ما قبل المهد الى ما بعد اللحد المحاضرة 3
ما قبل المهد الى ما بعد اللحد المحاضرة 3

المحاضرة الثالثة : المرجع الصرخي : يحذر من خطورة مرجعيات السوء في اخر الزمان وفقا للاحاديث الشرعية

القى المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني مساء يوم الجمعة 11 رمضان 1437هـ / 17/ 6 / 2014 محاضرته الثالثة من بحث (السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد )
ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي وذًكر فيها بالروايات الواردة عن الامام الحسن العسكري عليه السلام في التمييز والتعريف والتشخيص والفرق في التقليد بين عوام اليهود لعلمائهم الذين عرفوهم بالكذب الصراح وهو مايسير عليه عامة المسلمين في هذا الزمان بتقليدهم العلماء المعروفين بالكذب لديهم وهم من يصفونهم بالكذابين ولكنهم مع ذلك يتبعونهم وهذا مايجعلهم بمستوى عوام اليهود في التقليد
وتناول سماحته خلال البحث رواية الامام الحسن العسكري (عليه السلام) التي قال بها (عليه السلام): ” ….. إنّ عَوامَّ اليَهودَ كَانوا قَد عَرَفوا علمَاءَهم بالكِذْبِ الصَرَاح وَبأَكلِ الحَرَام والرُشَا وبتَغيير الأَحكَام عَن وَاجبهَا بالشَفَاعَات والعنَايَات والمُصَانعَات وعَرَفوهم بالتعَصبِ الشَديدِ الذي يفَارقون بهِ أديَانهم وأنَهم إذا تَعَصَبوا أزالوا حقوقَ مَن تَعَصَبوا عَليه وأعطوا مَا لا يَستَحقه مَن تَعَصَبوا لَهم مِن أموَال غَيرهم وظَلموهم مِن أجلهم
” وأوضح سماحة المرجع الصرخي معاني وتطبيقات تلك الرواية على ما نمر به من احداث وفتن جرت على يد قوات الاحتلال وبتشريع وتغرير العلماء والمرجعيات ممن غيروا الاحكام وجعلوها تتماشى مع المحتل ليكون وليا بدل ان يكون محتلا معلقا عن ذلك بقوله (يغيرون الاحكام عن واجبها ، يغيرون المحتل يصبح وليا وحميما ومنقذا وشفيعا وخلصا وصديقا واليفا وصادقا ورحيما ، وفساد الاحتلال وقبائح الاحتلال وفساد الفاسدين وقبائح الفاسدين يكون عدلا وانصافا واحسانا واعمارا وكرامة ودينا وشفاعة مذهبا ونصرة) واضاف سماحته في النص (وأنَهم إذا تَعَصَبوا أزالوا حقوقَ مَن تَعَصَبوا عَليه وأعطوا مَا لا يَستَحقه مَن تَعَصَبوا لَهم مِن أموَال غَيرهم وظَلموهم مِن أجلهم) بقوله( يخرجون عن الدين يخرجون عن الاخلاق يخرجون عن العقل والعقلاء بالتعصب، فكيف نتصور موالاة الكافرين ؟ وكيف نتصور موالاة المحتلين ؟ أليس هذا من التعصب أليس هذا خروج عن الدين)
واضاف المرجع الصرخي (الذي يتعصبون عليه ،يزيلون حقوقه وينفى من الوجود ويهجر ويقتل وسلب وتحرق البيوت وتهدم تحؤق الجثث يمثل بها(
وعلق سماحته على الجزء الوارد في رواية الامام الحسن العسكري (عليه السلام) {… ﻭﻋﺮﻓﻮﻫﻢ ﻳﻘﺎﺭﻓﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ، ﻭﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﺑﻤﻌﺎﺭﻑ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻓﻬﻮ ﻓﺎﺳﻖ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ..} حيث وصف سماحته (ﻭﻋﺮﻓﻮﻫﻢ ﻳﻘﺎﺭﻓﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ) بقوله ” معرفة ضرورية ، علم ضروري ، علم بديهي ، علم اضطراري، ، علم لا يحتاج الى مؤونة لا يحتاج الى فكر لا يحتاج الى تفكير” واشار سماحته الى واقع عوام المسلمين في هذا الزمان الذين يشبهون عوام اليهود بخصوص فقهاء السوء” عرفوهم بالاباحيات بالافلام بالفيديويات بالممارسات اللا اخلاقية التي انتشرت في كل مكان وشاعت بين الناس في المحافظات الوسطى والمحافظات الجنوبية من الوكلاء والمعتمدين من ما يسمى بالمراجع والمعممين
” واضاف سماحته ” عرفوهم بالسرقات وعرفوهم بالانحراف واكل مال الحرام وعرفوهم بالاعتداء على الاعراض “
واكد المرجع الصرخي ان من يكدس الاموال ويرتكب المحرمات ويشرع الاحتلال ويسلط الفساد هو فاسق حتى لو لبس عمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء هذا خلال قراءته للمقطع من الرواية (ﻭﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﺑﻤﻌﺎﺭﻑ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻓﻬﻮ ﻓﺎﺳﻖ) بقوله ” تكديس الاموال وسرقة الاموال وارتكاب الحرام والاباحيات وموالاة المحتل وتشريع الاحتلال وتشريع الفساد وتسليط الفساد والفاسدين زيادة الارصدة في بلدان الغرب والمتاجرة بدماء الابرياء وتدمير البلاد وسفك الدماء بين الاخوان وبين الشعب الواحد وبين ابناء الدين الواحد وبين ابناء المذهب الواحد وبين ابناء العشيرة الواحدة وبين ابناء البيت الواحد ، أليس هذا من الفساد أليس هذا من العلم وهذه المعرفة بالمنكرات من ضرورات وضروريات العلم وبديهيات العلم وبديهيات المعرفة أليس هذا من اليقينيات ، أليس من يفعل هذا فاسق حتى لو لبس العمامة حتى لو انتسب واقعا الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف اذا كان مدعي النسب
ولكن مع ذلك فالامام العسكري “عليه السلام ” لم يترك الباب مفتوحا لكل من هب ودب على حد وصف المرجع الصرخي فحدد واعطى ضوابط ومعيار واستثناء لبعض فقهاء الشيعة ومن يتبعهم ودور ائمة الضلال في قيادة الناس الى جهنم بقوله ” لم يترك الإمام الحسن العسكري” عليه السلام ” الباب مفتوحا لكل مَن هبّ ودب كي يدّعِي العلم والفقاهة والتقوى والزهد فيغرِّرَ العوامَّ من الناس بل أشار عليه السلام الى تقييد ذلك بقيود وشروط بل كانت الإشارة واضحة لقضية خارجية واقعية ممثلة بكثرة المدّعين للعلم والفقاهة والمرجعية الدينية لكن البعض القليل منهم على حق ومن الحق واليه ” حيث قال عليه السلام: ((…وَذَلِكَ لا يَكُونُ إلا بَعْضُ فُقَهَآءِ الشِّيعَةِ لا جَمِيعَهُمْ، فَإنَّهُ مَنْ رَكِبَ مِنَ الْقَبَائِحِ وَالْفَوَاحِشِ مَرَاكِبَ فَسَقَةِ الْعَامَّةِ فَلا تَقْبَلُوا مِنَّا عَنْهُ شَيْئًا وَلا كَرَامَةَ.. ـ وَإنَّمَا كَثُرَ التَّخْلِيطُ فِيمَا يُتَحَمَّلُ عَنَّا أَهْلِ الْبَيْتِ لِذَلِكَ..))
وأما الآخرون فهم أئمة ضلال يقودون الى جهنم وهم أضرّ على الإسلام والمسلمين من جيش يزيد ، حيث قال عليه السلام : وَهُم أَضَرُّ عَلَى ضُعَفَآءِ شِيعَتِنَا مِنْ جَيْشِ يَزِيدَ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ وَأَصْحَابِهِ، فَإنَّهُمْ (أي جيش يزيد) يَسْلُبُونَهُمْ الأَرْوَاحَ وَ الأَمْوَالَ، وَهؤُلاءِ عُلَماءُ السُّوْءِ النَّاصِبُونَ المُتَشَبِّهُونَ بِأَنَّهُمْ لَنَا مُوَالُونَ وَلأَعْدَائِنَا مُعَادُونَ؛ يُدْخِلُونَ الشَّكَّ والشُّبْهَةَ عَلَى ضُعَفَآءِ شِيعَتِنَا ، فَيُضِلُّونَهُمْ وَيَمْنَعُونَهُمْ عَنْ قَصْدِ الحَقِّ الْمُصِيبِ .
ويكمل سماحة المرجع التفصيل في استعراض وصف حال العلماء والفقهاء بحسب الروايات قائلا :((… قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): من خيْرُ خَلْقِ الله بعْدَ أئمَّةِ الهُدى، ومصابيحِ الدّجى؟ قال: العلماءُ إذا صَلُحوا !!! قيل: فمن شرارُ خلقِ الله بعد إبليس، وفرعونَ، ونمرودَ، وبعد المُتَسَمّين بأسمائكِم، والمتلَقّبينَ بألقابِكم، والآخِذينَ لأمْكِنَتِكُم، والمُتَأمّرِينَ في ممالِكِكُم؟ قال: العلماء إذا فسدوا !!! هم المظهرون للأباطيل، الكاتمون للحقائق !!! وفيهم قال الله عز وجل: ((أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)) البقرة159 الاحتجاج2:الصدوق//بحار الأنوار2//تفسير الامام العسكري (عليه السلام)
وانتقل سماحة السيد الصرخي في البحث حول بعض الاحداث والمواقف التاريخية والتي لها صلة بالواقع المعاصر ومدى الفهم الخاطئ والتحريف الحاصل في التاريخ الاسلامي في تحميل الاحداث بعدا طائفيا سياسيا لاغراض انتهازية ونفعية منوها على ان الشيعة لطالما كانوا يلجأون الى الحكومات السنية كلما كانوا يتعرضون للضغط والمطاردة من قبل جهات شيعية اخرى منحرفة وفاسدة صارت اليوم تحظى بقبول بسبب دوافع سياسية وطائفية حيث اشار ونبه لذلك بقوله “
 
السنية أريد الإشارة والتنبيه للباحثين ولكل المسلمين : إنَّ الواقع يختلف عن السياسة وأقوال وأفعال أهل السياسة والتابعين لهم وتَدْليساتِهم وأكاذيبِهم وافتراءاتِهم ، فالواقع كما تشير إليه الرواية في أنّ الشيعة الإمامية يهربون من بطش الشيعة الزيدية ويلتجئون الى الأمان النسبي قرب الإمام العسكري “عليه السلام” الذي يعيش تحت سلطة الخلافة العباسية السنّية ونفس الحقيقة نجدها في هروبِ الشيعة الإمامية من بطش الشيعة الفاطمية في مصر والمغرب العربي وهروبِهم الى الشام حيث الأمان النسبي في ظل الحكومات السنية في الشام
مستدلا سماحته بهذه الرواية
قال ابن بابويه : أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الاسترآبادي الخطيب رحمه الله ، قال حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار ، وكانا من الشيعة الإمامية ، قالا : وكان أبوانا إماميين ، وكان الزيدية هم الغالبون في استرآباد ، وكنا في إمارة الحسن بن زيد العلوي الملقب بالداعي إلى الحق إمام الزيدية ، وكان كثير الإصغاء إلى الزيدية ، فخشيناهم على أنفسنا ، فخرجنا بأهالينا إلى حضرة الإمام أبي محمد الحسن بن علي بن محمد أبا القائم عليهم السلام ،
وهنا يهرب الشيعة الإمامية من الشيعة الزيدية وأئمتهم إلى الحكومات العباسية في سامراء وهم يصطحبون معهم حتى عوائلهم ونسائهم حيث لم يأمنوا عليهم من الزيدية
وأضاف سماحته دام ظله عن تلك الحقائق التاريخية قائلا
“كلما رجَعْنا في الزمان أكثر وأكثر فإننا نجد ان الصراع الطائفي لا حقيقة له بل هي قضية مُفتَعلَة من مُبتَكَرات وأفاعيل الحكام والسُّلطات الفاسدة بِدءاً من العصر الأموي مروراً بالعباسي والى يومنا الحاضر “
مؤكدا تلك الحقيقة بعصر الخلافة الراشدة وكيفية مواقف الخلافاء بحسب ما يرونه من صحة او خطأ وبما يتناسب مع حفظ النظام العام للدولة انذاك بعيدا عن أي ميول ودوافع معتقدية فكان حتى المقربين يتعرضون للمحاسبة
نافيا سماحته أي شكل من تلك الخلافات بقوله ” لا وجود للدوافع الطائفية في فترة الخلافة الراشدية أو الراشدة وإنما إستُحدِثت الطائفية واُصّل لها وأخذت طابعها القانوني الرسمي من قبل الأمويين لتثبيت دَوْلَتِهم واركانِ حُكمِهم وسلطتِهم فصارت الطائفية التدميرية ضرورة سياسية سلطوية لتثبيت الحاكم والإبقاء على دولَتِه والسكوت على انحرافِه وظُلمِه
 
مبينا حقيقة تاريخية تتعلق بأحوال العراقيين في المناطق الغربية ومواقفهم التي لم يسجل عليها غدر ومكر بالامام الحسين “عليه السلام” او السبايا بل ولهم مواقف مشرفة في مواجهة وقتال جيش معاوية
ويقابل ذلك مواقف اهل الكوفة وتاريخهم الاسود في خذلان الامام الحسين “عليه السلام” ونساءه .. بقوله
“ليس أهل الأنبار وأهل صلاح الدين وأهل الموصل من قتل الحسين وسبى نساءه بل أهل الكوفة
أئمة الضلالة من المراجع وغيرهم حقنوا أذهان الشيعة بأن أهل الأنبار نواصب بينما أهل الأنبار هم الشوكة ورأس الحربة في قتال جيش معاوية ولم يقولوا لهم بأن أهل الكوفة هم من قتل الحسين عليه السلام .
ويؤكد الامام العسكري عليه السلام وصفه للسوء والشر الذي تلبس به العلماء بقول النبي
” صلى الله عليه واله ” قال عليه السلام: : قَالَ رَسُولُ اللَهِ (عليه وعلى آله الصلاة والسلام): أَشْرَارُ عُلَمَاءِ أُمَّتِنَا، الْمُضِلُّونَ عَنَّا، الْقَاطِعُونَ لِلطُّرُقِ إلَيْنَا، الْمُسَمُّونَ أَضْدَادَنَا بِأَسْمَآئِنَا، الْمُلَقِّبُونَ أَنْدَادَنَا بِأَلْقَابِنَا، يُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ لِلَّعْنِ مُسْتَحِقُّونَ، وَيَلْعَنُونَا وَنَحْنُ بِكَرَامَاتِ اللَهِ مَغْمُورُونَ، وَبِصَلَوَاتِ اللَهِ وَصَلَوَاتِ مَلآئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ عَلَيْنَا عَنْ صَلَوَاتِهِمْ مُسْتَغْنُونَ”
 
يذكر ان المرجع الصرخي لطالما تفرد بطرحه الموضوعي خلال محاضراته او بياناته ولقاءاته مما تسبب بأزعاج العديد من المرجعيات ومن يرتبط بها من جهات سياسية او قوى احتلال كونها تخشى وجود هكذا مرجعية عراقية تتصف بالدقة والشجاعة والانصاف في تشخيص الفساد والانحراف ورموزه فلم يكن امام تلك الاطراف المتضرره الى اللجوء الى القوة في الاعتداء عليه وعلى اتباعه ومحبيه الا انه لازال يواصل تنوير الناس نحو الاعتدال والتسامح والمحبة والسلام بعيدا عن أي شكل من اشكال التعصب والتطرف الديني والطائفي المقيت