المرجع الصرخي : منهج التكفير يقتطع كل ما يعارض اهواءه وتحجيره الفكري من الاحاديث والروايات

اكد المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني ” دام ظله ” وجود البتر والتقطيع وبشكل مدروس في البخاري كما جاء في الرواية التي تتحدث عن صلاة وتوديع النبي “صلى الله عليه واله ” على شهداء احد
مبينا على ان المقصود ليس البخاري بشخصه وانما من جمع او نسخ من بعده وليكون المطلع على دراية ننقل روايتي مسلم والبخاري محور البحث و كما استدل بهما المرجع خلال بحثه وسجل عليهما عدة تعليقات واشارات وألتفاتات ذات علاقة بنفس الرواية ودلالتها ومدى ارتباطهما بالواقع الخارجي المعاصر خصوصا بما ينتهجه التكفيريون من قتل وانتهاك للحرمات ولمقامات الاولياء وتهديم قبورهم بدعوى ان زيارتها شرك بالله مخالفين بذلك ابده البديهيات واوضحها بما جاء من روايات تبين فعل وسلوك النبي صلوات الله عليه واله بزيارة القبور والبكاء عندها وارشاده بزيارتها .
جاء خلال محاضرته الرابعة عشرة من بحث ( السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد) بتاريخ 30 ايلول 2016 ضمن سلسة تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلاميوالروايتان هماقال مسلم: عن مرثد عن عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على قتلى أحد، ثم صعد المنبر كالمودّع للأحياء والأموات (إذًا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعامل مع الأموات وخاطب الأموات وودّع الأموات كالمودع للأحياء والأموات، حكى مع الأحياء ومع الأموات، متى؟ في واقعة، في حدث، بُعيد أو عند صلاته على قتلى أحد) عَنْ مَرْثَدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ {وآله}وَسَلَّمَ، عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، فَقَالَ: ” إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّ عَرْضَهُ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى الْجُحْفَةِ، إِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا، وَتَقْتَتِلُوا فَتَهْلِكُوا كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ “، قَالَ عُقْبَةُ : فَكَانَتْ آخِرَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ {وآله} وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ.

وقال البخاري: عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر قال: صلّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودّع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر فقال إنّي بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإنّ موعدكم الحوض
وإنّي لأنظر إليه من مقامي هذا، وإنّي لست أخشى عليكم أن تشركوا، ولكنّي أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها، قال: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه {وآله} وسلم.
وعلق المرجع الصرخي مستظهرا مما رواه البخاري ومسلم قائلا :
أقول: يظهر في رواية البخاري أنّه تمّ بتر الحديث بأسلوب مدروس لتحجيم العقل أو منعه عن التفكير السليم، فقد بتر الحديث فأقتطع منه “وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم”
(ليس البخاري كشخص اقتطع، وإنّما نهج البخاري، من نسب إلى البخاري، من نسخ للبخاري، من ادّعى إنّ هذا للبخاري، يوجد أيّ شيء يحاول أن ينهي الموضوع نهائيًا، يلغي أيّ شيء يتعارض مع الأهواء، يتعارض مع النهج، يتعارض مع الرموز أو على أقلّ تقدير يخفف من الأمر، هنا بتر هذا المقطع فقال: يتنافسون على الدنيا ولم يتحدّث عن التقاتل والهلكة)

مستنتجا سماحته ” دام ظله ” من هذا السلوك والمنهج تسببه بكل ماحصل ويحصل من صراعات وفتن وحروب اهلكت الحرث والنسل وبسبب التغطية عليه وصلنا الى ما وصلنا اليه مستهجنا ذلك المنهج الفاسد قائلا :
وبهذا الفعل تتم التغطية على كل الصراعات السلطوية والحروب الظالمة التي بسببها سفكت الدماء وأزهقت الأرواح، وانتهكت الأعراض، وسلبت ونهبت الممتلكات والأموال وارتكبت القبائح والمحرمات وابتعد المسلمون عن حقيقة الإسلام ومكارم الأخلاق حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من فتن وضلال وقبح وانحطاط وفساد.

وأردف سماحته قائلا :
بل قد غرقنا في مضلات الفتن وأقبح القبح وأفسد الفساد؛ لأنّ ذلك وقع ويقع زيفًا وكذبًا ونفاقًا باسم الطائفة والمذهب والسنة والقرآن والدين والإسلام، وفساد المنهج الفرعوني في الاستخفاف وتكبيل العقول وتجميدها وتحجيرها أدّى إلى أن ضاعت المقاييس والموازين فصار المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، فوعاظ السلاطين والانتهازيون المستأكلون عملوا بكل جُهد وجَهد ومكر وبأسلوب ممنهج مدروس من أجل تلميع سمعة الحكام والرموز السلطوية وتبرير ما صدر منهم من منكرات وقبائح وجعلها مقبولة عند الناس أو غير مؤثرة في سلوكياتهم ومواقفهم ومعتقداتهم تجاه الحكام وأمراء القبح والفساد.
وواصل المرجع تبيانه لحقيقة المنهج التكفيري الاموي السيستاني المنحرف مفصلا بما نصه :
لقد تفنن أئمّة الضلالة المرتزقة وتعمقوا بالمكر والتغرير والخداع إلى المستوى الذي جعلوا الناس تبرر للحاكمين فسادهم، وتسكت على ذلك، بل تشرعنه بدعوى أنّه قد سبقهم به الرسول العظيم وأهل بيته الأطهار وأمهات المؤمنين وأصحابه الأخيار عليهم الصلاة والسلام، فلا تكون هناك أيّ مشكلة ولا منقصة في صدور القبيح من غيرهم كالسلاطين والحكام وذوي الطول والرموز والوزراء والبرلمانيين والقادة والسيستانيّ ووكلائه ومرتزقته وعباده وغيرهم، ما دام نسبوا القبح والذنب والمعصية والخطأ إلى النبي، إلى أهل البيت، إلى الصحابة، إلى أمهات المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم ماذا بقي؟ ليفعل الحكام ما يفعلوا، ليفعل السيستانيّ وأزلام السيستانيّ ما يفعلوا، ولكن الحقّ ويصدح ويسمعه كل من له حظ وعقل وتوفيق من الله تعالى (إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).