المرجع الصرخي : يا أتباع دولة بني أمية : آية “بقية الله” خارج سياق الآيات التي وردت معها !!

أثبت المرجع الصرخي الحسني بأن خطاب نبي الله شعيب ( عليه السلام ) في الآية ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ , وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ, بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
موجه أولًا وبالذات للمؤمنين ومحتمل الإيمان في مورد الخطاب بالمشافهة وثم يكون شاملًا لغيرهم أيضًا وممن سيؤمن لاحقًا , أيضًا ممكن أن يكون شاملًا للآخرين جميعًا لإتمام الحجة على الجميع .وقد اعطى المرجع الصرخي عدة خطوات لاثبات ما توصل اليه من حقيقة قرآنية :أقول: من الواضح إنّ الخطاب للقوم للمجتمع لمن كان في مورد الخطاب ولدوام واستمرار الأحكام الشرعية والإرشادات والتوجيهات والخطابات الشرعية إلى يوم الدين أيضًا تشمل باقي المجتمع، إذًا هذا الخطاب للقوم خطاب للمجتمع والالتزام الأخلاقي يترتب أثره الحسن على المجتمع حتى لو كان المجتمع كافرًا وغير مؤمن. التفت جيدًا: خطاب للقوم، خطاب للمجتمع، هذا سؤال: الالتزام الأخلاقي، الالتزام بالأدب، الالتزام بالأخلاق، الالتزام بالنظام يأتي بأثره الحسن على المجتمع أم لا يأتي بأثر حسن على المجتمع؟ والجواب أنه يأتي بالآثار الحسنة على المجتمع.وأضاف المرجع الصرخي قائلا ً:( من الواضح إن الخطاب للقوم للمجتمع والالتزام الأخلاقي يترتب أثره الحسن على المجتمع حتى لو كان المجتمع كافرًا وغير مؤمن فيكون التزامهم الأخلاقي بالوفاء بالكيل والميزان فيه الخير لهم وإن كانوا فاقدي الإيمان، فمعرفة صحة ما يقول لا يتوقف على الإيمان بالله ، بل ممكن أن يحصل التصديق من خلال الآثار المترتبة على الفعل. أريد أن أنبه الذهن، أريد أن أؤسس في الذهن أن التقييد بالمؤمنين فيه خصوصية معينة، هذه الخصوصية لا تترتب إذا كان الخطاب مع الكافرين، مع القوم، مع المجتمع، مع القوم والمجتمع الكافر المعاند، فكيف يشترط أو يشرط بالإيمان أو بوجود الإيمان؟ ترتب الأثر، كشف مصداقية ما قال يعرف من الأثر، هذه قضية ثابتة مجتمعًا، ثابتًا اجتماعيًا، معروفة اجتماعيًا، كل المجتمعات تبحث عن نظام، تبحث عن تقييدات أدبية، تقييدات أخلاقية، تبحث عن التزامات، تبحث عن واجبات، تبحث عن حقوق، تبحث عن قانون. )ويكمل ابن الجوزي: (وما أنا عليكم بحفيظ) ثلاثة أقوال أحدها ما أمرت بقتالكم وإكراهكم على الإيمان.وعلق السيد الصرخي قائلا : ( كيف يقول شعيب عليه السلام لقومه الكفار بأنّه غير مأمور بقتالهم ولا بإكراههم على الإيمان وفي نفس الوقت يحتمل فيهم الإيمان ويأتي به كشرط لتصديق ما يقول وما يترتب من الخير على الالتزام بما يقول؟!! (يعني يحاجج يقول: إن كان عندكم إيمان، إن كنتم مؤمنين، فهذا سيترتب عليه الأثر، هذا سيكون فيه الخير لكم، وفي نفس الوقت يقول: أنا أمرت بقتالكم وإكراهكم على الإيمان، إذًا هو يعلم أنهم غير مؤمنين، لكنه غير مأمور بقتالهم وإكراههم على الإيمان، إذًا كيف يشترط عليهم الإيمان ويحتمل فيهم الإيمان ويوقف ترتب الأثر والخير على وجود الإيمان؟!!)

ومن هنا يأتي القول: بأن الخطاب في الآية موجه أولًا وبالذات للمؤمنين ومحتمل الإيمان في مورد الخطاب بالمشافهة وثم يكون شاملًا لغيرهم أيضًا وممن سيؤمن لاحقًا، (أيضًا ممكن أن يكون شاملًا للآخرين جميعًا لإتمام الحجة على الجميع، إذًا نقول: من توجه إليه الخطاب، من حكى معه شعيب كان عندهم إيمان، كان يحتمل عندهم الإيمان، كان يظهر عندهم الإيمان فلذلك قال لهم بشيء ووعدهم بشيء ووعدهم بخير وقال: إن كنتم مؤمنين، إن كان عندكم الإيمان، إن كنتم مؤمنين فسيكون لكم الخير وستكونون في خير وعلى خير وإلى خير. (بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين)، إذًا هنا نقول ونرجع إلى ما ذكرناه قبل قليل: قال: (بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) بعد أن قلنا: تود أناس هنا يتصفون بالإيمان يظهر عندهم الإيمان فالنبي عليه الصلاة والسلام قال لهم: إنه بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين، إن صدق الإيمان عندكم، إن صدقتم في إيمانكم. إذًا يتحدث مع مؤمنين، يتحدث مع من يظهر الإيمان، ووعده بشيء، بخير، وعدهم بما أبقى الله لهم من حلال، وعده برزق، وعده بطاعة الله، وعده بحظ، وعده برحمة، وعده بوصية، وعده بثواب، وعده بمراقبة الله، وعده بالمهدي بقية الله. ما هو الفرق بين هذا المحتمل وهذا المحتمل؟ هذه الخطوة الأولى. )

الخطوة الثانية: أقول: مما سبق نحتمل بل ويرجح جدًا أن الخطاب في هذه الآية خارج سياق باقي الآيات وذلك لاشتراط الإيمان في الآية، (باقي الآيات خطاب للقوم الكافرين، للمستكبرين، للظالمين، للفاسدين، للمفسدين، هنا وبعد المقدمة والتوطئة التي ذكرناها قبل قليل) فيكون الخطاب فيها موجه لقوم مؤمنين ممن صدق إيمانه وثبت على ذلك وممن آمن لكنه لم يثبت على الإيمان، وممن كان مدعيًا للإيمان ولكن لم يدخل الإيمان في قلبه، وهذا غير متوفر في قوم شعيب الكافرين.

الخطوة الثالثة: ( اتضح لنا أن قوم شعيب لم يكونوا مؤمنين من الأساس ولم يكونوا مدعي إيمان، بل كانوا معاندين (عندما أقول: الكلام عن قوم شعيب، أيضًا القرآن تحدث عن قوم شعيب، بالتأكيد يوجد وهذه تسمى بالتقييدات اللبية، التقييدات العقلية، بالتأكيد يوجد من آمن بشعيب وهم قلة وهم من النادر الأندر، بالتأكيد يكونون غير مشمولين بهذا العموم وهذا الإطلاق لعنوان قوم شعيب، وهذا أيضًا خطاب قرآني واضح بهذا الأمر، فعندما نقول عن قوم شعيب، نقصد السواد الأعظم، نقصد الكافرين، المنحرفين، المستكبرين، المستخفين) جاحدين مستكبرين كافرين فاسدين مفسدين. )

” قال تعالى: وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ … وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ , … وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ”
(عدم إيمان بالله وبعد هذا عدم التزام بالأخلاق)
” وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ , بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ”
(هذا المقطع هذه الآية هذا النص القرآني الذي قيد، الذي اشترط بالإيمان نقول: خارج السياق، لأن السياق يتحدث مع قوم معاندين، مع قوم غير مؤمنين، مع قوم كافرين)

” وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ , قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ”
(لاحظ الاستخفاف وإلى أي مستوى هو؟ هم غير مؤمنين فعندما يأتي بعنوان الصلاة يستخف بشعيب، هو من الأساس لا يعترف بإله شعيب، برب شعيب، لا يعترف بالله سبحانه وتعالى فيستخف به فيقول: أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا، خطاب من كافر، خطاب من معاند، خطاب من مستخف، خطاب من مستكبر، لكن عندما يأتي الخطاب من منصف، من مؤمن طبعًا ممكن نتقبل أن يقول: أصلاتك تأمرك، طبعًا يقصد الصلاة المأمور بها من الله سبحانه وتعالى عن طريق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن طريق الأئمة، عن طريق الأولياء عن طريق الصحابة، هذا أمر وصلنا من الله سبحانه وتعالى فممكن أن يستعمل هذه الأساليب في التعبير وفي الاستفهام وفي المحاججة وفي الاحتجاج، أما عندما تأتي من مستكبر من كافر فهي تأتي للاستخفاف)

الخطوة الرابعة:
عن عمر بن زاهر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سأله رجل عن القائم يُسلم عليه بإمرة المؤمنين؟ ( هذا احتمال، لنضع هذا الاحتمال مع باقي المحتملات، لنضع هذا المحتمل في التفسير لهذا التأويل للآية مع باقي التأويلات مع باقي المحتملات التي ذكرها المفسرون) قال: لا ذاك اسم سمّى الله به أمير المؤمنين عليه السلام ( أي علي عليه السلام)، لم يسمّ به أحد قبله ولا يتسمّى به بعده إلا كافر، قلت جعلت فداك كيف يسلم عليه؟ قال: يقولون: السلام عليك يا بقية الله، ثم قرأ ” بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين “. الكافي ج1

جاء ذلك في المحاضرة السادسة من بحث ( الدولة المارقة … في عصر الظهور …منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم )ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي 4 صفر 1438 هــ الموافق 5 -11- 2016 مـــ .