المرجع الصرخي يتوجه بدعاء الجوشن الصغير للخلاص من الظالمين 


توجه المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني مساء يوم الخميس الموافق 18 صفر 1436 هـ / 11 / 12 / 2014 الى الله تعالى مبتهلا بدعاء الجوشن الصغير وهو من الادعية المأثورة وفيه من المعاني والمفاهيم الانسانية والاخلاقية والروحية التي تجعل الانسان يستشعر معاناة المظلومين والمضطهدين والمشردين والمغيبين والمرضى والفقراء والمساكين معتقلين ونازحين واسير ممن أحاط به الاعداء واستضعفوه وهو لايملك اي وسيلة للدفاع عن نفسه , كذلك يستحضر الانسان المؤمن فيها نعمة الله عليه كونه لم يبتلى بتلك الابتلاءات , وبنفس الوقت يدعو الله بنية صادقة بان يفرج عنهم …

كما يبدأ الدعاء بتذكير الانسان بالحفظ والرعاية الالهية من الاعداء ممن مكرو ويمكرون له وارادو به مكروها وشرا وضرا وتسقيطا وتشويها كما تبينه هذه الجملة من الدعاء “ اِلـهي كُمْ مِنْ عَدُو انْتَضى عَلَيَّ سَيفَ عَداوَتِهِ وَشَحَذَ لي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ، وَاَرْهَفَ لي شَبا حَدِّهِ، وَدافَ لى قَواتِلَ سمُوُمِهِ، وَسَدَّدَ اِلَيَّ (نَحْوي) صَوائِبَ سِهامِهِ وَلَمْ تَنَمْ عَنّي عَيْنُ حِراسَتِهِ، ” لكنهم خسئو وخابو والمكر السيئ لايحيق الابإهله وصارت مكائدهم وبالا عليهم وان الله ناصر عبده المظلوم المستضعف وشاغل اعداءه بمن هو يذيقهم حر الحديد والنار والعذاب “ فَاَيَّدْتَنى بِقُوَّتِكَ وَشَدَدْتَ اَزْري بِنُصْرَتِكَ وفَلَلْتَ لي حَدَّهُ (شَبا حَدِّهِ) وَخَذَلْتَهُ بَعْدَ جَمْعِ عَديدِهِ وَحَشْدِهِ واَعْلَيْتَ كَعْبى عَلَيْهِ وَوَجَّهْتَ ما سَدَّدَ اِلَيَّ مِنْ مَكائِدِهِ اِلَيْهِ، وَرَدَدْتَهُ عَلَيْهِ.. ”
وبعد كل فقرات الدعاء وذكر النعم الالهية المتتالية على الانسان يتم ترديد هذه الفقرة منه
فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِر لا يُغْلَبُ وَذي اَناة لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْني لِنَعْمائِكَ مِنَ الشّاكِرينَ وَلالائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ 
وعن اساليب التسقيط والتشويه من قبل الحساد والاعداء تعطينا هذه المفاهيم صوره واضحة عمن يشعر بالنقص والعيوب فيرمي بها غيره كما في هذا الجزء من الدعاء :
 اِلـهى وَكَمْ مِنْ حاسِد شَرِقَ بِحَسْرَتِهِ (بِحَسَدِهِ) وَعَدُوٍّ شَجِىَ بِغَيْظِهِ وَسَلَقَنى بِحَدِّ لِسانِهِ، وَوَخَزَنى بِمُوقِ عَيْنِهِ وَجَعَلَنى (وَجَعَلَ) غَرَضاً لِمراميهِ، وَقَلَّدَنى خِلالاً لَمْ تَزَلْ فِيهِ، نادَيْتُكَ (فَنادَيْتُ) يا رَبِّ مُسْتَجيراً بِكَ واثِقاً بِسُرْعَةِ اِجابَتِكَ مُتَوَكِّلاً عَلى ما لَمْ اَزَلْ اَتَعرَّفُهُ مِنْ حُسْنِ دِفاعِكَ ”
وحول استحضار معاناة المشردين والمغيبين والمستضعفين تجد هذه الجمل واضحة الدلالة في التعبير عن معناتهم والاستشعار بوضعهم الانساني 
“اِلـهي وَكَمْ مِنْ عَبْد أَمْسى وَأصْبَحَ خائِفاً مَرْعُوباً مُشْفِقاً وَجِلاً هارِباً طَريداً مُنْجَحِراً في مَضيق وَمَخْبَأة مِنَ الْمخابِي قَدْ ضاقَتْ عَلَيْهِ الاْرْضُ بِرَحْبِها لا يَجِدُ حيلَةً وَلا مَنْجىً وَلا مَأوىً وَاَنَا في اَمْن وَطُمَأنينة وَعافِيَة مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدر لا يُغْلَبُ وَذى اَناة لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاْجعَلْنى لِنَعْمائِكَ مِنَ الشّاكِرينَ وَلالائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ” .
وللشعور بحال المعتقل او الاسير او المحاصر ومن يحيط به العدو فيكون لاحيل له ولا حول ولا قوة الا بالله ولايدري ماذا سيفعل به واي تمثيل سيمثلون بجثته وهو ما نعيشه واقعا من انتهاكات انسانية كارثية كما هذا الجزء من الدعاء 
” اِلـهي وَسَيِّدي وَكَمْ مِنْ عَبْد اَمْسى وَاَصْبَحَ مَغْلُولاً مُكَبَّلاً فِي الْحَديدِ بِاَيْدي الْعَداةِ لا يَرْحَمُونَهُ، فَقيداً مِنْ اَهْلِهِ وَوَلَدِهِ مُنْقَطِعاً عَنْ اِخْوانِهِ وَبَلَدهِ، يَتَوَقَّعُ كُلَّ ساعَة بِاَيِّ قِتْلَة يُقْتَلُ وَبِاَيِّ مُثْلَة يُمَثَّلُ بِهِ وَاَنَا في عافِيَة مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدر لا يُغْلَبُ وَذى اَناة لا يَعْجَلُ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْني لِنَعْمائِكَ مِنَ الشّاكِرينَ وَلالائِكَ مِنَ الذّاكِرينَ
والملفت للنظر ان المرجع الصرخي أغلب الموارد التي مر عليها تنطبق عليه وعلى انصاره وعموم المظلومين العراقيين كونه وانصاره ممن تعرضوا للاضطهاد والقتل والتمثيل بالجثث والاعتقال والتشريد والتسقيط كذلك تنطبق موارد الدعاء على النازحين ومأساتهم ومعاناتهم الانسانية والتي جاءت نتيجة للصراع والاقتتال الطائفي الذي يمر به العراق
ومما ينبغي الاشارة اليه ايضا ان المرجع قد كرر وركز في الدعاء على جملة “اللهم إني أدرأ بك في نحور من ظلمنا” اكثر من خمس مرات وهي اشارة واضحة لتوكله وتمسكه بالله تعالى في الخلاص من الظالمين وان يدفع الله شرهم وخطرهم ويهلكهم ويسلط عليهم من لايرحمهم .