الفتنة والدولة المارقة وبغض المهدي !!! المحاضرة (1) 9 محرم 1438 هـ / 11 / 10 / 2016

القى المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني “دام ظله المبارك ” محاضرته الاولى من بحثه الجديد والذي عنوانه ( الدولة المارقه ..في عصر الرسول .. منذ عهد الرسول ) ضمن سلسلة_محاضرات تحليل موضوعي في العقائد
و التاريخ الإسلامي مساء يوم الثلاثاء الموافق 9محرم 1438 هـ – 11_10_2016 مـ
ابتدئها بذكر عدد من الايات والروايات التي اشارت للفتن ومضلاتها والتحذير منها واثارها على الناس في الدنيا والاخرة وكيفية تمييزها وتجنبها كفتنة الاحلاس وفتنة السراء والدهيماء
مؤكدا على ان التقوى هي المحك الرئيسي في العمل بغض النظر عن الطائفة او القومية او النسب والمكانة الدينية او السياسية او الاجتماعية فلا علاقة لعنوان قائد او زعيم مليشيات او محرر منطقة معينه بقرب الشخص من الله وهو ذات الاحتجاج الذي ينتهجه التكفيريون بدفاعهم عن رموز رغم مافيها من ضلال وانحراف ورغم ما ارتكبته من مفاسد كشرب الخمور والزنا والظلم مع ذلك يعطونهم خصوصية ومنزلة الهية وخلافة ربانية متخذين من فتحهم للبلدان على ايديهم وبعهد خلافتهم ؟! مما يعطي لكل فاسق وفاجر ان يستغل الاسلام فيفعل ما يفعل من ظلم واجرام وفساد ويرفع شعار فتح البلدان وتحريرها وهذا الحال ما ينطبق تماما على كل جهات التكفير والطائفية
هذا وقد ذكر المرجع بعض الروايات التي تبين وتشير لمعنى واسم الدولة والرايات السود واوصاف اصحابها والتي لم يكن اسم الدولة مشاعا انذاك بعصر ذكر الرواية وكما هو الحال الان
ملفتا بالوقت ذاته الى الاصل والاساس في موضوعية البحث واختياره لبعض العناوين والتي ينتزعها من الروايات وهو ما يعد ردا على بعض المنافقين ممن يؤخذ على المرجع ذكره لعنوان الدولة مبينا على ان الموضوعية في البحث تقتضي ان تخاطب وتحكي بالاسلوب الذي يكون فيه المقبولية لدى المقابل وبعنوانه الذي يرتضيه لنفسه
فكان عنوان الدولة المارقة منتزعا من روايات اشارت لذكر الدولة واصحابها الذين يمرقون من الاسلام والدين .
كما طرح المرجع تساؤلا يكشف من خلاله مستوى الجهل والانحراف والبطلان للفكر الداعشي التكفيري التيمي ويتعلق بأسباب نفي المهدي “عليه الصلاة والسلام ” من فكرهم ونفوسهم ودولتهم التي يرونها دولة تمثل العدل وهي اخر الدول للاسلام فهل يصح عدم وجود المهدي في دولتهم العادلة مع ان الروايات السنية والشيعية تواترت على شخص المهدي عليه السلام واسمه وكنيته وانتسابه للنبي صلى الله عليه واله وانه من ولد فاطمه عليها السلام وبالرغم من الاختلاف عن حياته وهل انه مولود او ولد لكن هناك اتفاق على الكلية على العنوان العام على شخصه واسمه وانتسابه وحتى في ذكر اوصافه والتي من خلالها يتبين انحراف وجهل ممن يعتقد ايضا بأن فلانا هو المهدي فمجرد ذكر بعض الاوصاف يتبين انحراف معتقدهم ناهيك عن تقييم السلوك للشخص ومدى ارتباطه بالفساد والفاسدين .
فكيف ينفى المهدي من الدولة بغضا به وبجده النبي “صلوات الله عليه واله ” وهو الذي يملأ الارض قسطا وعدلا وانه من علامات واشتراط قيام الساعة ؟!

فقال المرجع تحت عنوان :
ميزوا الفتنة … إياكم والفتنة
قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ.
وقال سبحانه وتعالى: لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (48) وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ.
وقال العلي القدير: وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا.
قال القوي العزيز: سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا.
ومن الروايات ذكر المرجع قائلا :
عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما يقول
كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ، فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا، حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ قَالَ هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ،
إذًا التقوى هي المحك، لا يوجد عندنا نسب، لا يوجد عندنا شياع إعلامي، لا يوجد عندن عمالة، لا يوجد عندنا طائفية، لا يوجد عندنا كثرة عددية، التقوى هي المحك، لا يوجد عندنا الانتماء للعائلة الفلانية أو للشخص الفلاني أو للجهة الفلانية أو للحزب الفلاني أو للدولة الفلانية أو للقومية الفلانية، إذًا المقياس هو التقوى. التقوى هي المحك لا يفيد تشيع أو تسنن أو انتماء للنبي أو انتماء للإله أو انتماء لهذه الطائفة أو لتلك الطائفة هذا غير مجد، مهما قدم من أعمال المقياس هو التقوى، هذا هو المقياس، هذا هو المائز، لا يفيد الانتماء. لا يفيد الانتماء القبلي ولا القومي أو الطائفي أو الحزبي، هذا غير مجد، المقياس هو التقوى، ابن فلان تابع للجهة الفلانية، ابن الطائفة، ناصر المذهب، قائد المجموعة الفلانية، أمير المجموعة الفلانية، زعيم المليشيا الفلانية، مؤسس المليشيا الفانية، مؤسس المجموعة التكفيرية التجمع التكفيري الفاني، التجمع المليشياوي الفلاني، لا يفيد هذا. حرر هذه المنطقة، أخذ تلك المنطقة، حرر البلدان. هل يفيد هذا بدون تقوى مع الخمور والفجور، مع سوء الأخلاق، مع الظلم، مع التهجير، مع التقتيل كما يضع التيمية هذا المقياس في تحديد الأئمة؛ في تحديد الخلافة الشرعية، وتحديد الإمامة الشرعية وتحديد الولاية الشرعية، هل يصح هذا؟ هل يعقل هذا؟ يغرقون في الفسق والفجور والظلم والاعتداء على المحرمات وانتهاك المحرمات، بعد هذا يقول: انتصر الإسلام به، وفتحت البلدان على يده أو في زمنه أو في عهده. إنّ الله ينصر دينه على يد وبسلطة الحاكم الظالم والعالم الفاسق. فعنوان الظلم والفسق لا يرتفع الشخص مهما فتح من بلدان وإلا لارتفعت عن باقي الطغاة والمتسلطين والمحتلين بادعائهم أدنى ادعاء عن الدين والالتزام بالدين وبحسب ما يعتقد من دين إسلامي أو غير إسلامي، هذا غير مجد. المقياس هو التقوى. إذًا لا يفيد النسب ولا يفيد الانتماء لهذه الطائفة أو لتلك الطائفة، أو لهذه الجهة أو لتلك الجهة. لا يفيد الانتماء للإسلام أو للإله أو للربوبية وللإمامة وللتشيع وللتسنن. لا يفيد هذا. المقياس هو التقوى، المقياس هو الإيمان والهداية والتقوى والاهتداء.
ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً،

إذًا يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ثم فتنة السراء، دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء، لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، (اللهم أجرنا من الفتن) فإذا قيل: انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، (هذا هو التبديل، هذا هو يوم الأبدال، هذا هو عصر الأبدال وعصر التبديل والتبدل وتغير العقائد والأفكار وتغير الإيمان بالكفر وتبدل الإيمان بالكفر، والكفر بالإيمان)
فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ (على فسطاطين)؛ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ.
كما في صحيح أبي داوود ومسند أحمد وفي الحاكم وصححه الحاكم أيضًا ورواه الذهبي وأقرّ تصحيحه.
عن حذيفة رضي الله عنه أنّه قال: إذا أحبّ أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا (كيف يعرف الإنسان قد أصبته الفتنة؟ تعرف الفتن وتميز الفتن وتعدد الفتن نظريًا لكن نأتي إلى التطبيق، نأتي إلى العمل، نأتي إلى السلوك، نأتي إلى المنهج، نأتي إلى المعتقد، كيف تميز الفتنة؟) عن حذيفة رضي الله عنه قال : إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا ، فلينظر ؛ فإن كان رأى حلالا كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة ، و إن كان يرى حراما كان يراه حلالا فقد أصابته ” رواه الحاكم في مستدركه وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
واكمل المرجع متسائلا :
والآن نسأل: هل إنّ قتل الأخ من أبناء الوطن من أبناء الدين من أبناء الإنسانية، هل تراه حلالًا أم حرامًا؟ هل كان حلالًا وصرت تراه حرامًا أو كان حرامًا وصرت تراه حلالًا؟ هل تهجير الناس؟ هل الفرح بما يصيب الأبرياء؟ هل قتل الأبرياء؟ هل تهجير الأبرياء؟ هل إثارة الطائفية؟ هل الفساد والإفساد والسكوت على الفساد والإفساد كل هذا تراه حلالًا؟ هل كنت تراه حرامًا فصرت تراه حلالًا أم أنت قد فقدت الاتزان والميزان والتمييز منذ البداية ومن الأصل؟ إذًا علينا أن نميز، علينا أن نحدد، علينا أن نشخص .
وأردف سماحته مذكرا بضرورة الاقتداء بالحسين عليه السلام ونهجه الحقيقي الفعلي في الاصلاح قائلا : هل أنّ الإمام الحسين عليه السلام خرج لطلب الإصلاح؟ هل الإمام الحسين خرج ضد الفساد أم خرج ضد الإصلاح؟ هل الإمام الحسين خرج أم بقي؟ سكت أم تكلم وتحدث؟ طالب بحق طالب بإصلاح، طالب بمعروف، نهى عن منكر؟ أنت الآن ماذا تفعل؟ ونحن الآن في أيام عاشوراء هل تخرج لكربلاء لزيارة الحسين عليه السلام وأنت تقتدي بالحسين وتسر على سيرة الحسين، تهتم بالآخرين، تهتم بأمور المسلمين، خرجت ضد الفساد، خرجت للإصلاح، خرجت وتركت خلفك مظلوميات، خرجت وتركت الواجب في الدائرة في الوظيفة في المدرسة أو محل العمل المهني أو الأكاديمي أو غيره من أعمال، تركت العيال، تركت الأهل، تركت الواجب وذهبت لزيارة الحسين، تركت الواجب وذهبت إلى مستحب، هربت وتركت قضاء حاجة الناس وذهبت إلى مستحب، تركت الواجب فارتكبت المحرم وذهبت إلى مستحب، لا يبقى استحباب صار هذا الاستحباب مقدمة لترك الواجب، صار هذا الاستحباب مقدمة لارتكاب المحرم، فلا استحباب في الزيارة، فعليك أن تميز أن تفكر، أن تحدد هل أنك قد أصابتك الفتنة أم لا؟
وتحت عنوان
المارقة والدولة
ذكر المرجع موارد عديده منها :
المورد الأول: البخاري، المناقب،
عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال: يا رسول الله اعدل فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل، (إذًا شخص يعترض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يتهم النبي، سنعرف من هذا الشخص؟ وما هو هذا الأسلوب؟ وكيف شاع هذا الأسلوب؟ وعند من شاع هذا الأسلوب؟ من يعترض بهذه الاعتراضات على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) فقال عمر: يا رسول الله (لاحظ: هنا المائز، هنا الفرق، هنا التفريق، هذا ما أسسنا له ونؤسس له، الخلفاء الخليفة الأول والخليفة الثاني الخلافة الراشدة الصحابة غير المنهج الآخر، غير منهج التكفير منهج القتل، منهج السلطان والحكم والتسلط الأموي، هذا منهج وهذا منهج، لاحظ هذا الموقف الحدي، الموقف الصارم من الخليفة عمر رضي الله عنه) ائذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال: دعه فإنّ له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن (التفت جيدًا: الخليفة عمر أراد أن يقتل رأس النفاق رأس الخوارج، رأٍس الدعشنة، رأس التكفيريين، التفت جيدًا: عند صغار العقول، عند الأغبياء عند الجهال الذين يخدعون بكلام المرتزقة والمستأكلين أئمة الضلالة الذين يدفعونهم باتجاه المنهج والسلوك التكفيري المارق نحو الطعن بالصحابة بأمهات المؤمنين، هذا العقل الصغير، هذا العقل الضيق ليلتفت إلى هذا المعنى، لو شرع النبي وسمح النبي لعمر بقتل هذا الرأس بقتل هذا النفاق وأصل النفاق، هل ستقولون كما تقولون هناك: لانتهى كل شيء وانتهت المارقة، وانتهى الخوارج وانتهى التكفير، كما يؤسس أئمة الضلالة في أذهانكم مثل هذا الاستدلال، لاحظ هذا هو الموقف، دائمًا نجد من الخليفة الثاني مثل هذه المواقف) لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم. آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس، قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه {وآله} وسلم، وأشهد أنّ علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه {وآله} وسلم الذي نعته.

وعن الروايات التي اشارت لذكر الدولة والرايات السود واوصاف اصحابها ذكر المرجع مستدلا بقوله :
البخاري، المناقب
حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال: قال علي رضي الله عنه: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه {وآله} وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإنّ الحرب خدعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه {وآله} وسلم يقول يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون (المارقة) من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإنّ قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة.
ملفتا سماحته : (أنا أذكر الروايات إن حصل في الذهن بعض النقاش أو ما يستلزم المقام من نقاش سنذكر هذا الأمر وأيضًا ستأتي لنا عودة على ما نذكر من روايات).
وعن
نعيم بن حماد في كتابه الفتن قال: عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ” إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الأَرْضَ فَلا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ، وَلا أَرْجُلَكُمْ،
وعلق المرجع على الرواية موضحا : (إذًا عندي المرحلة الأولى والخطوة الأولى العلامة الأولى في هذه الحادثة التي يتحدث عنها والتي ينبؤنا أمير المؤمنين سلام الله عليه يقول: أول ما تظهر في هذه المرحلة، لا أقول في هذا الزمان، لكن المرحلة التي تتحدث عنها الرواية، التي يتحدث عنها أمير المؤمنين، وقلنا: سيأتي نقاش وخاصة في هذه الرواية وبخصوصها، إذًا عندي مرحلة أولى هي الرايات السود، إذًا عندي رايات سود قبل ظهور من ظهر بعدهم، سنعرف من الذي ظهر بعدهم، التفت جيدًا: كل إنسان يراجع نفسه، يراجع موقفه، يراجع سلوكه، يراجع ما مرّ عليه وما مرّ به)
وأكمل قراءة الرواية : ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لا يُؤْبَهُ لَهُمْ .
وعلق سماحته متسائلا : (إذًا في حال ظهور الرايات السود ما هو التكليف؟ نلتحق بهذه أم بتلك؟ في حال ظهور الرايات السود، يقول: فالزموا الأرض ولا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم، نشكر الله سبحانه وتعالى، على ما أنعم علينا) قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ،
منبها على اصل الموضوعية التي التزمها المرجع في محاضراته حتى المسميات والعناوين كعنوان الدولة في رده على بعض المنافقين بقوله :(إذًا أخذ علينا من بعض المنافقين من بعض ضعفاء النفوس كيف نقول: الدولة؟ هنا القصد، نعطي لكل إنسان لكل شخص، لكل خصم ما يريد، ما يرغب، ما يقبل به ونناقش النقاش العلمي، نطرح كل المحتملات، إذًا عندي دولة، عندي دولة العراق والشام، عندي الدولة الإسلامية، عندي داعش وعندي الدولة، هنا الدولة، هذه الدولة التي أشار إليها أمير المؤمنين سلام الله عليه، في الوقت الذي لا في زمن أمير المؤمنين سلام الله عليه، ولا في زمن كتاب الفتن وصاحب الفتن يوجد عنوان الدولة، أو لا يشاع أو لم يكن قد أشيع عنوان الدولة، ولم يستعمل عنوان الدولة كمصطلح كما يستعمل الآن، التفت جيدًا: عنوان الدولة المستخدم الآن في عالم المجتمع أو الدول والسياسة لم يكن يستخدم في ذلك الزمان، في زمن صاحب كتاب الفتن فضلًا عن زمن أمير المؤمنين سلام الله عليه)
تتمة الرواية : لا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلا مِيثَاقٍ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ .
مشيرا سماحته الى كيفية انتزاعه عنوان البحث قائلا
إذًا عندي رايات سود، وعندي رايات الدولة، وبعد هذا يقول: ثم يؤتي الله الحق من يشاء. إذًا من هنا ومن هذا العنوان، إلى هذا المستوى من الكلام صار عندنا علم بالعنوان الرئيس للبحث، الدولة المارقة، من هنا انتزعنا هذا العنوان، عنوان الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

وعن ظهور الامام المهدي “عليه الصلاة والسلام ” تواترت الروايات السنية والشيعة على ذكره وانتسابه لأهل البيت “عليهم السلام ” متفقين على شخصه وظهوره ودوره في نشر العدل والقسط مع اختلاف في كونه يولد او مولود وهو ما يثير تساؤلات عديده اهمهما لماذا يتجاهل الدواعش ذكر المهدي “عليه السلام ” وينفونه في دولتهم مادامت هي دولة اخر الزمان ودولة العدل الا يفترض ان في اخر الزمان ظهور المهدي وهو شرط من اشراط الساعة وهو الذي يملأ الارض قسطا وعدلا فلماذا يهمل من افكارهم ونفوسهم ؟! مما يكشف بطلان الفكر الداعشي التكفيري التيمي
حيث قال المرجع الصرخي تحت عنوان
الدولة المارقة وبغض المهدي “عليه الصلاة والسلام”
سواء كان المهدي المولود أو المهدي الذي سيولد، كل هذه المحتملات مشمولة بهذا العنوان.
الخطوة الأولى: سؤال بديهي يرد على ذهن كل إنسان وهو أنّ من يدعي أننا في آخر الزمان، وأن الجهاد وتأسيس الدولة واجب (كما يقول أصحاب الدولة، كما يفعل أصحاب الدولة، كما يشيع أصحاب الدولة) والالتحاق بها واجب وفرض عين، لأنها دولة الخلافة، دولة العدل التي وعدنا بها الرسول الأمين عليه وعلى آله الصلاة والتسليم، فلماذا نجد هؤلاء قد قطعت ألسنتهم وصمت آذانهم وعميت أعينهم عن اسم وعنوان المهدي؟ فهل ينفون المهدي جملة وتفصيلًا ويرفضون ويبطلون كل ما جاء عن المهدي من أحاديث وروايات وآثار وتاريخ أم إنه نفاق وبغض لخاتم النبيين وآله الطاهرين وصحبه المرضيين ومخالفة لسنتهم وسيرتهم ونهجهم القويم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟ فلماذا أصر المنتمون للمسمى داعش أو الدولة أو دولة العراق والشام أو الدولة الإسلامية وغيرها من عناوين، لماذا أصروا عل ى محو اسم وفكر المهدي من قلوبهم ونفوسهم وعقولهم؟ ولو أعطى أي إنسان عاقل لنفسه وقتًا قليلًا مناسبًا للتفكير لوجد أنّ هذا الاستفهام يكشف بطلان ما هم فيه وأن كل ما يقومون به لا يمثل طريق الحق والهداية والاهتداء والصلاح، لأنه على الطريق القويم طريق الله ورسوله الكريم وأئمته الراشدين المهديين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
الخطوة الثانية: لقد وصلنا الكثير من الأحاديث الصحيحة الدالة على ظهور المهدي عليه السلام وأنّه سيكون في آخر الزمان، وهو علامة من علامات الساعة وشرط من أشراطها وقد ذكر اسم وعنوان المهدي صراحة في الكثير منها، فيما أشارت باقي الروايات إلى عناوين فهم منها كل عقلاء المسلمين أن المقصود منها هو الشخص المسمى بالمهدي، ومن هذه الأحاديث
عن أبي سعيد الخدري” رضي الله عنه” أن رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” قال: يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحًا وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعًا أو ثمانيًا. كما في مستدرك الحاكم، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (مسلم والبخاري لم يخرجاه)
الألباني رواه في سلسلة الأحاديث الصحيحة: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المهدي مني أجلى الجبهة
وعلق سماحته موضحا (انحصار الشعر عن مقدمة الجبهة) أقنى الأنف يملأ الأرض قسطًا وعدلًا.
ملفتا الى سبب تأكيده على التوضيح بقوله : (حتى أعطي هذا العنوان والمعنى عن قصد حتى نوصل علامة وإشارة ودليل وبرهان إلى بعض الجهال ممن يعتقد ببعض الأشخاص أو ممن يعتقد بشخص وغيرهم يعتقدون بشخص آخر على أنه المهدي، هذه مواصفات المهدي سلام الله عليه) وأقنى الأنف (أي أنفه طويل رقيق في وسطه حدب، محدب قليلًا)
وبعد هذا هل يفسد؟ هل يعمل مع المفسدين؟ هل يمضي عمل المفسدين؟) يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت جورًا وظلمًا، يملك سبع سنين. في سنن أبي داود كتاب المهدي.
وفي مستدرك الحاكم، ج4، قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وأيضًا رواه الألباني في الصحيح الجامع.
لقد تواترت الأحاديث بظهور المهدي عليه السلام وأشار للتواتر العديد من العلماء والأئمة، (حتى ألزم المقابل الحجة، بالتأكيد الشيعة يقولون بالمهدي وبوجود المهدي وبظهور المهدي وبحياة المهدي، الآن نحن لا نتحدث عن حياة المهدي، الكلام في الكلية، في القاعدة، في الأصل في شخص المهدي، سواء كان مولودًا وعلى قيد الحياة ومازال حيًا وسيظهر، أو سيولد لاحقًا، أو سيولد حاليًا، هذا ليس مقام البحث. المهم نريد أن نثبت أصل القضية، أصل المهدي، أصل شخص المهدي، لأن الظاهر وتبريرنا وأن طريقًا عندما يعرض القوم عن المهدي وعن أصل المهدي وعن ذكر المهدي، هنا يعترفون بهذه القضية فعلينا أن نثبت هذا الأمر، إذًا أقول:
لقد تواترت الأحاديث بظهور المهدي عليه السلام وأشار للتواتر العديد من العلماء والأئمة من أهل السنة، من إخواننا من أعزائنا من أعمامنا من أخوالنا من مشايخنا من ساداتنا، ومنهم
قال الحافظ أبو الحسن الآبري: قد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذكر المهدي وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلًا، وأن عيسى عليه السلام يخرج فيساعده على قتل الدجال، وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه، (كل هذه العناوين، كل ما ذكره الحافظ هنا لأن يوجد من يقول بخلاف هذا، سنجد كيف أن الخط التكفيري، الخط التيمي كيف يسير بالأمة وبالعقول نحو إنكار قضية المهدي، ودفن قضية المهدي، وقطع قضية المهدي عن الوجود وعن الأصل، وعن الفكر، وعن النفوس، وعن القلوب، بل يدفعون إلى أنّ الذي يصلي ويؤم بالمسلمين عيسى عليه السلام، التفت جيدًا: كم هو البغض عندهم للمهدي، لجد المهدي، للنبي الذي ينتمي إليه المهدي عليه الصلاة والسلام، وهذه الوقائع والآن نحن نعيش الجحود والبغض للمهدي من آل البيت عليه الصلاة والسلام) وقد علمت أن أحاديث وجود المهدي وخروجه آخر الزمان، وأنه من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ولد فاطمة عليها السلام بلغت حد التواتر المعنوي، فلا معنى لإنكارها. (بعد أن طرح الكثير من الأدلة والبراهين والأحاديث في الروايات ذكر)
أيّها التكفيريّون، أيّها النواصب، أيّها المارقة لا معنى لإنكار المهدي، وجود المهدي، خروج المهدي في آخر الزمان، انتماء المهدي لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ، وإنّه من ولد فاطمة عليها السلام.
قال العلامة محمد السفاريني: وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حدّ التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السُنّة حتى عُد من معتقداتهم ( التفت جيدًا، روايات المهدي، خروج المهدي من معتقدات أهل السُنّة، من معتقدات علماء السُنّة، فمن ينكر المهدي فليس من علماء السُنّة، فهو خارج عن السُنّة، ولا نعلم مَن خرّج أو يُخرّج هؤلاء من السُنّة هل التفت إلى هذا المعنى، هل أخذَ هذا المعنى وهذا الجحود بالمهدي والبغض لأهل البيت عليهم السلام وجعل هذا أحد الأسباب التي خَرّج او من خُرّج من أهل السنة ) ثم ذكر بعض الأحاديث الواردة فيه عن جماعة من الصحابة وقال: وقد روى عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم بروايات متعددة وعن التابعين من بعدهم ما يفيد مجموعة العلم القطعي، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقررّ عند أهل العلم ومدوّن في عقائد أهل السُنّة والجماعة ( من هو؟ المهدي بالاِسم ، خروج المهدي بالاِسم مدوّن عندهم ومدوّن في عقائد أهل السُنّة والجماعة، ومن لم يدوّن هذا فليس من أهل السُنّة والجماعة). شرح العقيدة السفارينية، وفي لوامع الأنوار البهية/ ج2.