المرجع الصرخي يثبت من رواية الحاكم في المستدرك ان (علي قسيم الجنة والنار) .. تحقيق اسلامي في غاية الدقة

اكد المرجع الديني السيد الصرخي (دام ظله)في محاضرته الثامنة من بحث (السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد) بتاريخ 8 ذي القعدة 1437
ان الامام علي (عليه السلام) هو قسيم الجنة والنار حسبما ورد في رواية الحاكم في المستدرك والتي نصها [عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: كنت مع علي رضي الله عنه يوم الجمل، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس فكشف الله عنى ذلك عند صلاة الظهر فقاتلت مع أمير المؤمنين، فلما فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيت أم سلمة فقلت أني والله ما جئت اسأل طعاماً ولا شراباً ولكني مولى لأبي ذر فقالت: مرحباً فقصصت عليها قصتي فقالت أين كنت حين طارت القلوب مطائرها قلت إلى حيث كشف الله ذلك عنى عند زوال الشمس قال أحسنت سمعت رسول الله يقول علي مع القران مع والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا على الحوض]

وقال المرجع الصرخي مناقشا قول ام سلمة (رض) ” عندما كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته وعلي معه ، فعلي مع القرآن ام ليس مع القرآن ؟ ملازمة مستمرة من وجود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، نحن علمنا بها لا نعلم هل سبقت هذا الزمان فعليا وكم هي الفترة التي سبقت فيها هذا الزمان (زمان تصريح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا القول) هل هذا المعنى سابق هذا القول وكاشف عن معنى سابق او هذا المعنى كُشف مع قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ هذه الحقيقة تحققت بقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) !!

واضاف سماحته ” اذن لاحظ منذ صدر هذا الكلام من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فعلي مع القرآن والقرآن مع علي، ملازمة مستمرة دائمية
ووجه كلامه الى خلفاء دولة بني امية الذين اتهموا الامام علي (عليه السلام) بحادثة الافك ” اين انت يا وليد، اين انت يا هشام ، اين انتم يا حكام الدولة الاموية من علي وملازمة القرآن لعلي وملازمة علي للقرآن ”
وواص القول ” لن يفترقا في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد النبي لا يفترقان ابدا .. ولا بعد وفاة علي (عليه السلام) ولا في هذا الزمان ولا في الزمان اللاحق ولا في زمان الظهور ولا بعد الموت والنفخ في الصور، بل لن يفترقا حتى عليّ الحوض اي يأتي علي وقرينه القرآن، يأتي القرآن وقرينه علي

وناقش المرجع الصرخي رواية الحاكم بصوة ملفتة للنظر وبتحقيق رائع حيث قال :-
إن كان القرآن هو الحاكم وهو القسيم والمقسّم، بين من اتبع القرآن وبين من خذل القرآن وانحرف عن القرآن وحارب القرآن، والذي سيكون القرآن شاهدًا عليه ومحتجّـًا عليه، إذًا متى سيكون هذا الاحتجاج من القرآن على هؤلاء الناس، ممّن كان مع أو ضد القرآن؟ ممّن يترحّم عليه ويرحمه ويتشفّع له القرآن، ممّن يلعنه القرآن؟ متى؟
عندما يأتي هؤلاء إلى الحوض، فالقرآن يكون شاهدًا عليهم، إذًا لا يأتي شخص إلى الحوض إلّا بأنْ يوجد القرآن حتّى يحتجّ عليه، أمّا يُذاد عن الحوض أو يشرب من الحوض. ولا يكون القرآن موجودًا إلّا بوجود علي معه (سلام الله على علي)، إذًا الذي يُحشر ويصل إلى الحوض بعد النبي ومع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) علي (سلام عليه) ؛ لأنّ القرآن يكون هناك، فالقرآن يكون مع علي وعلي يكون مع القرآن

واضاف سماحته ” من يكون الأوّل على الحوض؟ القرآن قسيم، علي قسيم الجنة والنار، هذه الأمور وهذا الكلام أنت من حقّك أن تأخذ به أو ترفض هذا الكلام، تقتنع بهذا الكلام أو لا تقتنع بهذا الكلام، القضيّة عبارة عن قضيّة فكريّة، قضيّة عقديّة، عُقد الفكر والقلب عليها بينك وبين الله سبحانه وتعالى، فعلى كلّ إنسان يأخذ جزاءه، التفت جيدًا: لا أجبرك على هذا ولا أجبر الغير على هذا، أنا أقول ما عندي، هذا هو دليلي ”
وشدد سماحته على صحة هذه الرواية” هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَأَبُو سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ هُوَ عُقَيْصَاءُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ “. هذا في المستدرك للحاكم ج3. ومثل هذا الحديث أيضـًا ذُكر باختصار في فيض القدير للمناوي ج4، وأيضـًا في كنز العمال للمتقي الهندي، ومن شاء فليراجع