المرجع الصرخي : العقل والشرع أو السياسة والبدع!!! – المحاضرة الرابعة عشرة – 30 ايلول 2016

القى المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني “دام ظله ” محاضرته الرابعة عشرة من بحث السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد ضمن سلسلة تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي مساء يوم الجمعة الموافق 30 ايلول 2016
اثبت خلالها مدى ضعف ووهن وركاكة المنهج التكفيري الذي يستقطب الجهال والمتعصبين حوله دون ان يحكموا عقولهم بالحد الادنى من الفهم والادراك لما يلقى ويطرح عليهم مع ان العديد من المصادر الاسلامي المعتبرة لدى نفس التكفيريين الدواعش والنواصب ممن اساؤا للاسلام وسنة النبي “صلى الله عليه واله” واساؤا لصحبه “رضوان الله عليهم” وحرفوها لتكون ملائمة لأهوائهم وتحجيرهم الفكري
مما تسبب بأن يبتعد المسلمون عن قيم ومبادئ الاسلام وروحه ومكارم الاخلاق
وبذلك يكون قد تسبب بكل هذه الفتن والصراعات والحروب واراقة الدماء ونهب الاموال والممتلكات وزهق الارواح ..معلقا على ما حصل من اقتطاع وبتر في رواية للبخاري يذكر خلالها صلاة النبي “صلوات الله عليه واله” وتوديعه لشهداء احد وزيارتهم بعد ثمان سنوات
اشار خلالها على اختلاف نهج البخاري عن النهج التكفيري الذي نسخ وجمع البخاري مستدلا سماحته بالروايتين عن مسلم والبخاري مسجلا عدة تعليقات وايضاحات والتفاتات مهمة ذات علاقة بواقعنا المعاصروالروايتان هما :قال مسلم: عن مرثد عن عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على قتلى أحد، ثم صعد المنبر كالمودّع للأحياء والأموات (إذًا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعامل مع الأموات وخاطب الأموات وودّع الأموات كالمودع للأحياء والأموات، حكى مع الأحياء ومع الأموات، متى؟ في واقعة، في حدث، بُعيد أو عند صلاته على قتلى أحد) عَنْ مَرْثَدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ {وآله}وَسَلَّمَ، عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، فَقَالَ: ” إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّ عَرْضَهُ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى الْجُحْفَةِ، إِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا، وَتَقْتَتِلُوا فَتَهْلِكُوا كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ “، قَالَ عُقْبَةُ : فَكَانَتْ آخِرَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ {وآله} وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ.
وقال البخاري: عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر قال: صلّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودّع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر فقال إنّي بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإنّ موعدكم الحوض
وإنّي لأنظر إليه من مقامي هذا، وإنّي لست أخشى عليكم أن تشركوا، ولكنّي أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها، قال: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه {وآله} وسلم.
ومن بين تعليقات المرجع ذكر مستنتجا بقوله : “يظهر في رواية البخاري أنّه تمّ بتر الحديث بأسلوب مدروس لتحجيم العقل أو منعه عن التفكير السليم، فقد بتر الحديث فأقتطع منه “وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم” (ليس البخاري كشخص اقتطع، وإنّما نهج البخاري، من نسب إلى البخاري، من نسخ للبخاري، من ادّعى إنّ هذا للبخاري، يوجد أيّ شيء يحاول أن ينهي الموضوع نهائيًا، يلغي أيّ شيء يتعارض مع الأهواء، يتعارض مع النهج، يتعارض مع الرموز أو على أقلّ تقدير يخفف من الأمر، هنا بتر هذا المقطع فقال: يتنافسون على الدنيا ولم يتحدّث عن التقاتل والهلكة)
واضاف المرجع قائلا : وبهذا الفعل تتم التغطية على كل الصراعات السلطوية والحروب الظالمة التي بسببها سفكت الدماء وأزهقت الأرواح، وانتهكت الأعراض، وسلبت ونهبت الممتلكات والأموال وارتكبت القبائح والمحرمات وابتعد المسلمون عن حقيقة الإسلام ومكارم الأخلاق حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من فتن وضلال وقبح وانحطاط وفساد ”
كما وجه المرجع دعوته لعموم المثقفين وعلماء الامة ان يأخذوا دورهم في توعية المجتمعات الاسلامية وتنقية وتنقيح افكارهم من السقم والانحراف الذي اصابها جراء تعمد البتر والتقطيع بالاحاديث والروايات من قبل اصحاب المنهج التكفيري وما يشنونه من حملات وتشنيع على من يزور قبر النبي “صلوات الله عليه واله” والائمة والاؤلياء “عليهم السلام” بدعوى انها عبادة لغير الله وفيها دعوى للشرك وعلى اثر ذلك تباح الدماء وتستباح الاعراض وتنتهك الحرمات
تطرق الى ذلك خلال نقله رواية عن أبي هريرة، قال : زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، ثم قال : ” استأذنت ربّي أن أزور قبرها فأذن لي، واستأذنته أن أستغفر لها فلم يؤذن لي فزوروا القبور، فإنّها تذكّر الموت “.
فعلق المرجع عليها قائلا : (يجب أن يتصدّى علماء الأمة المثقفون، يتصدّى المسلمون، يتصدّى أهل العلم، يتصدى كل الناس بإيصال هذه المعلومات، بإيصال هذه الضروريات، هذه الضرورات، هذه البديهيات، هذه الثوابت الإسلامية، إلى المغرر بهم ممن يلتحق بخطّ الدواعش التكفيري الذي ينتهك الحرمات، الذي يهدّم القبور؛ قبور الأولياء والصالحين )
ملفتا سماحته الى اهمية الاحتجاج بالمصادر والروايات بما نصه :
قولوا لهم: هذا صحيح مسلم يقول: هذا الحديث صحيح، النبي يستأذن في أن يستغفر لأمه، النبي يستأذن في زيارة قبر أمه، والتكفيريون يقولون بأنّ أم النبيّ بأنّ آمنة ماتت على الكفر، ليست بمؤمنة، لم يؤذن للنبي بالاستغفار لها، لكن استأذن بزيارة قبرها، الله سبحانه وتعالى أذن للنبي بزيارة قبر كافرة كما يدّعي أهل التكفير، كما يدّعي أهل الجهل، أهل النفاق، النواصب أعداء علي عليه الصلاة والسلام، أعداء النبي عليه وآله الصلاة والسلام، يدّعون بأنّ أم النبي كافرة، نسلّم معهم، نتنزل معهم بأنّها كافرة، أيها الجهال، أيها الفاسدون، أيها التكفيريون، أيها الدواعش، النبي استأذن الله سبحانه وتعالى في زيارة قبر كافرة فأذن الله للنبي في زيارة قبر كافرة.
وهنئ المرجع بالوقت ذاته الزائرين للأمام الحسين “عليه السلام “وقبر النبي ( صلوات الله وسلامه عليه واله ) وعموم الأولياء الصالحين سلام الله عليهم
بقوله ” فأنتم هنيئًا لكم يا زوار الحسين، يا زوار النبي، يا زوار قبور الأنبياء، إذا كان قد أذن للنبي في زيارة قبر كافرة فما بالكم أنتم وما حجم الأجر والثواب وما هي السنة وما هي الطاعة في زيارة قبور الأولياء سلام الله عليهم.”كما اكد المرجع الصرخي ان ما يصدر من سلوك عن السيدة عائشه “رضي الله عنها” والصحابة “رضوان الله عليهم” انما هو سلوك وتصرف على الطبيعة فهم غير معصومين ولايمكن حمل كل موقف على انه جاء وفق تخطيط ومؤامرة كما يحاول الطائفيون تفسيرها وفق ذلك الفهم المتعصب موضحا ذلك بقوله :” تفكير السيّدة عائشة، تفكير الصحابة، تفكير الخليفة الأوّل، تفكير الخليفة الثاني هذه نقاط، هذه ثوابت، هذه قواعد، هذه أصول فيما نريد أن نؤسس له من نظرية، إذًا تصرّف على الطبيعة، بدون مكر، بدون تخطيط ، بدون دولة، بدون مافيا، بدون منظمة، بدون كهنوت، بدون مرجعية، بدون عمالة، تصرّف طبيعي، تقول الذي لها والذي عليها، طبعًا (للخصم) تأتي بموارد تستشكل بموارد لكن أنا أتحدث عن سياق عام وما وصل لنا، وقلنا لا يوجد عصمة توجد بعض الأخطاء، بعض التجاوزات، يوجد من دلّس على الصحابة، من دلّس على أمهات المؤمنين هذا أيضًا يؤخذ بنظر الاعتبار، لكن أتحدث عن السياق العام، وهذا السياق العام نجده أيضًا عند أبي بكر رضي الله عنه وما ورد عنه، ونجده عند الخليفة عمر رضي عنه وما ورد عنه، -عندما نتحدّث فنأتي كلما تحصل مناسبة نذكر الشواهد على ما نريد أن نؤسس له- إذًا كان التصرّف طبيعيًا فقالت الذي لها والذي عليها. ”
مفرقا سماحته بين هذا النهج لام المؤمنين والصحابة عن النهج الاموي والسيستاني بقوله :
أمّا لو كان على النهج الأموي،أمّا إذا كان على النهج السيستاني، هل سمعتم كل ما حصل من سفك للدماء مئات الآلاف قُتل من الناس، ملايين الناس هُجرت، هدمت البيوت، انحرفت الناس، النساء، الأطفال، المخدرات، التشبّه بالنساء، التشبّه بالرجال،المثليّون، انعدام الأخلاق تدمير البلاد، المجاعة، الأيتام، الأرامل هل يعترف السيستاني بشيء؟!! هل يعتذر عن شيء؟!! اسمعوا منه، اسمعوا من أصنامه، من عبّاده، من جلاوزته.. هل يعطون شيئًا عنه؟ هل يُنتقد بشيء؟ هل يُنتقص بشي؟ هل يؤخذ على شيء؟ مع كل هذا التدمير، كل ما حصل وكل ما يحصل يعتبر عند السيستاني وجلاوزة السيستاني وحمير السيستاني ومطايا السيستاني بأنّه من الفتوحات، وأنّه من النعم ومن الفضائل على الناس وعلى البشرية!!!
واصفا مدى الارتباط بين نهج السيستاني والدواعش ودولتهم وسكوتهم عما يحصل من جرائم بحق حتى ممن يفترض انهم ينتسبون اليهم والى معتقدهم قائلا :
حتى في التهجير، حتى عندما تغرق الناس، حتى عندما تذهب إلى بلاد الغرب وتترك الإسلام وتدخل في الديانات الأخرى، وتترك كل الدين وكل الديانات، هذه تعتبر عنده فضيلة!!! هذه مكرمة!!! هذه نعمة على الناس!!! كما هو نهج الدواعش وقادة الدواعش أيضًا هم ماذا يفعلون؟ يتحدّثون عن دولتهم، عن تمدد دولتهم، عن انتصار، عن حقّ، عن قتل الروافض، عن قتل المرتدين، ولا يتحدّثون عن قتل عشارت الآلاف ومئات الآلاف من المسلمين من السنة ممّن يدّعون أنّهم يدافعون عنهم، آلاف وعشرات الآلاف تركوا الدين والتحقوا بالديانات الأخرى، وتديّنوا بديانات أخرى، تركوا الدين وتركوا التوحيد صاروا مع المثليين، انحرف السنّة وانحرف الشيعة بسبب السيستاني وبسبب الدواعش، بسبب السيستاني والنهج السيستاني وبسبب الدواعش والنهج الداعشي التكفيري.