المحاضرة الثانية والعشرون/ شيطانا المذهب والمتكون ودورهما في نشر دعوة الانحراف والضلال والغلو

اوضح المحقق الكبير المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني ان اهل البيت عليهم السلام اكدوا ان الشيطان لا يتمثل بصورة نبي او وصي نبي ،لافتا الى انه يمكنه ان يتمثل في شخصية انسان عادي غير معصوم . فيما حذر سماحته من اصحاب الدعوات الضالة والمنحرفة التي تتخذ من الغطاء الديني وسيلة لتحقيق المآرب الابليسية ،ونبه سماحته على ما يعتمده مدعو المهدوية الزائفة في ان الامام يأتي الى اتباعهم في الرؤيا ، جاء ذلك خلال المحاضرة الثانية والعشرين في التحليل الموضوعي التي القاها في برانيه بكربلاء المقدسة عصر يوم الخميس الموافق 19 حزيران 2014 الموافق 20 شعبان 1435 هـ.

وابتدأ سماحته المحاضرة بعنوان (احذر المتكون) مبينا ان المتكون هو شيطان مارد من جند ابليس سلطه على الناس بأن يأتيهم بصور وحيثيات مختلفة ويدلس ويلبس لهم الحق بالباطل ، مشيرا الى ان الامام الصادق عليه السلام قد بين ان المتكون يأتي على الغلاة ويسخيرهم للاضلال والافساد ،واورد السيد المرجع عددا من الروايات الدالة على ذلك منها ما جاء في معجم الخوئي الجزء السابع حيث قال في ترجمة حمزة البربري (قال الكشي في ترجمة محمد بن أبي زينب : ” سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أبيه، والحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، وحدثني محمد بن عيسى، عن يونس، ومحمد بن أبي عمير، عن محمد بن عمر بن أذينة، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: كان حمزة بن عمارة اليزيدي، لعنه الله، يقول لاصحابه: إن أبا جعفر عليه السلام يأتيني في كل ليلة، ولا يزال إنسان يزعم أنه قد أراه إياه، فقدر لي أني لقيت أبا جعفر عليه السلام فحدثته بما يقول حمزة، فقال: كذب عليه لعنة الله، ما يقدر الشيطان أن يتمثل في صورة نبي ولا وصي نبي).
وعلق المحقق الصرخي على هذه الرواية بعدة تعليقات منها:
1- كلام الضال حمزة البربري يدل على انه يدعي اللقاء المباشر الحقيقي بالامام وليس عن طريق رؤيا .
2- ويدل ظاهرا على انه يريد ان يشير الى ان ابا حمزة ينقل من الامام الباقر(عليه السلام)
3- قول الراوي (ولا يزال إنسان يزعم أنه قد أراه) يدل ظاهرا على ان البربري يدعي انه قد اراهم محمد الباقر (عليه السلام).
4- اذا كان حمزة الضال يدعي رؤية الامام وكثرةالناس ممن يدعي الرؤيا هذا يدل على ان القضية شائعة في ذلك الوقت مع ملاحظة ان رؤياهم المدعى جاءت عن طريق حمزة نفسه اي ان البربري هو الذي اراهم الباقر (عليه السلام)، مؤكدا سماحته ان الامام الصادق (عليه السلام) قد نفى نفيا قطعيا ان ابليس يتمثل في صورة نبي او وصي نبي وهذاالنفي هو نفي قطعي خاص برؤية الامام (عيه السلام) اي ان حمزة واتباعه لم يروا الباقر لكنه لا ينفي رؤية شخص آخر .
واكد دام ظله انه إذا وجد شخص يتقبل الشيطنة والوساوس سيؤثر به إبليس فيغرر به
لكن المؤمن المحصن لا يقدر عليه إبليس وموردا عدد من الآيات القرآنية الدالة على ذلك منها ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ )

وفي السياق ذاته ذكر المحقق الصرخي الرواية في اختيار معرفة الرجال للطوسي (وجدت بخط جبريل بن أحمد: حدثني محمد بن عيسى، عن علي ابن الحكم، عن حماد بن عثمان، عن زرارة، قال قال أبو عبد الله عليه السلام: أخبرني عن حمزة أيزعم ان أبي آتيه؟ قلت: نعم.
قال: كذب والله ما يأتيه الا المتكون، ان إبليس سلط شيطانا يقال له المتكون يأتي الناس في أي صورة شاء، ان شاء في صورة صغيرة، وان شاء في صورة كبيرة ولا والله ما يستطيع أن يجئ في صورة أبي عليه السلام).

وطرح سماحته عدة استفهامات منها :
1- هل يمكن ان يأتي المتكون بصورةأي مدعي من الدعاوى الضالة ؟ والجواب واضح ومن هنا لا نستغرب ان يطير المتكون او يدخل الارض فيتخيل الناس الجهال ضعيفي العقل قد طار او اختفى فجأة .
2- هل يمكن للمتكون ان يأتي بهيئة صورة شخص يجلس مع المدعي الضال فيسحر اعين الناس فيدعي المدعي ان المتكون هو الامام او المعصوم يأتي دوره فيشبه انه الامام او المسيح و اليماني او القحطاني او اول المهديين او ابن الامام فيضحك على الجهال
3- هل يمكن للشيطان أن يأتي لأب او ام لشخص ما ؟ والجواب واضح فبعد أن نكون في حصانة من فتنة الدجال عندما يدعي انه يحي الآباء والامهات فيستعين بالمتكون فيأتون على صورة الاباء او الامهات ومن هنا فان العبد الصالح لا يصدق ادعاء الدجال وكلما اتى الدجال بسحر دجل فالعبد يزداد

وذكر سماحته الرواية عن الامام علي (عليه السلام) في الملاحم والفتن [ويشمل الناس البلاء، ويبتلي الله خير الخلق حتى يميز الخبيث من الطيب، ويتبرأ الناس بعضهم من بعض، ويطول ذلك حتى يفرج الله عنهم برجل من آل محمد، ومن خرج من ولدي فعمل بغير عملي وسار بغير سيرتي فأنا منه بريء، وكل من خرج من ولدي قبل المهدي فإنما هو جزور، وإياكم والدجالين من ولد فاطمة، فإن من ولد فاطمة دجالين، ويخرج دجال من دجلة البصرة، وليس مني، وهو مقدمة الدجالين كلهم)] وقد اقسم سماحته ان هذه الرواية مصداقا لما يحدث اليوم وتنطبق بالخصوص على ابن كاطع مدعي العصمة ، موجها نداءا ونصيحةالى اتباع اصحاب الدعاوى محذرا اياهم اشد عبارات التحذير والنصيحة والتوبة قبل فوات الاوان .

وتحت عنوان (المذهب شيطان فاحذروه)اكد سماحته ان روايات اهل البيت تدل على انه لا يوجد تعارض بين الاسلام ومبادئه وثوابته وبين مذهب الحق وعليه فكل من دعا للمذهب والمذهبية والطائفة والطائفية والابتعاد عن مبادئ المذهب فهو من جند ابليس وهو فاسق وفي شرك وغلو حتى لو كانت سلوكياته تحت عنوان المذهب وكل المذاهب الاسلامية كالجعفري والحنبلي والشافعي وغيرهم .

وذكر سماحته رواية الكشي ( دخلت على الصادق (ع) فسلمت وجلست ، فقال لي : كان في مجلسك هذا أبو الخطاب ومعه سبعون رجلاً كلّهم إليه ينالهم منه شيء فرحمتهم فقلت لهم : ألا أخبركم بفضائل المسلم فلا أحسب أصغرهم إلا قال: بلى جعلت فداك، قلت: من فضائل المسلم أن يقال له: فلان قارئ لكتاب الله عزّ وجل فقلت لهم : ألا أخبركم بفضائل المسلم فلا أحسب أصغرهم إلا قال: بلى جعلت فداك، قلت: من فضائل المسلم أن يقال له: فلان قارئ لكتاب الله عزّ وجل ، وفلان ذو حظ من ورع ، وفلان يجتهد في عبادته لربه ، فهذه فضائل المسلم ما لكم وللرياسات ؟ ..إنما للمسلمين رأس واحد ، إياكم والرجال !..فإنّ الرجال مهلكة ، فإني سمعت أبي يقول :إنّ شيطاناً يقال له المذهب يأتي في كل صورة ، إلا أنه لا يأتي في صورة نبي ولا وصي نبي ولا أحسبه إلا وقد تراءا لصاحبكم فاحذروه !.. فبلغني أنهم قُتلوا معه ، فأبعدهم الله وأسحقهم ، إنه لا يهلك على الله إلا هالك) وقد نوه سماحته الى ان الرواية تشير الى ان عمل المذهب (الشيطان) يعتمد على ركيزتين الاولى :السمعة والواجهة وحب الرئاسة عند ذوي الطول والرموز والواجهات والاخرى استحكام الجهل والذلة والصم والبكم والعمى وعد التكفير بحيث تبع اغلب الرعية الرجال الباطلين فهم يقيسون الحق بالرجال وليس العكس ،مبيناان الرواية تشير على ان ابا الخطاب واصحابه بعيديون عن الاسلام وتعاليمه حتى ذكرهم الامام عليه السلام بفضائل الاسلام والتي هي قراءة القران والورع والاجتهاد في العبادة.
ومن الجدير ذكره ان المرجع الصرخي مازال مستمرا في بيان حال واقع الخطابية والمغيرية والسبأية الغلاة ومرجعيات السب الفاحش واثرهم على المجتمع الاسلامي وخطرهم المتفاقم وشرورهم اللا متناهية التي تععصف بالامة.