المرجع الصرخي : هُجرنا وحُرقت جثثنا لأننا قلنا ربنا الله ولابد من تحقق قانون التمكين الالهي

أكد المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني “دام ظله ” ضرورة تحقق قانون التمكين الالهي في الارض كوعد الهي صادق في ان يمكن الذين استضعفو في الارض “الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ ” وهو وعد الله للنبي “صلى الله عليه واله ” واهل البيت والصحابة والتابعين فلابد من ان يشهدو التمكين ويمكن لهم “وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ”
وهو مالم يحصل منذ صدور الخطاب الالهي ونزول هذه الايات والى يومنا هذا ولايتحقق ذلك الا في اليوم الموعود وهو ما يؤكد مفهوم الرجعة للانبياء والأولياء والصحابة والتابعين وعموم الصالحين ليشهدوا هذا التمكين الالهي ويستخلفهم في الارض
ملفتا سماحته على ان هذا قابل للنقاش كأطروحة يفترض ان لا تستدعي الاستخفاف والاستهزاء ولا تستدعي التكفير واباحة الدماء والاموال والاعراض .
كما ذكر المرجع بما تعرض له وانصاره وعموم العراقيين من ظلم وحيف وتهجير وسحل للجثث وتهديم للدور وسجن وتطريد لم يكن ما تعرض اليه الا بسبب تمسكه بالخط الالهي خط التوحيد خط الدعوة الصادقة الحقيقية لنصرة دين الله فقط لأنه ذكر ونبه واشار ونصح بالتمسك بالاخلاق الرسالية والتزام النهج النبوي الذي تحقن فيه الدماء وتصان فيه الحرمات .

جاء ذلك في المحاضرة الرابعة من بحث ” الدولة.. المارقة…في عصر الظهور …منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي 26 محرم 1438 هـ 28-10-2016 مـ

وخلال ما تطرق اليه في المورد الرابع قائلا :
تحت عنوان : التمكين في الأرض

أ‌- قال القوي العزيز: “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ… وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)”.
ب‌- قال العلي العظيم : “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ( هؤلاء الذين سيمكن لهم في الأرض، لاحظ، الشاهد الأول والشاهد الثاني كيف تكتمل عندك الصورة، الشاهد الأول والشاهد الثاني أحدهما يؤكد الآخر وأحدهما يكمل الآخر ) يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.

وعلق المرجع مفسرا ومبينا موارد تطبيق الايات والترابط بينها بقوله :
( إذًا هو التمكين في الأرض، إذًا قانون يوجد الكثير من صحابة رسول الله “صلّى الله عليه وآله وسلم” ماتوا، استشهدوا، قتلوا في حياة النبي “صلى الله عليه وآله وسلم”
وقبل التمكين يوجد مهاجرون لم يتحقّق لهم التمكين ولم يحصل لهم التمكين ولم يشهدوا النصر ولم يحصل عندهم الأمان لم يبدّل الخوف بالأمان، لم يجري عليهم هذا القانون الإلهي وهذا الوعد الإلهي الصادق. أيضًا ومن التابعين ومن تابعي التابعين ومن المتأخرين من هذا اليوم إلى اليوم الموعود أيضًا سيكون ودائمًا يوجد من المهاجرين، دائمًا يوجد من المقاتلين، دائمًا يوجد من الذين ظُلموا، دائمًا يوجد ممن أُخرج من دياره بغير حقّ إلّا أن يقول ربنا الله .
مذكرا بما تعرض اليه وانصاره من حيف وظلم بقوله :
يعني أنت لا تستغرب لماذا نُسجن؟ لماذا نُطرد؟ لماذا يُنكل بنا؟ لماذا تُهدم دورنا؟ لماذا نُهجّر؟ لماذا نُقتل؟ لماذا نُسحل؟ لماذا نُحرق؟ لماذا يُمثل بالجثث؟ لماذا تُهجّر الناس؟ كلمة واحدة؛ إلّا أن يقول ربنا الله. ماذا فعلوا؟ هل يوجد جريمة؟ هل يوجد جناية؟ هل يوجد دليل؟ هل يوجد شاهد؟؟ إذًا ما دمت في طريق الله في مرضاة الله في خط الله فلا تعجب وتوقع ما يقع عليك بسبب كلمة التوحيد “إلّا أن يقولوا ربنا الله” هذا هو الأمر، هذا هو السبب، ما هو التكليف؟ نصبر ننتظر نترقّب ندعو الله بالفرج، نهذّب أنفسنا، نهذّب عبادتنا، نهذّب سلوكنا حتى نحقّق شروط استجابة الدعاء، حتى يُستجاب لنا، نعمل صالحًا نأمر بالمعروف ننهى عن المنكر، نلتزم بالأخلاق الإسلامية الإلهية).
وأكمل المرجع ايضاح قانون التمكين الالهي مورد البحث مؤكدا :
أقول: قانون التمكين في الأرض ثابت على طول العصور ولا بدّ من تحققه، بل لا بدّ من أن يتمتّع به كل من وعده الله سبحانه وتعالى من المظلومين المهجرين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حقّ، من الموحدين الذين يقولون ربنا الله ومنهم رسولنا الكريم وآل بيته وأصحابه وباقي الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين عليهم الصلاة والتسليم أجمعين،فشمولهم بقانون التمكين في الأرض مستفاد من ظاهر النص وبالإطلاق والعموم كما لا يخفى. ( إذًا هذا الوعد متى يتحقق لهؤلاء؟ لا يتحقق لهؤلاء إلّا بقانون ونظرية وأطروحة واحتمال وإمكان الرجعة، وسيأتي الكلام عن الرجعة، تريد أن تقبل بهذا أهلًا وسهلًا تريد أن لا تقبل بهذا أيضًا أهلًا وسهلا لكن لا تستهزئ لا تستخف، وأيضًا إذا أردت أن تستخف وتستهزئ على راحتك وأنت حر في هذا، لكن لا تكفّر ولا تسفك الدماء ولا تزهق الأرواح ولا تسرق وتنهب وتسلب الأموال والممتلكات).