم- إذ أُتي به لمسلم فقال مسلم بن عقبة: يا أهل الشام أتعرفون هذا؟ قالوا: لا. قال: هذا الخبيث ابن الطيب، هذا عمر بن عثمان ابن عفان .. فقال له بنحو الاستهزاء هي يا عمر إذا ظهر أهل المدينة قلت أنا منكم وإذا ظهر أهل الشام قلت ابن أمير المؤمنين عثمان! فأمر بنتف لحيته استخفافاً به، وأخذ يطعن بزوجة أمير المؤمنين عثمان.

سادسًا: توجد روايات كثيرة موضوعة ومنقولة في كتب أهل السنة وضعها الأمويون ومنها الطعن بأمهات المؤمنين وصحابة النبي (صلى الله عليه وآله) والقدح فيهم وضعها بنو أمية ليبرروا ما يعاب به من فسق نسائهم، فتعرضوا ووضعوا مرويات تطعن بأمهات المؤمنين لهذا الغرض فكان النقل والوضع أمويًا في مرويات أهل السنة.

وانتقد سماحته بشدة بعض السذج والضالين وبعض المدسوسين الذين يتحدثون بسوء عن صحابة رسول الله (رضوان الله عليهم)، ويتحدثون عن أمهات المؤمنين (رضوان الله عليهن) بالسوء، وقال أنّهم يسيرون على النهج الأموي وليس على نهج أهل البيت (عليهم السلام).

وقال السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله) أنّ المنهج الأموي لا يمثّل منهج وخط أهل السنة فهم أيضا تعرّضوا للظلم والحَيْف من بني أمية كما تعرض للظلم الشيعة.