المحاضرة السابعة عشرة : الإطلاق وأدوات العموم والشرط من الدلالات التي تُبحث في علم الاصول

القى المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) محاضرته السابعة عشرةفي برانيه بكربلاء المقدسة بتاريخ 20 حزيران 2014 الموافق 21 شعبان 1435 وسط حضور حوزوي واكاديمي وجماهيري واسع .

حيث اكمل سماحته محاضرته بموضوع الدلالات التي يبحث عنها علم الاصول ، وبين امر والنهي اللذان تطرق لهما في محاضرته السابقة وفصل مفاهيم الاطلاق وادوات العموم واداة الشرط والتي تعد من العناصر المشتركة في مباحث علم الاصول .
واوضح سماحته (الاطلاق) باعتباره العنصر الثالث في هذه الدلالات ومثل بذلك ” اكرم العالم ” و ” اكرم العالم الفيزياوي ” مشيرا الى وجود فرق بين الدالين والمدلولين بين المفهومين للجملتين ، وذكر سماحته ان الاطلاق يقابله التقييد ، لافتا الى ان صدور جملة ” اكرم العالم” نفهم الاكرام صيغر امر وهذه الصيغة تدل على الوجوب ونستفيد من اكرام العالم جوب اكرام العالم او يجب اكرام العالم ، وفي هذه الجملة هناك مادة تدل على الاكرام وهيئة تدل على الوجوب .
بين سماحته ان الحكم (الوجوب) متعلق والاكرام (متعلِق) والعالم موضوع الحكم مشيرا الى انه يوجد اطلاق او تقييد في المتعلق او المتعلِق اوالموضوع ففي المثال ” اكرم العالم الفيزياوي ” قد قيد موضوعه (العالم) بالفيزياوي اما في المثال ” اكرم العالم ” تدل على الاطلاق من خلال قرينة الحكمة (السكوت وعدم ذكر القيد) .
وفي موضوع ادوات العموم (كل ، كافة ، جميع) فأن (كل) هي لفظ يدل على السعة والعموم والشمول وقد بين سماحته ان الدلالة اللفظية اقوى من الدلالة غير اللفظية ففي مثال “اكرم كل العلماء ” تكون دلالة اقوى شمولا وسعة وعموما من استخدام جملة ” اكرم العلماء ” مستنتجا سماحته ان العموم اقوى من الاطلاق لأن كلمة (كل) موضوع لغة للعموم والشمول وتسمى اداة ومدخول الاداة يسمى عاما .
وتحت عنوان الجمع المعرف باللام ، اشار الى قولين اصوليين
1-ان هيئة الجمع المعرف باللام اداة عموم ، وهذه الصيغة نفسها من ادوات العموم مثل كلمة (كل) مثل “اكرم العلماء ” فان كلمة العلماء المعرفة باللام هي بحد ذاتها اداة عموم فتصبح الجملة مشابهة لـ ” اكرم كل العلماء ” .
2- ليست اداة عموم ، حيث اعتبر الرأي ان الجمع المعرف باللام ليس من اداوت العموم وانما نفهم الحكم بالشمولية مثل ” احترم الفقهاء” بسبب الاطلاق وتجرد الكلمة لا بسبب دخول اللام على الجمع .

واما الدالة الخامسة (اداة الشرط) ومثالها (اذا) كما في قولنا ” اذا زالت الشمس فصل ” و ” اذا احرمت فلا تتطيب ” فزوال الشمس يوجب صلاة الظهر اي اذا زالت الشمس فصل الظهر ، وتسمى اجلمة التي تدخل عليها اداة الشرط بالجملة الشرية وهي تختلف في وظيفتها اللغوية والشرطية تربط بين جملتين هما جملة الشرط وجمل الجزاءاوالمشروط اوالحكم وكل من هاتين الجملتين بسبب دخول ادا الشرط اصبحتا جملتين ناقصتين . ففي جملة ” اذا زالت الشمس فصل ” فزوال الشمس هو الشرط والجزاء هو مدلول جملة (فصل) ولما كان مدلوله صيغة الامر ادى الى الوجوب . وهذا يعني ان الحكم مقيد بزوال الشمس واذا زال الشرط زال المشروط .

وذكر سماحة السيد الصرخي ان كل جملة لها مدلول سلبي تسمى في العرف الاصولي ذات مفهوم ، وبين القاعدة العامة لهذا المدلول السلبي ان كل اداة لغوية تدل على تقييد الحكم وتحييده لها مدلول سلبي (مفهوم). واشار الى عدة مصاديق لهذه القاعدة
منها :اداة الشرط لأنها تدل على تحديد الحكم بالشرط اي اذا لم تزل الشمس لا يوجد حكم للصلاة . واداة الغاية كـ(حتى) مثل (صم حتى تغيب الشمس)فوجوب الصوم محدد الى الليل فبعد الليل لا وجوب للصوم. ومبينا ان لكل منطوق مفهوم لكن ليس كل المفاهيم هي مفاهيم اصولية في جميع الاحوال مثل (الوصف) فلا مفهوم اصولي للوصف كما في المثال اكرم العالم الفقير فالفقير انطبقت عليه القاعدة التقييد اي قيد الموضوع اما اذا قيد الحكم مباشرة فيعتبر مفهوم اصولي .