المرجع الصرخي : يوم الفتح والعذاب الادنى وغرابة عدم الاستدلال برأي ائمة اهل البيت “عليهم السلام “

وجه المرجع الديني السيد الصرخي الحسني عدة تساؤلات موضوعية وعقلائية تتعلق بطبيعة أي بحث وتحقيق واستدلال وتفسير و
مستغربا من عدم استدلال ائمة وعلماء ومحققي او مفسري (كمسلم والبخاري او ابن كثير وغيرهم … ) بأئمة اهل البيت “عليهم السلام ” او مفسري الشيعة خصوصا ان ما يذكر من اراء وتفسيرات واجتهادات شخصية تعطي احتمالات عديده فلما لايضاف رأي احد الائمة “عليهم السلام ” كأحتمال ضمن المحتملات المطروحة على سبيل المثال تجد الاراء متعدده في تفسير العذاب الادنى الوارد في قوله تعالى (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ … ) 21 السجده
فمنهم من يصفه بعذاب القبر ومنهم من يصفه او يفسره بعذاب الدنيا او مصائب الدنيا ومنهم من يصفه بالدخان اذن لما لايضاف رأي للأمام الصادق “عليه السلام” او أي امام اخر فيكون محتمل العذاب الادنى الرجعة او المهدي ؟!
جاء ذلك في من المحاضرة السادسة من بحث ” الدولة.. المارقة…في عصر الظهور …منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي بتاريخ 4 صفر 1438 هـ 5-11-2016 مـ .
حيث ذكر المرجع مستدلا بشواهد قرآنية وتحت عنوان :
يوم الفتح والعذاب الأدنى
• قال السميع العليم: ” ) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22)… ) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) (
• وعلق المرجع ملفتا : لاحظ: ما هي نتيجة الصبر؟ يُقتل يُذبح يُسبى العيال تُقطع الرؤوس يُحرق بالنار يُسحل يُمثل به يُستهزأ يُستخف به وبأهله وبعياله وبناسه وبأصحابه وبعشيرته وبقومه، إذًا يصبر ما هي النتيجة؟ الفتح الفتح، قال: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)… أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26)… وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)”. سورة السجدة
• وقال الله العظيم: ” وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) … فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) “. (
• وتوجه المرجع الى الله تعالى مبتهلا بتحقيق البشرى والوعد الالهي بالنصر والفتح :
• متى يا إلهي وسيدي ومولاي ؟ يا سيدي ويا إلهي متى يحصل هذا؟ متى يحصل النصر؟ متى يحصل الفتح؟ متى تتحقق البشرى؟ إنّها بشرى إلهية، إنّه وعد إلهي، مرّت أجيال من المظلومين، نحن الآن في عصر المظلومين في عصر المستضعفين، في عصر المهضومين، في عصر المسحوقين المهجرين، من المسلمين من السنة من الشيعة، من المسلمين من غير المسلمين، من المستضعفين في كل العالم، متى الفتح؟ متى البشارة يا الله ؟ متى نصبح ظاهرين عليهم؟ ننتظر نريد الوعد، نريد البشارة، متى تتحقق؟ ماتت أجيال وانسحقت أجيال، لا يتحقق هذا الوعد الصادق إلّا باليوم الموعود، إلّا بالمهدي الموعود، إلّا بدولة الموعود)
• وأكمل المرجع تعليقاته في عدة خطوات نذكر منها :
أولًا: تفسير ابن كثير: “وقوله: { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} قال ابن عباس: يعني بالعذاب الأدنى مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها، وما يحل بأهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا إليه. )
وتسائل المرجع حول عدم الاستدلال بأئمة اهل البيت في التفسير “عليهم السلام” : هذا معنى أول إذًا هو أيضًا يذكر معاني عديدة للعذاب الأدنى، ونحن نقول: عندما تذكر عدّة معاني وعدّة محتملات وعدّة أقوال، لماذا لا تأتي بقول عن الإمام الكاظم أو عن الإمام الصادق أو عن الإمام الباقر أو عن السجاد أو عن غيرهم من أئمة الشيعة عليهم الصلاة والسلام؟!! أو من علماء الشيعة أو من مفسري الشيعة؟!! )
ثانيًا: مسلم/ صفة القيامة والجنة والنار، قال: عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ فِى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ) قَالَ مَصَائِبُ الدُّنْيَا وَالرُّومُ وَالْبَطْشَةُ أَوِ الدُّخَانُ . )
وأستفهم المرجع مستغربا ومستهجنا: إذًا ما هو البأس عندما تذكر احتمالات كثيرة بعض هذه المحتملات تَحققَ وبعضها لم يتحقق أو ينتظر التحقق، فما هو البأس كمتحمل كمعتقد خاصّة إذا له ما يؤيده وما يدل عليه وما يشير إليه وما قد ذكر له أساس فيضاف إلى هذا؟ أين البأس عندما يُضاف كمتحمل آخر “المهدي، اليوم الموعود، الرجعة، أين الإشكال؟! حاله حال باقي المحتملات، إذًا مسلم أيضًا يذكر العذاب الأدنى ويُعطي عدّة محتملات بل يُعطي عدّة تطبيقات للعذاب الأدنى، ليكن المهدي من العذاب الأدنى، ليكن ظهور المهدي من العذاب الأدنى، ليكن اليوم الموعود من العذاب الأدنى، ليكن الرجعة وما يحصل في الرجعة من العذاب الأدنى )
هذا وقد رد المرجع الصرخي شبهة قد ترد في اذهان البعض مفادها شرط الوثاقة و القول بصحة سند فالمحتملات والاراء والتفسيرات بعمومها نابعة من اجتهادات شخصية قائلا :
لماذا يذكر أحد أقوال أئمة أهل البيت عليهم السلام؟ الآن هل هذه الأقوال تابعة لشرط صحة الرواية وصحة السند حتى نقول: القوم من بداية الأمر خرجوا الشيعة وأئمة الشيعة من الوثاقة ومن الثقات، لا يوجد حتى أقوال من التوراة من الإنجيل من الإسرائيليات يأتون بها في كتب التاريخ وفي كتب السير وفي كتب التفاسير، وأيضًا آراء شخصية واجتهادات شخصية تذكر، لماذا لا يذكر اجتهاد الصادق عليه السلام؟ اجتهاد الباقر عليه السلام اجتهاد الكاظم اجتهاد الرضا اجتهاد الجواد اجتهاد الهادي اجتهاد العسكري اجتهاد السجاد عليه السلام؟ لماذ لا يذكر اجتهاد هؤلاء الأئمة؟ )
وواصل المرجع ذكره للخطوات في تفسير يوم الفتح والعذاب الادنى :
ثالثًا: المفضل عن الإمام الصادق عليه السلام: .قالَ الْمُفَضَّلُ: يَا مَوْلَايَ مَا الْعَذَابُ الْأَدْنَى وَ مَا الْعَذَابُ الْأَكْبَرُ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) الْعَذَابُ الْأَدْنَى عَذَابُ الرَّجْعَةِ وَ الْعَذَابُ الْأَكْبَرُ عَذَابُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الَّذِي يُبَدَّلُ فِيهِ‏ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ وَ بَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ‏ )
وأعطى المرجع ايضا لمفهوم الرجعة بمعنى العذاب الادنى لرفع شبهة المغالطين :
إذًا هذه الرجعة تكون عذاب على من؟ عندما يقول الرجعة عذاب أدنى والعذاب الأكبر عذاب يوم القيامة، فهل يوجد عاقل الآن هل يوجد مغالط، هل يوجد سفيه يقول إذا كانت الرجعة فيها عذاب إذًا كيف تقولون نحن نرجع والأئمة يرجعون؟ لاحظ هذه هي خفة العقل وسفاهة العقل والتفكير، هذه هي المغالطات، هذا هو بغض علي، هذا هو الحقد على النبي وأل بيت النبي، يجعل الإنسان يكون بهذا المستوى من الجهل والغباء والسفاهة والتفاهة. التفت جيدًا: فهنا بلحاظ الكافرين بلحاظ الظالمين بلحاظ العذاب فإذًا هو بلحاظ الكافرين بلحاظ مستحقي العذاب فتكون الرجعة عذابًا عليهم.
واكمل المرجع ايضاحه لتطبيقات الرجعة :
وأيضًا يكون ما في الرجعة وما سيحصل عليهم وما سيقع عليهم بعد الرجعة فيه العذاب الشديد عليهم وهو العذاب الأدنى، فتسمّى الرجعة على الكافرين بالعذاب الأدنى بما سيقع عليهم عند الرجعة وفي وقت الرجعة، إذًا قال عليه السلام العذاب الأدنى الرجعة والعذاب الأكبر يوم القيامة الذي يبدل فيه الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار.
. إذًا ميز بين العذاب الأدنى والعذاب الأكبر، العذاب الأدنى قال عذاب الرجعة، أي في نفس الأرض مع وجود نفس السماء، أمّا العذاب الأكبر عذاب يوم القيامة متى سيكون؟ يكون يوم تبدل فيه الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار، هذه صفة، هذه خاصية، هذه ميزة، هذه حالة لما سيقع فيه العذاب الأكبر تختلف عن الحالة التي يقع فيها العذاب الأدنى )
وفي بحار الانوار، و في قوله تعالى‏ “مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى‏ دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ” العذاب الأكبر عذاب جهنم وأما العذاب الأدنى ففي الدنيا و قيل هو عذاب القبر. وَرُوِيَ أَيْضاً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليهما السلام‏ أَنَّ الْعَذَابَ الْأَدْنَى الدَّابَّةُ وَ الدَّجَّالُ.