المرجع الصرخي : القرطبي يستدل برأي ناصبي ليدلِّس في قضية الإمامة!!!

استغرب المرجع الديني الصرخي الحسني (دام ظله) استدلال القرطبي برأي الأصم ( وهو من متكلي المعتزلة وناصبي) في تفسير الآية 30 من سورة البقرة {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} ليدلس في قضية الامامة !!
المورد2: قال القرطبي: {{الرابعة: هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يُسمَع له ويُطاع، لتجتَمِعَ به الكلمة، وتنفَّذَ به أحكامُ الخليفة، ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة إلا ما روي عن الأصم حيث كان عن الشريعة أصم،
وعلق السيد الصرخي مضيفا ً على قول القرطبي : (( وأنا أضيف له: إلا ما روي عن ابن كثير فهو اصم على قول القرطبي)) وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه ومذهبه، قال: إنها غير واجبة في الدين بل يسوغ ذلك، وأن الأمة متى أقاموا حجهم وجهادهم، وتناصفوا فيما بينهم، وبذلوا الحق من أنفسهم، وقسموا الغنائم والفيء والصدقات على أهلها، وأقاموا الحدود على من وجبت عليه، أجزأهم ذلك، ولا يجب عليهم أن يَنْصِبوا إمامًا يتولى ذلك، ودليلنا قول الله تعالى {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30 ]، وقوله تعالى {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} [يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ] [ص: 26 ]، وقال { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض} [النور: 55 ]. أي يجعل منهم خلفاء، إلى غير ذلك من الآي }}

وقد أشْكلَ المحقق الصرخي على استدلال القرطبي برأي ناصبي لاجل التدليس في قضية الامامة !!
أقول: الأصَمّ من متكلمي المعتزِلة، كانَ ناصبيًا معروفًا في بغضه للإمام علي عليه السلام بل وتفضيله معاويةَ على عليّ عليه السلام، إضافة الى موافقته وتأييده للخوارج، كما يظهر في العديد من الموارد التي صدرت منه ونُسبَت إليه، ولكن مع هذا فإنّ ما طرحه القرطبي هنا غير تام كما أنّ جُلّ ما سُجّل على المعتزلة غير تام بل يرجع الى قصور في الفِهم أو الغَفْلة أو المغالطة والتدليس والافتراء، ونحن لا نحتاج الرجوع إلى المصادر لمعرفة قول الأصم ومرادِه بل نكتفي بما قاله القرطبي، والكلام في خطوات:
أـ الكلام المنسوب إلى الأصم ليس فيه ما يشير إلى أنه ينفي وجوب الإمامة مطلقا فلا يشير كلامه إلى أنّ الإمامة غير واجبة في الدين، بل أنّ المعنى راجع إلى منهج المعتزِلة المتكلمين في التفكير العقلي واستنطاق العقل في فهم المعاني، فيصيبون ويخطئون، وفي مقامنا فإنّ الأصم يدرك كما غيره يدرك أنّ العلة من وجود الخليفة الإمام هي للحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، قال تعالى{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ}ص26

ب ـ الواضح والثابت عند كل إنسان عاقل وإن كان جاهلا، أنّه لا يوجد أثر إذا لم يوجد المؤثّر، ولا يوجد مُسَبَّب إذا لم يوجد السبب والمُسَبِّب، ولا يوجد معلول إذا لم توجَد العِلّة، بمعنى أنّه إذا انتفى المؤثِّر و السبب و العِلّة فإنّه ينتفي الأثر و المُسَبَّب و المعلول … )

جاء ذلك في المحاضرة (14) من بحث ( الدولة..المارقة…في عصرالظهور…منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي 30 ربيع الاول 1438 هـ – 30 – 12 – 2016 م